يحدث في الأردن

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/21 الساعة 01:27
في الأردن وحده, يذهب فتى للحصول على نتيجته في (التوجيهي) فيتلقى طلقة في القلب مباشرة ويغادر الحياة, هو لم يذهب للحرب.. لم يذهب لصعدة في اليمن، ولم يكن في محطة (زابوروجيا) النووية, ولم يتحصن في جبال افغانستان.. حتى هؤلاء الذين يقاتلون في هذه الأماكن, فرص نجاتهم كبيرة.. بالمقابل لدينا التوجيهي يعني الموت.
متى ندرك أن حمل السلاح في مناسبات مثل الأعراس ومثل (التوجيهي) هو النذالة بحد ذاتها, وهو انعدام الأخلاق والضمير, وهو الانحطاط بكل تفاصيله, وهو فوق كل ذلك وبعد كل ذلك يعني انعدام الإنسانية.. متى ندرك للحظة واحدة, أن من يعبر عن فرحه بالرصاص هو الجبان, وهو الذي يستهتر بأرواح الناس وهو الفاقد لصفة المواطن وهو الفاقد أيضا لوصف إنسان.
الدولة حذرت والأمن غلظ العقوبات، والملك ذاته حذر.. والإعلام كتب مئات المقالات، ومع ذلك يشهر أحدهم مسدسه في (ابو نصير) ويطلق النار فتسقط طلقة وتستقر في قلب فتى, كان العمر أمامه, واللحظات الجميلة كانت تنتظره, والأهم أن له أباً وله أماً وأهلاً ينتظرون أن يفتح باب الدار عليهم, وتزهو الجدران والشبابيك بوسامته وبطلته البهية..
القصة ستكون بالقبض على الجاني, لا بد أن يحدث ذلك... وتندلع عطوة من الوجهاء والشيوخ, ومن ثم يحول بجرم القتل غير العمد, وفي النهاية لا بد من الصفح.. وسيخرج القاتل لا بد أن يخرج, ومن ثم يطوف في المحلات, ويكمل حياته.. بالمقابل العائلة التي فقدت ابنها ستبقى رهينة الحزن والبلوى...
أظن أن جريمة مثل هذه يجب أن تنشر في الرأي العام, ويجب أن ينشر اسم القاتل... والسلاح يجب أن يجمع, نحن لسنا دولة بلا قانون.. ولسنا قبائل افريقية, تقاتل بعضها على الصحارى والماء.. قصة السلاح في ايدي الناس باتت مسألة تحتاج لقراءة متفحصة وصرامة من الدولة.. كل اشكال الجرائم ترتكب بأسلحة غير مرخصة, وكل تجار السلاح صاروا يجنون اكثر من أساتذة كلية الطب...، أنا اجزم أن الأردن بها عدد كبير من القطع غير المرخصة, واجزم أن خطرها لا يقل عن خطر المخدرات.. وبقاء الحال كما هو دون قوننة مسألة اقتناء السلاح أو حمله، باتت تحتا? الى حزم اكثر وحسم.
سيقولون لي السلاح جزء من العادات والتقاليد, وأنا أقول إن العادات والتقاليد لا تبيح لشخص أن يعبر عن فرحه بإطلاق الناس وقتل الناس, قصتنا في الأردن هي السلاح غير الشرعي... وللآن لم تجرؤ أي حكومة على حسم هذا الملف، الذي أظن أن حسمه بات ضرورة ملحة.
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/21 الساعة 01:27