سينهض الهلال الخصيب لا محالة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/25 الساعة 00:05
تغني فيروزُ «يا فَرَحَ الحصادِ يا حَبيبي» فأُحاولُ أن أُحددَ مَنْ هُم الذين يعرفون «فَرَحَ الحصادِ» ويشاركوننا إيّاه !
ما أجمل رائحة القمح المشوي حين يفركه الحصادون فتضوع رائحته التي نفضّلها على كل عطور فرنسا.
وتعالوا الى رائحة الارضُ حين يصيبها الهطلُ الرفيقُ، فتطلق رائحتها الخرافية الخلابة التي تمنحها إلى من يدنو منها وهو في كامل انسجامه وفطرته وطهره وبراءته وشغفه.
هذا التعلق بالأرض والتملق بحثا عن رضاها وعطائها هو حصري بأهل هذه الأرض المباركة الذين تجمعهم بهم وشائجُ الثقافةِ المشتركةِ والتكوينُ المتماثلُ والمزاجُ الأخضرُ الموحدُ و وحولُ المَرْجِ وثقافةُ الثّلج.
هم اولئك الذين يجمعنا بهم إلى الأبدِ، قلقُ انتظارِ الغيثِ ورجاءُ هطولِه ورائحةُ الترابِ المحروثِ وندى العشبِ وذهبُ البيادرِ وكرنفالُ «المدارقِ».
وتعالوا الى سيمفونية «الورّاداتُ» المتورداتُ الوجناتِ من تعبِ «القِرَبِ» وعناءِ القطافِ والصبايا المتغاوياتُ بقلائد العصملي والضفائرِ المسدلةِ في دبكةِ «الحبل مودَّع».
أولئك الذين تجمعنا بهم خُضرةُ الزيتونِ ورحيقُه وبهجةُ زهرِ اللّوزِ وعطرُ زهرِ الليمون وتورد التينِ والمَلبنُ والغبيبُ والرمان والزَّبيبُ والتطلي والخبيزة والكما والقيمر والعكّوبُ.
ونحن أهل العمل والنحل والعسل.
عندنا نحن، الفواكه التي ذكرها الرحمن في كتبه السماوية: التين والزيتون والعنب والرطب والزبيب والرمان والريحان والزنجبيل واليقطين والخردل والبقل والعدس والقثاء والثوم والبصل.
نحن أبناء الهلال الخصيب، أهل اللون، لا نغرق في أحاديته ولا نُغمض عمّا فيه من ثراء وسخاء. فنحن أهل لون قوس قزح الذي يزين سماءنا ويبهج فلاحنا ويستدرج بلبلنا ليصدح.
نحن أهل لون المدارق المطرزة بالألوان الثلاثة التي تنعكس أطيافها على وجنات وضفائر الصبايا وهن يتهيأن للحناء.
نحن الكنعانيون والمؤابيون والآدوميون والأنباط والفنيقيون والسومريون والأشوريون.
نحن الذين ذرع الرسل والأنبياء بوادينا وتلالنا ودروبنا وزرعوا فيها الهدى والبركة.
نحن أسلاف حمورابي الذين وضعنا أول قوانين البشرية وسرينا بها إلى العالم.
ونحن الذين نحمي الأقصى والقيامة والإبراهيمي.
نحن الذين لا تخشى مدننا هدير البحار. ونحن من نحت البترا وأشاد بابل والأهرامات.
نحن المؤابيون نسل ميشع الذين هزموا العبرانيين مرتين، على سفوح مادبا وذيبان، و في صدع الكرامة الذي ابتلع عويلهم.
ستنهض بلادنا. ستعود بلاد الشام وبلاد أوروك والنهرين «الميزوبوتاميا» إلى فرح الحصاد.
وستظل بغداد والقدس وبيروت ودمشق والقاهرة وعمان، ست منارات هدى ومحبة وفرح.
وستدوس سنابك خيلنا الغزاة، كما دسنا رايات المجوس في القادسيتين، ورايات بيزنطة في مؤتة ورايات الفرنجة في اليرموك وحطين.
وكما كانت عبر التاريخ أُمّةَ النهضة، ستكون في القريب أُمةَ النهوض.
* ملاحظة: الهلال الخصيب هو المنطقة التي تبدأ من جنوب العراق وتنتهي شمال مصر شاملة سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
ما أجمل رائحة القمح المشوي حين يفركه الحصادون فتضوع رائحته التي نفضّلها على كل عطور فرنسا.
وتعالوا الى رائحة الارضُ حين يصيبها الهطلُ الرفيقُ، فتطلق رائحتها الخرافية الخلابة التي تمنحها إلى من يدنو منها وهو في كامل انسجامه وفطرته وطهره وبراءته وشغفه.
هذا التعلق بالأرض والتملق بحثا عن رضاها وعطائها هو حصري بأهل هذه الأرض المباركة الذين تجمعهم بهم وشائجُ الثقافةِ المشتركةِ والتكوينُ المتماثلُ والمزاجُ الأخضرُ الموحدُ و وحولُ المَرْجِ وثقافةُ الثّلج.
هم اولئك الذين يجمعنا بهم إلى الأبدِ، قلقُ انتظارِ الغيثِ ورجاءُ هطولِه ورائحةُ الترابِ المحروثِ وندى العشبِ وذهبُ البيادرِ وكرنفالُ «المدارقِ».
وتعالوا الى سيمفونية «الورّاداتُ» المتورداتُ الوجناتِ من تعبِ «القِرَبِ» وعناءِ القطافِ والصبايا المتغاوياتُ بقلائد العصملي والضفائرِ المسدلةِ في دبكةِ «الحبل مودَّع».
أولئك الذين تجمعنا بهم خُضرةُ الزيتونِ ورحيقُه وبهجةُ زهرِ اللّوزِ وعطرُ زهرِ الليمون وتورد التينِ والمَلبنُ والغبيبُ والرمان والزَّبيبُ والتطلي والخبيزة والكما والقيمر والعكّوبُ.
ونحن أهل العمل والنحل والعسل.
عندنا نحن، الفواكه التي ذكرها الرحمن في كتبه السماوية: التين والزيتون والعنب والرطب والزبيب والرمان والريحان والزنجبيل واليقطين والخردل والبقل والعدس والقثاء والثوم والبصل.
نحن أبناء الهلال الخصيب، أهل اللون، لا نغرق في أحاديته ولا نُغمض عمّا فيه من ثراء وسخاء. فنحن أهل لون قوس قزح الذي يزين سماءنا ويبهج فلاحنا ويستدرج بلبلنا ليصدح.
نحن أهل لون المدارق المطرزة بالألوان الثلاثة التي تنعكس أطيافها على وجنات وضفائر الصبايا وهن يتهيأن للحناء.
نحن الكنعانيون والمؤابيون والآدوميون والأنباط والفنيقيون والسومريون والأشوريون.
نحن الذين ذرع الرسل والأنبياء بوادينا وتلالنا ودروبنا وزرعوا فيها الهدى والبركة.
نحن أسلاف حمورابي الذين وضعنا أول قوانين البشرية وسرينا بها إلى العالم.
ونحن الذين نحمي الأقصى والقيامة والإبراهيمي.
نحن الذين لا تخشى مدننا هدير البحار. ونحن من نحت البترا وأشاد بابل والأهرامات.
نحن المؤابيون نسل ميشع الذين هزموا العبرانيين مرتين، على سفوح مادبا وذيبان، و في صدع الكرامة الذي ابتلع عويلهم.
ستنهض بلادنا. ستعود بلاد الشام وبلاد أوروك والنهرين «الميزوبوتاميا» إلى فرح الحصاد.
وستظل بغداد والقدس وبيروت ودمشق والقاهرة وعمان، ست منارات هدى ومحبة وفرح.
وستدوس سنابك خيلنا الغزاة، كما دسنا رايات المجوس في القادسيتين، ورايات بيزنطة في مؤتة ورايات الفرنجة في اليرموك وحطين.
وكما كانت عبر التاريخ أُمّةَ النهضة، ستكون في القريب أُمةَ النهوض.
* ملاحظة: الهلال الخصيب هو المنطقة التي تبدأ من جنوب العراق وتنتهي شمال مصر شاملة سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/25 الساعة 00:05