سيناريوهات تغير المناخ.. هل اقتربت النهاية؟
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/25 الساعة 15:41
مدار الساعة -لا يستبعد خبراء دوليون أن يؤدي تغير المناخ - في أسوأ الحالات - إلى كوارث اعمق مما تبدو عليه الامور اليوم.
وكتب فريق دولي في مقال في دورية "بروسيدينجز" التابعة للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم "PNAS" أنه حتى الآن لا يُعرف سوى القليل جدا عن سيناريوهات نهاية الزمان واحتمالاتها.
وتحت عنوان "مباراة المناخ النهائية: البحث في سيناريوهات كارثية لتغير المناخ الكارثي" دعا معدو المقال إلى إدارة مخاطر أكثر حصافة وإجراء المزيد من الأبحاث المتعلقة بأسوأ سيناريوهات الاحترار العالمي.
ويرى الباحثون أنه يجب أن يبدأ العالم الآن في الاستعداد لسيناريوهات نهاية الزمان الناجمة عن تغير المناخ.
وكتب العلماء، ومن بينهم المديران السابق والحالي لمعهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ، هانز يواخيم شيلنهوبر ويوهان روكشتروم: "هناك أدلة كثيرة على أن تغير المناخ يمكن أن يصل إلى أبعاد كارثية".
أشار الباحثون إلى أنه على الرغم من بذل جهود على مدار 30 عاما لمكافحة تغير المناخ، واصلت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان في الارتفاع. وكتب العلماء: "حتى مع استبعاد أسوأ سيناريو لتغير المناخ، فإن العالم يسير على الطريق الصحيح لمعايشة زيادة في درجة الحرارة تتراوح بين 2.1 و3.9 درجة مئوية بحلول عام 2100".
وأشار العلماء إلى أنه لم يتم حتى الآن البحث بشكل كافٍ في العواقب المحتملة لارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، حيث تركز الأبحاث حتى الآن على السيناريوهات التي تكون فيها عواقب تغير المناخ معتدلة.
وكتب الباحثون: "مواجهة مستقبل يتسارع فيه تغير المناخ دون النظر في أسوأ السيناريوهات هي إدارة مخاطر ساذجة في أحسن الأحوال، وحماقة قاتلة في أسوأ الأحوال".
يرى الباحث في مجال المناخ بجامعة فاخينينجن الهولندية، نيكلاس هونه، أن أسوأ سيناريو للانقراض لا يزال "بعيدا نسبيا".
وقال الخبير الذي لم يشارك في المقال: "سيكون هناك تدرجات قبل حدوث ذلك.. من المحتمل للغاية أن بلدانا وأجزاء كاملة من بلاد أخرى لن تعد صالحة للسُكنى".
وتطرق الباحثون في مقالهم إلى اتساع رقعة المناطق التي ستسود فيها حرارة شديدة - أي متوسط درجة حرارة سنوية يزيد عن 29 درجة مئوية.
وأشار الباحثون إلى أن حوالي 30 مليون شخص يتأثرون بذلك حاليا في الصحراء الكبرى وساحل الخليج.
ووفقا لنماذج أعدها الفريق، يمكن أن يبلغ عدد السكان في مثل هذه المناطق نحو ملياري نسمة بحلول عام 2070.
يوضح هذا كيف يمكن أن تكون تأثيرات المناخ معقدة. ويقول الكاتب المشارك في المقال تشي شو من جامعة نانجينج الصينية: "بحلول عام 2070 ستؤثر درجات الحرارة المرتفعة والعواقب الاجتماعية والسياسية بشكل مباشر على قوتين نوويتين وسبعة مختبرات عالية الأمان تضم أخطر مسببات الأمراض.. هناك احتمالية خطيرة لحدوث عواقب وخيمة".
لذلك يدعو العلماء إلى تضمين ترابطات أكثر تعقيدا في تقييمات المخاطر المستقبلية، محذرين من "سلسلة مخاطر" تؤدي فيها بعض عواقب تغير المناخ إلى مزيد من المشكلات، مثل إمكانية أن تؤدي الحرارة المرتفعة والمناطق غير الصالحة للسُكنى إلى الهجرة والاضطرابات الاجتماعية والصراعات الدولية.
تقول دانييلا ياكوب، مديرة المعهد الألماني لخدمات المناخ (GERICS)، التي لم تشارك في المقال: "نعي حاليا بشكل متزايد التداخل والتفاعلات بين تغير المناخ ومجالات أخرى مثل التنوع البيولوجي والاقتصاد وإنتاج الغذاء.. لقد وصلنا الآن إلى نقطة يمكننا فيها تجميع هذه المعرفة وبالتالي توليد رؤى مهمة لبقاء نظام الأرض".
وكتب العلماء أن عواقب تغير المناخ ستكون خطيرة للغاية عند الوصول إلى نقطة التحول، موضحين أنه يمكن مقارنة هذه النقطة بفنجان على طاولة: إذا زُحزِح نحو الحافة، فلن يحدث شيء في البداية حتى يصل إلى نقطة تحوّل يحدث فيها السقوط.
بالنسبة لتغير المناخ، هذا يعني شيئا مثل: وصول الذوبان في منطقة جليدية إلى نقطة لا يمكن إيقافها بعد الآن.
بمجرد ذوبان مناطق الجليد، سيختفي الجليد، وسيقود ذلك إلى نقطة تحول أخرى.
ووفقا للعلماء، فإن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) لم تتعامل بعد بشكل كافٍ مع العواقب الكارثية المحتملة لتغير المناخ؛ إذ لا يتعامل أي من التقارير الخاصة الـ 14 الصادرة عن الهيئة مع تغير المناخ الشديد أو الكارثي. وبحسب معدي المقال، ينبغي وضع هذه الأمور في الاعتبار في التقرير القادم للهيئة.
وأعربت ياكوب، التي أشرفت من قبل على إعداد تقرير خاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، عن دعمها لهذا المطلب أيضا، وقالت: "أعتقد أن هذا أمر سليم لأنه يفعل شيئين: من ناحية، سيتيح إجراء تقرير خاص عن إمكانية الوقوف على الوضع الحالي للمعرفة حول هذا الموضوع، وسيوضح هذا ما إذا كان لدينا قدر كافٍ من المعرفة أم لدينا ثغرات. ومن ناحية أخرى فإن مثل هذا التحليل سيحفز الأبحاث".
وتساور ياكوب شكوك حول ما إذا كان ينبغي مناقشة مثل هذه السيناريوهات خارج إطار الأبحاث العلمية، حيث قالت: "أرى ذلك خطوة مبكرة للغاية... لن يفيد هنا الدخول في حوار مع الجمهور حول سيناريوهات نهاية الزمان، إذا لم تكن تعرف بعد ما يمكن أن يحدث بالضبط، ومتى يمكن أن يحدث، وما عليك القيام به لمنع حدوث الأسوأ".
في المقابل يرى هونه أنه من المهم توعية الناس بأسوأ السيناريوهات، وقال: "علينا أن ننقل بوضوح ما هي المخاطر، ونقول من ناحية أخرى: لا يزال الأمر بأيدينا... نحن نعرف كيف يسير الأمر، ولدينا التقنيات ونعرف الإجراءات السياسية. اتخاذ إجراءات ضد تغير المناخ ليس مُكلفا، بل إنه سيكون أرخص على المدى الطويل".
وكتب فريق دولي في مقال في دورية "بروسيدينجز" التابعة للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم "PNAS" أنه حتى الآن لا يُعرف سوى القليل جدا عن سيناريوهات نهاية الزمان واحتمالاتها.
وتحت عنوان "مباراة المناخ النهائية: البحث في سيناريوهات كارثية لتغير المناخ الكارثي" دعا معدو المقال إلى إدارة مخاطر أكثر حصافة وإجراء المزيد من الأبحاث المتعلقة بأسوأ سيناريوهات الاحترار العالمي.
ويرى الباحثون أنه يجب أن يبدأ العالم الآن في الاستعداد لسيناريوهات نهاية الزمان الناجمة عن تغير المناخ.
وكتب العلماء، ومن بينهم المديران السابق والحالي لمعهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ، هانز يواخيم شيلنهوبر ويوهان روكشتروم: "هناك أدلة كثيرة على أن تغير المناخ يمكن أن يصل إلى أبعاد كارثية".
أشار الباحثون إلى أنه على الرغم من بذل جهود على مدار 30 عاما لمكافحة تغير المناخ، واصلت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان في الارتفاع. وكتب العلماء: "حتى مع استبعاد أسوأ سيناريو لتغير المناخ، فإن العالم يسير على الطريق الصحيح لمعايشة زيادة في درجة الحرارة تتراوح بين 2.1 و3.9 درجة مئوية بحلول عام 2100".
وأشار العلماء إلى أنه لم يتم حتى الآن البحث بشكل كافٍ في العواقب المحتملة لارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، حيث تركز الأبحاث حتى الآن على السيناريوهات التي تكون فيها عواقب تغير المناخ معتدلة.
وكتب الباحثون: "مواجهة مستقبل يتسارع فيه تغير المناخ دون النظر في أسوأ السيناريوهات هي إدارة مخاطر ساذجة في أحسن الأحوال، وحماقة قاتلة في أسوأ الأحوال".
يرى الباحث في مجال المناخ بجامعة فاخينينجن الهولندية، نيكلاس هونه، أن أسوأ سيناريو للانقراض لا يزال "بعيدا نسبيا".
وقال الخبير الذي لم يشارك في المقال: "سيكون هناك تدرجات قبل حدوث ذلك.. من المحتمل للغاية أن بلدانا وأجزاء كاملة من بلاد أخرى لن تعد صالحة للسُكنى".
وتطرق الباحثون في مقالهم إلى اتساع رقعة المناطق التي ستسود فيها حرارة شديدة - أي متوسط درجة حرارة سنوية يزيد عن 29 درجة مئوية.
وأشار الباحثون إلى أن حوالي 30 مليون شخص يتأثرون بذلك حاليا في الصحراء الكبرى وساحل الخليج.
ووفقا لنماذج أعدها الفريق، يمكن أن يبلغ عدد السكان في مثل هذه المناطق نحو ملياري نسمة بحلول عام 2070.
يوضح هذا كيف يمكن أن تكون تأثيرات المناخ معقدة. ويقول الكاتب المشارك في المقال تشي شو من جامعة نانجينج الصينية: "بحلول عام 2070 ستؤثر درجات الحرارة المرتفعة والعواقب الاجتماعية والسياسية بشكل مباشر على قوتين نوويتين وسبعة مختبرات عالية الأمان تضم أخطر مسببات الأمراض.. هناك احتمالية خطيرة لحدوث عواقب وخيمة".
لذلك يدعو العلماء إلى تضمين ترابطات أكثر تعقيدا في تقييمات المخاطر المستقبلية، محذرين من "سلسلة مخاطر" تؤدي فيها بعض عواقب تغير المناخ إلى مزيد من المشكلات، مثل إمكانية أن تؤدي الحرارة المرتفعة والمناطق غير الصالحة للسُكنى إلى الهجرة والاضطرابات الاجتماعية والصراعات الدولية.
تقول دانييلا ياكوب، مديرة المعهد الألماني لخدمات المناخ (GERICS)، التي لم تشارك في المقال: "نعي حاليا بشكل متزايد التداخل والتفاعلات بين تغير المناخ ومجالات أخرى مثل التنوع البيولوجي والاقتصاد وإنتاج الغذاء.. لقد وصلنا الآن إلى نقطة يمكننا فيها تجميع هذه المعرفة وبالتالي توليد رؤى مهمة لبقاء نظام الأرض".
وكتب العلماء أن عواقب تغير المناخ ستكون خطيرة للغاية عند الوصول إلى نقطة التحول، موضحين أنه يمكن مقارنة هذه النقطة بفنجان على طاولة: إذا زُحزِح نحو الحافة، فلن يحدث شيء في البداية حتى يصل إلى نقطة تحوّل يحدث فيها السقوط.
بالنسبة لتغير المناخ، هذا يعني شيئا مثل: وصول الذوبان في منطقة جليدية إلى نقطة لا يمكن إيقافها بعد الآن.
بمجرد ذوبان مناطق الجليد، سيختفي الجليد، وسيقود ذلك إلى نقطة تحول أخرى.
ووفقا للعلماء، فإن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) لم تتعامل بعد بشكل كافٍ مع العواقب الكارثية المحتملة لتغير المناخ؛ إذ لا يتعامل أي من التقارير الخاصة الـ 14 الصادرة عن الهيئة مع تغير المناخ الشديد أو الكارثي. وبحسب معدي المقال، ينبغي وضع هذه الأمور في الاعتبار في التقرير القادم للهيئة.
وأعربت ياكوب، التي أشرفت من قبل على إعداد تقرير خاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، عن دعمها لهذا المطلب أيضا، وقالت: "أعتقد أن هذا أمر سليم لأنه يفعل شيئين: من ناحية، سيتيح إجراء تقرير خاص عن إمكانية الوقوف على الوضع الحالي للمعرفة حول هذا الموضوع، وسيوضح هذا ما إذا كان لدينا قدر كافٍ من المعرفة أم لدينا ثغرات. ومن ناحية أخرى فإن مثل هذا التحليل سيحفز الأبحاث".
وتساور ياكوب شكوك حول ما إذا كان ينبغي مناقشة مثل هذه السيناريوهات خارج إطار الأبحاث العلمية، حيث قالت: "أرى ذلك خطوة مبكرة للغاية... لن يفيد هنا الدخول في حوار مع الجمهور حول سيناريوهات نهاية الزمان، إذا لم تكن تعرف بعد ما يمكن أن يحدث بالضبط، ومتى يمكن أن يحدث، وما عليك القيام به لمنع حدوث الأسوأ".
في المقابل يرى هونه أنه من المهم توعية الناس بأسوأ السيناريوهات، وقال: "علينا أن ننقل بوضوح ما هي المخاطر، ونقول من ناحية أخرى: لا يزال الأمر بأيدينا... نحن نعرف كيف يسير الأمر، ولدينا التقنيات ونعرف الإجراءات السياسية. اتخاذ إجراءات ضد تغير المناخ ليس مُكلفا، بل إنه سيكون أرخص على المدى الطويل".
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/25 الساعة 15:41