“رمال الشفاء”.. درجة حرارتها تصل 50 درجة!..
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/19 الساعة 18:33
مدار الساعة -هل فكّرت يوماً أن علاج أمراض المفاصل والعظام من الممكن أن يكون عن طريق دفنك تحت الرمال؟ لا تستغرب، لأن هذا ما يحصل في مدينة مرزوكة، الموجودة جنوب شرق المغرب، إذ تعتبر من بين أشهر الوجهات السياحية في المغرب، والتي يزورها الناس من أجل العلاج من مرض الروماتيزم، وغيره من الأمراض المتعلقة بالمفاصل.
العلاج ليس السبب الوحيد الذي يقود السياح إلى مرزوكة، بل كذلك من أجل الاستمتاع بجمال كثبانها الرملية، وممارسة الرياضات الرملية، أو مشاهدة شروق الشمس بعد قضاء ليلة ساحرة في إحدى الخيم وسط الرمال.
مرزوكة.. مدينة "رمال الشفاء"
سمِّيت مرزوكة بمدينة "رمال الشفاء"، لاعتبارها من بين أشهر الوجهات في المغرب لعلاج داء الروماتيزم بطريقة طبيعية، عن طريق دفن المريض تحت الرمال ما بين 10 إلى 15 دقيقة، على مدى ثلاثة إلى أربعة أيام متتالية.
تبعد مرزوكة عن الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، بأكثر من 650 كيلو متراً، إذ يحتاج من يريد زيارتها السفر جواً، أو ركوب الباص نحو 10 ساعات من أجل الوصول إليها. وبالرغم من ذلك تنشط المدينة بشكلٍ كبير خلال فصل الصيف، ويتوافد عليها الزوار من المغرب وخارجه؛ بغية الاستفادة من حرارة رمالها الشافية، كما يسميها أبناء المدينة، حيث يصل عدد زوارها إلى 120 ألف سائح سنوياً، حسب ما نشرته جريدة "هسبريس" المغربية.
ما يميز رمال مرزوكة هو تواجدها في منطقة صحراوية ذات الكثبان التي تعتبر الأعلى في المغرب، وبعدها عن المدن الساحلية، إذ تتمكن من امتصاص أشعة الشمس إلى جوفها، لتصبح درجة حرارتها عالية، تصل إلى 50 درجة مئوية، وتصبح قادرة على استقبال الأشخاص القادمين من أجل العلاج.
احتياطات طبية قبل "الردم" في رمال مرزوكة
تمر عملية الدفن في رمال مرزوكة بعدة مراحل، تبدأ من الصباح الباكر، عندما يتوجه أصحاب حمامات الرمل إلى المناطق المخصصة لذلك؛ لتحضير الخيم "عبارة عن قاعات استقبال" والحُفَر التي ستستقبل الزوار.
وقبل الشروع في عملية الدفن، التي تسمى "الرَّدم"، وهو التعبير المتداول بين أبناء المنطقة، يتم التأكد من سلامة الشخص الراغب في الحمام الرملي، من خلال قياس ضغط دمه، والتأكد من استقراره، وكذلك التأكد من أنه غير مصاب بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري.
ومن بين الخطوات التي تسبق هذا العلاج الطبيعي، الصيام عن شرب الماء أو المشروبات الباردة، لكي يكون الجسم مستعداً للتعرُّق تحت الرمال.
وهنا تأتي مرحلة "الردم"، إذ يتم دفن الشخص كاملاً دون رأسه، الذي يتم تغطيته بقبعةٍ كبيرة تسمى "الترازا"، تحسباً من ضربات الشمس، فيما يكون إلى جانبه شخصٌ يقدِّم له جرعاتٍ قليلة من الماء، إلى أن يتم إخراجه من الحفرة الرملية، وذلك تفادياً لإصابته بالجفاف.
عند خروج الشخص من الحفرة يتم تغطيته بشكل سريع بغطاء صوفي يسمى "المانطة"، ويدخل لإحدى خيمات الاستقبال من أجل الاسترخاء قليلاً وشرب مشروب ساخن، ثم يتوجه بعد ذلك إلى حمام مغربي تقليدي ليستمتع بالمياه الساخنة، لتكون جميع مراحل العلاج الطبيعي قد اكتملت، وتستمر هذه العملية من ثلاثة إلى أربعة أيام.
وحسب تصريح سابق للدكتور عبد الله هناوي لجريدة "هسبريس" المغربية، المشرف على تأطير المرضى الراغبين في العلاج الطبيعي في مرزوكة، قال إن الدفن دون إشراف طبي من الممكن أن يكون له أعراض جانبية خطيرة.
فحتى من يتوقع نفسه خالياً من الأمراض يجب عليه معاينة الطبيب قبل التوجه إلى مراكز العلاج الطبيعي.
وأشار هناوي إلى أن وجود الجسم في درجة حرارة عالية جداً يتسبب في ارتفاع دقات القلب، وكلما زادت المدة كان الأمر خطراً، ومن الممكن أن يتسبب في الوفاة.
وعن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، والسكري، والفشل الكلوي، يمكنهم أخذ حمام من الشمس، أو دفن أرجلهم فقط تحت الرمل، لكن بعد الحصول على الموافقة الطبية.
مدينة الجمال والتزلج على الرمال
مدينة مرزوكة ليست فقط وجهة للسياحة العلاجية، والاستفادة من منافع رمالها، بل إنها مدينة تمتاز بجمال منازلها الطينية، و كثبانها الرملية التي يطلق عليها اسم "عرق الشبي"، وهي كثبان تكونت بفعل الرياح لتشكل تلال متفاوتة الارتفاع.
كما يمكن لزوارها الاستمتاع بعدة أنشطة مختلفة، من بينها سباق السيارات رباعية الدفع والتزلج على الرمال، وكذلك عيش تجربة المبيت في المنتجعات السياحية الفخمة، أو داخل خيم موجودة في قلب الصحراء، لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الجمال.
كما أن تجربة النوم في الخيم لها عدة طقوس، أهمها السهرات الغنائية حول النار، خلال حفلة شواء، لكن هذه السهرة لا تدوم طويلاً، لضرورة الاستيقاظ قبل الفجر، من أجل مشاهدة شروق الشمس من وراء الكثبان الرملية، ويعتبر هذا النشاط واحداً من بين أشهر الأنشطة في المنطقة.
ولا يمكن زيارة مدينة "رمال الشفاء" دون تذوق أشهر أكلاتها: "المدفونة". وهي عبارة عن عجين محشي باللحم المفروم ودهن الخروف.
وإذا كنت تريد شراء تذكار من مدينة مرزوكة، سيكون عبارة عن وشاح طويل يلبسه الرجال والنساء، ويستعمل من أجل حماية الوجه من العواصف الرملية التي تشهدها المنطقة.
العلاج ليس السبب الوحيد الذي يقود السياح إلى مرزوكة، بل كذلك من أجل الاستمتاع بجمال كثبانها الرملية، وممارسة الرياضات الرملية، أو مشاهدة شروق الشمس بعد قضاء ليلة ساحرة في إحدى الخيم وسط الرمال.
مرزوكة.. مدينة "رمال الشفاء"
سمِّيت مرزوكة بمدينة "رمال الشفاء"، لاعتبارها من بين أشهر الوجهات في المغرب لعلاج داء الروماتيزم بطريقة طبيعية، عن طريق دفن المريض تحت الرمال ما بين 10 إلى 15 دقيقة، على مدى ثلاثة إلى أربعة أيام متتالية.
تبعد مرزوكة عن الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، بأكثر من 650 كيلو متراً، إذ يحتاج من يريد زيارتها السفر جواً، أو ركوب الباص نحو 10 ساعات من أجل الوصول إليها. وبالرغم من ذلك تنشط المدينة بشكلٍ كبير خلال فصل الصيف، ويتوافد عليها الزوار من المغرب وخارجه؛ بغية الاستفادة من حرارة رمالها الشافية، كما يسميها أبناء المدينة، حيث يصل عدد زوارها إلى 120 ألف سائح سنوياً، حسب ما نشرته جريدة "هسبريس" المغربية.
ما يميز رمال مرزوكة هو تواجدها في منطقة صحراوية ذات الكثبان التي تعتبر الأعلى في المغرب، وبعدها عن المدن الساحلية، إذ تتمكن من امتصاص أشعة الشمس إلى جوفها، لتصبح درجة حرارتها عالية، تصل إلى 50 درجة مئوية، وتصبح قادرة على استقبال الأشخاص القادمين من أجل العلاج.
احتياطات طبية قبل "الردم" في رمال مرزوكة
تمر عملية الدفن في رمال مرزوكة بعدة مراحل، تبدأ من الصباح الباكر، عندما يتوجه أصحاب حمامات الرمل إلى المناطق المخصصة لذلك؛ لتحضير الخيم "عبارة عن قاعات استقبال" والحُفَر التي ستستقبل الزوار.
وقبل الشروع في عملية الدفن، التي تسمى "الرَّدم"، وهو التعبير المتداول بين أبناء المنطقة، يتم التأكد من سلامة الشخص الراغب في الحمام الرملي، من خلال قياس ضغط دمه، والتأكد من استقراره، وكذلك التأكد من أنه غير مصاب بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري.
ومن بين الخطوات التي تسبق هذا العلاج الطبيعي، الصيام عن شرب الماء أو المشروبات الباردة، لكي يكون الجسم مستعداً للتعرُّق تحت الرمال.
وهنا تأتي مرحلة "الردم"، إذ يتم دفن الشخص كاملاً دون رأسه، الذي يتم تغطيته بقبعةٍ كبيرة تسمى "الترازا"، تحسباً من ضربات الشمس، فيما يكون إلى جانبه شخصٌ يقدِّم له جرعاتٍ قليلة من الماء، إلى أن يتم إخراجه من الحفرة الرملية، وذلك تفادياً لإصابته بالجفاف.
عند خروج الشخص من الحفرة يتم تغطيته بشكل سريع بغطاء صوفي يسمى "المانطة"، ويدخل لإحدى خيمات الاستقبال من أجل الاسترخاء قليلاً وشرب مشروب ساخن، ثم يتوجه بعد ذلك إلى حمام مغربي تقليدي ليستمتع بالمياه الساخنة، لتكون جميع مراحل العلاج الطبيعي قد اكتملت، وتستمر هذه العملية من ثلاثة إلى أربعة أيام.
وحسب تصريح سابق للدكتور عبد الله هناوي لجريدة "هسبريس" المغربية، المشرف على تأطير المرضى الراغبين في العلاج الطبيعي في مرزوكة، قال إن الدفن دون إشراف طبي من الممكن أن يكون له أعراض جانبية خطيرة.
فحتى من يتوقع نفسه خالياً من الأمراض يجب عليه معاينة الطبيب قبل التوجه إلى مراكز العلاج الطبيعي.
وأشار هناوي إلى أن وجود الجسم في درجة حرارة عالية جداً يتسبب في ارتفاع دقات القلب، وكلما زادت المدة كان الأمر خطراً، ومن الممكن أن يتسبب في الوفاة.
وعن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، والسكري، والفشل الكلوي، يمكنهم أخذ حمام من الشمس، أو دفن أرجلهم فقط تحت الرمل، لكن بعد الحصول على الموافقة الطبية.
مدينة الجمال والتزلج على الرمال
مدينة مرزوكة ليست فقط وجهة للسياحة العلاجية، والاستفادة من منافع رمالها، بل إنها مدينة تمتاز بجمال منازلها الطينية، و كثبانها الرملية التي يطلق عليها اسم "عرق الشبي"، وهي كثبان تكونت بفعل الرياح لتشكل تلال متفاوتة الارتفاع.
كما يمكن لزوارها الاستمتاع بعدة أنشطة مختلفة، من بينها سباق السيارات رباعية الدفع والتزلج على الرمال، وكذلك عيش تجربة المبيت في المنتجعات السياحية الفخمة، أو داخل خيم موجودة في قلب الصحراء، لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الجمال.
كما أن تجربة النوم في الخيم لها عدة طقوس، أهمها السهرات الغنائية حول النار، خلال حفلة شواء، لكن هذه السهرة لا تدوم طويلاً، لضرورة الاستيقاظ قبل الفجر، من أجل مشاهدة شروق الشمس من وراء الكثبان الرملية، ويعتبر هذا النشاط واحداً من بين أشهر الأنشطة في المنطقة.
ولا يمكن زيارة مدينة "رمال الشفاء" دون تذوق أشهر أكلاتها: "المدفونة". وهي عبارة عن عجين محشي باللحم المفروم ودهن الخروف.
وإذا كنت تريد شراء تذكار من مدينة مرزوكة، سيكون عبارة عن وشاح طويل يلبسه الرجال والنساء، ويستعمل من أجل حماية الوجه من العواصف الرملية التي تشهدها المنطقة.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/19 الساعة 18:33