الأخلاق
بأبسط تعريف لها هي منظومة من قيم اتفق عليها جماعة أو مجتمع ما، وهي ما تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى.
ومن هذه المنظومة الأخلاقية:
العدل،الحرية،المساواة،الأمانة، الوفاء،الإخلاص،الصدق،العفو، التسامح،التعاون....الخ.
وهي شكل من اشكال الوعي الإنساني بذاته كمخلوق من مخلوقات الله،وقد جعله الله خليفته في الأرض(إني جاعل في الأرض خليفة).
والأخلاق بشكل عام بنظر الناس جالبة للخير،طاردة للشر، وبها يستقيم أمرهم ويصلح حالهم مع أنفسهم،مع الآخرين من حولهم.
والأخلاق تعتبر من السجايا والطباع الباطنة التي خلقت مع الإنسان فرسولنا الكريم يقول: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ويقول أيضا:
(يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
والأخلاق تدرك بالبصيرة أو الغريزة ويمكن اعتبار الخلق الحسن من أعمال القلوب،وهذا رسولنا الكريم يقول:
(استفت قلبك) عندما تصدر احكامك على ما تتعرض له.
ويحضرني في هذا المقام رأي المعتزلة الذين اعتمدوا العقل وأولوه اهتماما بالغا، فهم يرون أن الله تعالى زودنا بعقل سليم إن وظفناه كما خلقه لنا،فإننا نستطيع تمييز الخير من الشر، والحق من الباطل، وأن وقعنا في الخطأ فإننا محاسبون عليه امام الله، ولكنه تعالى لحبه في خلقه بعث لهم الأنبياء والرسل رحمة بهم.
ويقيم السلوك الإنساني على ضوء القواعد الأخلاقية التي وضعها الإنسان كمعايير خاصة للسلوك تحدد مساره في الحياة ويعتبرها التزامات ومبادئ هامة
يجب الإلتزام بها في سلوكه الحياتي.
وما نعانيه من سوء الأوضاع السياسية،الإقتصادية،الإدارية الإجتماعية......ألخ،تتوقف على الأخلاق فأزمتنا هي أزمة أخلاق
فحتى ازمة مواصلاتنا بالمحصلة هي ازمة أخلاق، فإن صلحت أخلاقهم صلحت أحوالهم، فالحرة تجوع ولا تأكل ثدييها.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فالأخلاق تتمثل بما نسميه بالضمير الذي يعيش في داخلنا ويكون بمثابة الكوابح التي تقف حائلا بيننا وبين فعل الشر.
وما وجود الحيتان والفاسدين إلا حصيلة غياب الوازع الخلقي عندهم، الذي هو في الأصل نابع من الفطرة التي فطرنا الله عليها ومن عقيدة دينية نؤمن ونعمل بها.
ويتجلى تقوية الوازع الخلقي في السعي لمرضاة الله ويكون بالتقوى متمثلا بطاعة أوامر الله واجتنابا لنواهيه،والتي تكفل لنا سعادة في الحياة الدنيا ونعيما في الدار الآخرة.
والديانات بشقيها الوضعية والسماوية تركز جميعها على الجانب الخلقي في الإنسان، فهذه البوذية والهندوسية وغيرها مما توصف بالديانات الوضعية فإنها تركز على الخلق مع إختلاف في المعبود.
وبالمختصر فإن توفر العقيدة عند الفرد مهما كانت فإنها تركز على الجانب الخلقي في سلوكه وتوليه اهتماما وعناية خاصة .
ولا ننسى أن لكل امة أو شعب قيمها الخاصة التي تتميز بها عن غيرها بفعل بنيتها وثقافتها وظروفها الخاصة.
ومما لا شك فيه أيضا أن القدوة الحسنة تلعب دورا في تهذيب السلوك ولنا في رسولنا الكريم القدوة والأسوة الحسنة، كما لنا في كل رجل حر شريف مخلص لدينه ووطنه أسوة
حسنة نقتدي بها من أجل أن ينعم الجميع بالمساواة والعدالة الإجتماعية.
وخلاصة القول هل الأخلاق صبغة انسانية أو أنها ترتبط بدين أو عرق أو جنس.
مجمل القول فإنها صبغة انسانية تشمل جميع الأعراق والأجناس،وهي تميزه عن سائر مخلوقات الله حيث وهبه الله عقلا يفكر به ليعي ما حوله من غث وسمين جعلته أكثر سموا ورقيا منها،مع العلم بأن لكل مخلوق من مخلوقاته سبحانه وتعالى،أخلاق،صفات،سمات تخصها،فنحن نتغنى بالصفات التي يتحلى بها الذئب وتميزه عن الحيوانات الأخرى.
ثم جاءت الديانات و عملت على تعزيزها في حياة الإنسان لتكون موجهة له في أعماله ليسعد بها في الدنيا ويفوز في الآخرة بنيل رضاء الله تعالى.
ومن الجدير بالذكر أن الإنسان لديه نوعان من الصفات :
...صفات خلقية (فتح الخاء و تسكين اللام ) وهي وراثية تعني الصفات الجسمية التي خلقها رب العزة( لقد خلق الإنسان في أحسن تقويم).
...خلقية (ضم الخاء وكسر القاف)وهي مكتسبة تتمثل بالسلوك الذي يكتسبه الإنسان بفعل العوامل البيئية المحيطة
به، وهي تخضع لمعايير الدين والثقافة والقيم والمثل العليا السائدة في مجتمعه.
وخلاصة القول فإن الأخلاق هي أساس الحياة وأساس النجاح لكل أمة،وإن الله تعالى جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وصلا بيننا وبينه.
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم.