صلاة تحت الحِراب
جلمي الاسمر
-1-
وماذا يعني «بوابات» إلكترونية على أبواب الحرم الشريف في القدس؟ ولم كل هذه الضجة التي يثيرها الفلسطينيون؟ أليست لحماية الأقصى؟ هذه الأسئلة وكثير غيرها يسألها من لا يستطيع أن يفهم وضعية المسجد الأقصى تحت الاحتلال، ومغزى أن يحصي الداخلين والخارجين منه من المصلين، والأهم من كل هذا، سجل نضال المقدسيين في القدس، للحفاظ على المسجد الأقصى في منأى عن العبث الصهيوني!
-2-
«لا صلاة تحت الحِراب» هو عنوان مذكرات المرحوم الشيخ عبدالحميد السائح التي اعدها الزميل والصديق الصحفي يحيى أسعد، وطبعتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت (يقول يحيى على صفحته في فيسبوك: حذفوا اسمي عنها وعندي وثيقة بخط الشيخ السائح أن المذكرات من إعدادي). وقد اخترت هذا العنوان لرفض الشيخ السائح إمامة المصلين في أول يوم جمعة بعد الاحتلال حتى انسحبوا من المسجد الأقصى. العبارة قالها الشيخ السائح لمبعوث سلطة الاحتلال!
-3-
عند احتلال القدس عام 1967 حاول الاحتلال نقل إدارة الأقصى لوزارة الأديان الإسرائيلية، لكن الشيخ سعيد صبري مفتي القدس حينها، ومعه الشيخ حسن طهبوب مدير الأوقاف والشيخ عبد الحميد السائح قاضي القضاة قد سجلوا موقفا بطوليا في الدفاع عن هوية الأقصى، وكانوا أبرز ثلاثة أسماء أسست الهيئة الإسلامية العليا واستعادت الإدارة الإسلامية للمسجد الأقصى.
اليوم ابنه الشيخ عكرمة صبري (78 عامًا)، مفتي القدس على مدى 12 عاماً، وخطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا يمضي على عهد والده.
يصاب مرابطاً على أبواب المسجد الأقصى المبارك ودفاعاً عن قدسيته
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أدوا أمانة علمهم في أشد اللحظات حلكة.
-4-
الاعلام العبري يتحدث بأن السلطات الأمنية الإسرائيلية تدرس بشكل جدي إزالة البوابات الإلكترونية التي وضعت على مداخل المسجد الأقصى وتزايد الأصوات المعارضة لها داخل المنظومة الأمنية الصهيونية لصعوبة تأمين العاملين بها وسهولة تعرضهم لأعمال انتقامية، من قبل المقاومة الفلسطينية، وكل هذا نتيجة صبر وصمود حماة الأقصى من ابناء القدس وفلسطين، الذين تقاطروا إليها من كل فلسطين..
-5-
القصة كلها تدور حول السؤال: من يسيطر على الحرم القدسي، وقصة البوابات الإلكترونية ذريعة إسرائيلية لإحكام السيطرة على الأقصى، يقول الكاتب العبري نير حسون في «هآرتس»: مسؤولو الاوقاف الذين قرروا الطلب من الجمهور عدم الدخول الى الحرم من خلال كاشف المعادن وفي ظل الشروط الجديدة للشرطة (الصهيونية)، انتصروا أمس انتصارا حقيقيا: الانضباط لهذا الطلب كان كاملا ومطلقا. ويضيف: عمليات التفتيش التي اجرتها الشرطة في الحرم خلال يومين لم تجد أي سلاح حقيقي. الصور التي نشرت في الشبكات الاجتماعية تظهر عددا من السكاكين والمطارق وبندقيتي دمية من البلاستيك وصندوقا من الرصاص المطاطي كانت الشرطة نسيته في الحرم. هذا السلاح يؤكد ادعاء الأوقاف بأن الموقع ليس بؤرة ارهاب، كما يقول السياسيون من اليمين. الحديث يدور عن مساحة تبلغ 144 دونما مع عشرات المباني و10 ملايين زائر في كل سنة، دون رقابة امنية اسرائيلية تقريبا. ورغم ذلك فان كمية «السلاح» الموجودة في هذا المكان تشبه كمية السلاح في مطبخ البيت أو مخزن الأدوات!
الدستور