عصاة سعود
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/25 الساعة 15:02
في حياة كل واحد منا (قصص) يعيشها، كل يوم قصص تسعده، وقصص تحزنه، منها ما يخفف الهموم ومنها ما يزيد من الأوجاع ، قصتنا اليوم (مفاجأة) لمن يريد أن يقرأها ويستمتع فيها (واحد فقط) طيلة حياتها الطويلة.
أي عمل (إنساني) هو طريق (إسعاد) الآخرين، في هذا الزمان، والذي يقضي عملا خاصاً فيه ، يجد إنسان كرس حياته لتقديم المساعدة لمراجعي عمله .
وكثيراً ما تجد وراء الأبواب أسرار تخفي قصصا خاصة ينامون ويستيقظون عليها. وقصتنا صاحبها لا يعرف الاستسلام ، إنها قصة إنسانية مؤثره ، بطل قصتنا رجل ضرير.
بداياتها زيارة ضرير إلى (سعود) بيك ، الذي هو واحد من أبناء الأردن الغيارى الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإنسان والإنسانية بكل رحابة صدر وعطف وحنيه . سعود ( بطل ) قصتي نذر نفسه وحياته وحبه لعمل الخير، من هنا تجد أن عمل الخير لديه تجدها ( ثقافة متجذره وشخصية ) وهو صاحب شخصية مميزه .
(سعود) بيك شخصية عربية أردنية ما يميزه عن غيره ممن هم في مواقع المسؤولية ، انه إنسان لطيف دمث الأخلاق ، يقبلك في ابتسامة ، يتألم وتتوجع جميع أحاسيسه ، وترتسم علامات الحزن على محياه، عندما يسمع قصة مأساوية مؤلمة . والعمل الإنساني الذي يقوم فيه يخفف منها ، ويمحو بعضها كون العمل الذي يقوم فيه متنوع . بطل الحكاية وتفاصيل قصته يحكيها بطلها :
العمل الإنساني ليس في تقديم المال وحده ، وإنما في جوانب أخرى متعددة، ومن يقوم في تأديتها سواء كان غني أو فقير ، فان الهدف منها (النية) الصادقة، الخالصة إلى رضا الله .
ومن يؤدي العمل الإنساني ، في المال والتصدق فيه ليس الغني فحسب، بل هو متاح للفقير والغني معاً، والعبرة في قبولها هي نية المتصدق.
وأتوقف عند نوع من العمل الإنساني ، ألا وهو إهداء ( العصا ) ، وهي نموذج حي لمن أراد أن يقدم أجرا للآخرين ، وتظهر معنى العطاء وغرس مفهوم الإنسانية في قيمة العمل الخيري عندهم .
سعود كان في أحد الأيام ، على موعد كباقي الأيام ، مع استقبال المراجعين من أصحاب الحاجة ، بذاك اليوم أتي إليه ( ضرير )، من مكان ما إلى ( سعود ) بيك ، قاصده ، راغبا المساعدة من ( سعود ) ، وقد سمع الكثير عن ( سعود ) ، بأنه إنسان ( شهم ) يساعد المحتاجين .
جاء هذا الضرير وهو صاحب ( همة ) عالية وإرادة صلبة ، والأمل يحدوه أن (سعود) سيمد له يد العون والمساعدة ( لعياله وأمه ) ، ويعمل على قضاء حاجتهم وإنقاذهم من مأساتهم .
كل صباح يدعو سعود ربه قائلا : يا رب اعني على عمل الخير الذي ترضاه ، فأنت يا رب قد أمرتنا بالعمل الصالح ، وفعل الخير، ومساعدة الآخرين هي صلب عملنا الإنسان.
سعود لا يرتاح إلا لما ينجز عملا خيرا ، لحظتها يشعر أن ( صاحب ) الحاجة قد نال حاجته ، عندها سعود يشعر أن السعادة تغمره ، فيرتاح قلبه وجسمه وينام ، وهو مرتاح الضمير.
ترى الإنسان لا يشعر بالسعادة إلا وقد ادخل السعادة ، في قلب طالبها ، والسعادة تجعل الإنسان ، يساهم في تقدم المجتمع وتطوره ، والفرح يدفع الذي يؤديه إلى مواصلة البذل والعطاء بعد قيامه ، بتنفيذ العمل الصالح ، فالذي يعمل على تقوية روح المحبة ، والتعاون بين أفراد المجتمع ويسهم بفعل الخير ، ونشر قيمه الايجابية، وتزيد من الانتماء والارتقاء بين أفراد المجتمع.
العصا ليست (حلم) ، في ليلة ماطرة بردها شديد ، وإنما هي قصة حقيقية ، واقعية عنوانها هدية (سعود) بيك هذا رجل مسؤول ، رفيع المكانة والمقام، مسؤول شريف عفيف نظيف، هديته تدل على جوهر الإنسان المسؤول هذا ، وعلى قوته ومناعته ، وهي دليل على شجاعته ، ومنصبه يتطلب منه التصدي (للأعداء) في ميادين الرجولة والبطولة والإقدام .
وتكمن قيمة قيامه بإهداء العصاه (للضرير) استجابه لقول : الله تعالى "هي عصاي أتوكأ عليها" .
سعود شخصية فذة رقيق الإحساس (طيب القلب) لا يتوانى عن تقديم المساعدة ، فتراه في كل مكان وزمان في الميدان ، يهب لمساعدة كل صاحب حاجة ماسة ، يؤدى عمله من دون أن يعرفهم .
يقول الراوي : أن ضريراً ما أتى إلى (سعود) بيك ، وقد أهدى سعود الضرير (عصا) .
فقال (الضرير): أن لديه (عصاه) .
فقال له سعود : اعلم أن لديك (عصا) ، خذها وأعطيها إلى (أمك) .
الضرير شكر (سعود) على مساعدته ، ومعتبرا ما قدمه سعود له هو قمة العمل الصالح .
الضرير شكر وهو يبتسم ، وأخذ ( العصا ) وعندما وصل منزله سلم العصا (لامه). واخبرها أنها هدية من (سعود) بيك لك ، وذكر لها مدى أهمية العمل الصالح ، الذي يقوم فيه (سعود). وان هدف هدية العصا لاستعمالها في مواجهة كل من ( تسول ) له نفسه النيل من قدره وكرامته .
فأمثالنا كثيرا ما يتعرضون إلى مضايقات متنوعة ونحن سائرون في الطرقات ، فلهذا فان وجود (العصا) في أيادينا تجعل رأسنا مرفوعا بعيدا عن الذل والمهانة ويتجنبنا المتطفلون ، فلهذا قال لي سعود : خذها (لامك ) .
(سعود) لم يكن يعلم ، أو يدور في ( خلده ) أن أم الضرير سترد له الهدية بهدية عصاة ثمينة ، لقاء إهدائه تلك (العصا) ، بأن يقوم الضرير باهدائه ( عصا ) ردا على جميله (باهدائه) عصاه مماثلة ، وتكون هديته عصا ( مميزه ) ، وسوف يكون لها صدى ، يتناولها الجالسون في جلساتهم .
وهذا ما حصل بالفعل ففي ذات يوم جاء الضرير مرة أخرى ، وبهذه الزيارة يحمل بيده عصا من نوع غير (عصاه) جميلة ، مقبضها راس( أفعى ) لونها فضي .
وبعد تقديمها وضعها (سعود) فوق خزانة مكتبه ، ومع مرور الأيام والأشهر . وفي ذات يوم ( زاره ) شخص ما ، وما أن جلس في ( مكتبه ) ، حتى لفتت انتباهه تلك (العصا) ، وطال تحديقه وهو ينظر إليها .
سعود لم يكن يتوقع أن هذه العصا (ستلفت) انتباه هذا الزائر وبأنها ستنال إعجابه .
سعود سأل الزائر : على ماذا تنظر ؟ فقال : انظر إلى العصا .
فقال : الزائر هل هي لك ؟
فرد سعود : كلا ، إنها أمانة عندي .
فقال الزائر: إني أريدها .
فقال سعود : هي لك ولكن بشرط ، أن تدعو لأم الذي أهداني إياها .
أنصدم الزائر من طلب ( سعود ).
فقال الزائر : وما هو شرط أم الذي أهداك إياها ؟
قال سعود بيك : أن تدعو الله لها ، بما تعرف من الأدعية .
الزائر استجاب إلى طلب سعود .
وقال : سأدعو الله لها .
سعود : ارتاح قلبه لأنه لبى طلب أم الضرير ، بان وجد إنسانا ، يدعو الله ( لأم ) الضرير التي أهدته العصا .
تروح أيام وتأتي أخرى ويجتمع ( الضرير والزائر ) الذي اخذ العصا من سعود ، في مكان واحد ( ديوانية ) احد أصدقائه، ورأى ( العصا ) صديق له .
فقال له : ويش هذه العصا الجميلة التي معك ؟
فقال الزائر : إنها من صديق لي .
لم يخطر ببال (الزائر) أن (الضرير) هو من أهدى ( سعود ) العصا ، وهي هدية أمه .
الضرير جالس يستمع إلى كلامهم ، و( الضرير) يتمتع بذكاء عال ، لما سمعهم يتحدثون عن العصا دخل على الخط .
وقال : الضرير ، بالله عليكم ما هي العصا لها مقبض رأس حيه ، ولونها فضي ؟ أصابت جميع الحضور الدهشة ، كيف عرف الضرير مواصفات هذه العصا ؟
فرد ( الزائر ) الذي معه العصا ، نعم ، لكن كيف عرفت أن مقبضها ، رأس حيه ولونها فضي .
فرد الضرير قائلا : هذه العصا يا إخوان من ( أمي ) ، أرسلتها معي هدية إلى عطوفة سعود بيك ، رداً على إهدائه لها ، (عصا ) أهداها لها من خلالي .
وقالت (أمي ) : قل له يدعو لي ، وهو نفذ الوصية ، واستجاب لطلب أمي ، وهذه العصاه قريبه من قلب أمي .
وهنا أشاد الحضور بهذا الموقف الإنساني الذي قام فيه سعود بيك نحو أم الضرير ، وبصوت عال قالوا : بارك الله فيه وبأمثاله ، ممن يصونون الأمانة ، ويوفون بالوصية .
هناك فرق بين عطاء الإنسان ( الصادق ) ، وبين الإنسان ( الكاذب ) ، فالإنسان الذي يهديك ورداً ( طبيعياً ) يفوح منه رائحة زكية ، هذا إنسان صادق ، والذي كلامه لا يثمر أبدا كمثل الورد ( الاصطناعي ) .
بينما نتجول في الحياة ، نجد إنسان لم يستمتع بيوم (طفولة) خلال حياته الطويلة، ربما لأنه عاش ظروفاً صعبةً في حياته ، منها المرض الذي يؤدي أحيانا إلى العجز في جزء من الجسد ، وتبقى الأسرة تسعى جاهده لعلاجه صابرة حتى يعجز الصبر على صبرها ، تعمل الأسرة من أجل أسرتها ، حتى وهي في شيخوختها .
إنها رحلة الشقاء مع الحياة رحلة الأخلاق والقيم والكفاح في هذه الحياة وان بالعمل الصالح تفيد وتستفيد .
بوركت الأيدي التي تعطي ، وتعمل بجد وأمانة وإخلاص من اجل خدمة الإنسانية .
ويبقى ( سعود )نموذج حي مشرف ، لكل مسؤول مؤتمن على مساعدة المحتاجين بكل أنواع المساعدة ، والدعاء لام الضرير اكبر نوع مساعدة.
وَ( قَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إلا إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ) كل قول أو فعل ، يحصل به منفعة للوالدين أو يدخل السرور إلى قلبيهما يعتبر إحسانا رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين.
أي عمل (إنساني) هو طريق (إسعاد) الآخرين، في هذا الزمان، والذي يقضي عملا خاصاً فيه ، يجد إنسان كرس حياته لتقديم المساعدة لمراجعي عمله .
وكثيراً ما تجد وراء الأبواب أسرار تخفي قصصا خاصة ينامون ويستيقظون عليها. وقصتنا صاحبها لا يعرف الاستسلام ، إنها قصة إنسانية مؤثره ، بطل قصتنا رجل ضرير.
بداياتها زيارة ضرير إلى (سعود) بيك ، الذي هو واحد من أبناء الأردن الغيارى الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإنسان والإنسانية بكل رحابة صدر وعطف وحنيه . سعود ( بطل ) قصتي نذر نفسه وحياته وحبه لعمل الخير، من هنا تجد أن عمل الخير لديه تجدها ( ثقافة متجذره وشخصية ) وهو صاحب شخصية مميزه .
(سعود) بيك شخصية عربية أردنية ما يميزه عن غيره ممن هم في مواقع المسؤولية ، انه إنسان لطيف دمث الأخلاق ، يقبلك في ابتسامة ، يتألم وتتوجع جميع أحاسيسه ، وترتسم علامات الحزن على محياه، عندما يسمع قصة مأساوية مؤلمة . والعمل الإنساني الذي يقوم فيه يخفف منها ، ويمحو بعضها كون العمل الذي يقوم فيه متنوع . بطل الحكاية وتفاصيل قصته يحكيها بطلها :
العمل الإنساني ليس في تقديم المال وحده ، وإنما في جوانب أخرى متعددة، ومن يقوم في تأديتها سواء كان غني أو فقير ، فان الهدف منها (النية) الصادقة، الخالصة إلى رضا الله .
ومن يؤدي العمل الإنساني ، في المال والتصدق فيه ليس الغني فحسب، بل هو متاح للفقير والغني معاً، والعبرة في قبولها هي نية المتصدق.
وأتوقف عند نوع من العمل الإنساني ، ألا وهو إهداء ( العصا ) ، وهي نموذج حي لمن أراد أن يقدم أجرا للآخرين ، وتظهر معنى العطاء وغرس مفهوم الإنسانية في قيمة العمل الخيري عندهم .
سعود كان في أحد الأيام ، على موعد كباقي الأيام ، مع استقبال المراجعين من أصحاب الحاجة ، بذاك اليوم أتي إليه ( ضرير )، من مكان ما إلى ( سعود ) بيك ، قاصده ، راغبا المساعدة من ( سعود ) ، وقد سمع الكثير عن ( سعود ) ، بأنه إنسان ( شهم ) يساعد المحتاجين .
جاء هذا الضرير وهو صاحب ( همة ) عالية وإرادة صلبة ، والأمل يحدوه أن (سعود) سيمد له يد العون والمساعدة ( لعياله وأمه ) ، ويعمل على قضاء حاجتهم وإنقاذهم من مأساتهم .
كل صباح يدعو سعود ربه قائلا : يا رب اعني على عمل الخير الذي ترضاه ، فأنت يا رب قد أمرتنا بالعمل الصالح ، وفعل الخير، ومساعدة الآخرين هي صلب عملنا الإنسان.
سعود لا يرتاح إلا لما ينجز عملا خيرا ، لحظتها يشعر أن ( صاحب ) الحاجة قد نال حاجته ، عندها سعود يشعر أن السعادة تغمره ، فيرتاح قلبه وجسمه وينام ، وهو مرتاح الضمير.
ترى الإنسان لا يشعر بالسعادة إلا وقد ادخل السعادة ، في قلب طالبها ، والسعادة تجعل الإنسان ، يساهم في تقدم المجتمع وتطوره ، والفرح يدفع الذي يؤديه إلى مواصلة البذل والعطاء بعد قيامه ، بتنفيذ العمل الصالح ، فالذي يعمل على تقوية روح المحبة ، والتعاون بين أفراد المجتمع ويسهم بفعل الخير ، ونشر قيمه الايجابية، وتزيد من الانتماء والارتقاء بين أفراد المجتمع.
العصا ليست (حلم) ، في ليلة ماطرة بردها شديد ، وإنما هي قصة حقيقية ، واقعية عنوانها هدية (سعود) بيك هذا رجل مسؤول ، رفيع المكانة والمقام، مسؤول شريف عفيف نظيف، هديته تدل على جوهر الإنسان المسؤول هذا ، وعلى قوته ومناعته ، وهي دليل على شجاعته ، ومنصبه يتطلب منه التصدي (للأعداء) في ميادين الرجولة والبطولة والإقدام .
وتكمن قيمة قيامه بإهداء العصاه (للضرير) استجابه لقول : الله تعالى "هي عصاي أتوكأ عليها" .
سعود شخصية فذة رقيق الإحساس (طيب القلب) لا يتوانى عن تقديم المساعدة ، فتراه في كل مكان وزمان في الميدان ، يهب لمساعدة كل صاحب حاجة ماسة ، يؤدى عمله من دون أن يعرفهم .
يقول الراوي : أن ضريراً ما أتى إلى (سعود) بيك ، وقد أهدى سعود الضرير (عصا) .
فقال (الضرير): أن لديه (عصاه) .
فقال له سعود : اعلم أن لديك (عصا) ، خذها وأعطيها إلى (أمك) .
الضرير شكر (سعود) على مساعدته ، ومعتبرا ما قدمه سعود له هو قمة العمل الصالح .
الضرير شكر وهو يبتسم ، وأخذ ( العصا ) وعندما وصل منزله سلم العصا (لامه). واخبرها أنها هدية من (سعود) بيك لك ، وذكر لها مدى أهمية العمل الصالح ، الذي يقوم فيه (سعود). وان هدف هدية العصا لاستعمالها في مواجهة كل من ( تسول ) له نفسه النيل من قدره وكرامته .
فأمثالنا كثيرا ما يتعرضون إلى مضايقات متنوعة ونحن سائرون في الطرقات ، فلهذا فان وجود (العصا) في أيادينا تجعل رأسنا مرفوعا بعيدا عن الذل والمهانة ويتجنبنا المتطفلون ، فلهذا قال لي سعود : خذها (لامك ) .
(سعود) لم يكن يعلم ، أو يدور في ( خلده ) أن أم الضرير سترد له الهدية بهدية عصاة ثمينة ، لقاء إهدائه تلك (العصا) ، بأن يقوم الضرير باهدائه ( عصا ) ردا على جميله (باهدائه) عصاه مماثلة ، وتكون هديته عصا ( مميزه ) ، وسوف يكون لها صدى ، يتناولها الجالسون في جلساتهم .
وهذا ما حصل بالفعل ففي ذات يوم جاء الضرير مرة أخرى ، وبهذه الزيارة يحمل بيده عصا من نوع غير (عصاه) جميلة ، مقبضها راس( أفعى ) لونها فضي .
وبعد تقديمها وضعها (سعود) فوق خزانة مكتبه ، ومع مرور الأيام والأشهر . وفي ذات يوم ( زاره ) شخص ما ، وما أن جلس في ( مكتبه ) ، حتى لفتت انتباهه تلك (العصا) ، وطال تحديقه وهو ينظر إليها .
سعود لم يكن يتوقع أن هذه العصا (ستلفت) انتباه هذا الزائر وبأنها ستنال إعجابه .
سعود سأل الزائر : على ماذا تنظر ؟ فقال : انظر إلى العصا .
فقال : الزائر هل هي لك ؟
فرد سعود : كلا ، إنها أمانة عندي .
فقال الزائر: إني أريدها .
فقال سعود : هي لك ولكن بشرط ، أن تدعو لأم الذي أهداني إياها .
أنصدم الزائر من طلب ( سعود ).
فقال الزائر : وما هو شرط أم الذي أهداك إياها ؟
قال سعود بيك : أن تدعو الله لها ، بما تعرف من الأدعية .
الزائر استجاب إلى طلب سعود .
وقال : سأدعو الله لها .
سعود : ارتاح قلبه لأنه لبى طلب أم الضرير ، بان وجد إنسانا ، يدعو الله ( لأم ) الضرير التي أهدته العصا .
تروح أيام وتأتي أخرى ويجتمع ( الضرير والزائر ) الذي اخذ العصا من سعود ، في مكان واحد ( ديوانية ) احد أصدقائه، ورأى ( العصا ) صديق له .
فقال له : ويش هذه العصا الجميلة التي معك ؟
فقال الزائر : إنها من صديق لي .
لم يخطر ببال (الزائر) أن (الضرير) هو من أهدى ( سعود ) العصا ، وهي هدية أمه .
الضرير جالس يستمع إلى كلامهم ، و( الضرير) يتمتع بذكاء عال ، لما سمعهم يتحدثون عن العصا دخل على الخط .
وقال : الضرير ، بالله عليكم ما هي العصا لها مقبض رأس حيه ، ولونها فضي ؟ أصابت جميع الحضور الدهشة ، كيف عرف الضرير مواصفات هذه العصا ؟
فرد ( الزائر ) الذي معه العصا ، نعم ، لكن كيف عرفت أن مقبضها ، رأس حيه ولونها فضي .
فرد الضرير قائلا : هذه العصا يا إخوان من ( أمي ) ، أرسلتها معي هدية إلى عطوفة سعود بيك ، رداً على إهدائه لها ، (عصا ) أهداها لها من خلالي .
وقالت (أمي ) : قل له يدعو لي ، وهو نفذ الوصية ، واستجاب لطلب أمي ، وهذه العصاه قريبه من قلب أمي .
وهنا أشاد الحضور بهذا الموقف الإنساني الذي قام فيه سعود بيك نحو أم الضرير ، وبصوت عال قالوا : بارك الله فيه وبأمثاله ، ممن يصونون الأمانة ، ويوفون بالوصية .
هناك فرق بين عطاء الإنسان ( الصادق ) ، وبين الإنسان ( الكاذب ) ، فالإنسان الذي يهديك ورداً ( طبيعياً ) يفوح منه رائحة زكية ، هذا إنسان صادق ، والذي كلامه لا يثمر أبدا كمثل الورد ( الاصطناعي ) .
بينما نتجول في الحياة ، نجد إنسان لم يستمتع بيوم (طفولة) خلال حياته الطويلة، ربما لأنه عاش ظروفاً صعبةً في حياته ، منها المرض الذي يؤدي أحيانا إلى العجز في جزء من الجسد ، وتبقى الأسرة تسعى جاهده لعلاجه صابرة حتى يعجز الصبر على صبرها ، تعمل الأسرة من أجل أسرتها ، حتى وهي في شيخوختها .
إنها رحلة الشقاء مع الحياة رحلة الأخلاق والقيم والكفاح في هذه الحياة وان بالعمل الصالح تفيد وتستفيد .
بوركت الأيدي التي تعطي ، وتعمل بجد وأمانة وإخلاص من اجل خدمة الإنسانية .
ويبقى ( سعود )نموذج حي مشرف ، لكل مسؤول مؤتمن على مساعدة المحتاجين بكل أنواع المساعدة ، والدعاء لام الضرير اكبر نوع مساعدة.
وَ( قَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إلا إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ) كل قول أو فعل ، يحصل به منفعة للوالدين أو يدخل السرور إلى قلبيهما يعتبر إحسانا رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/25 الساعة 15:02