ذوقان عبيدات ينتقد وزارة التربية: الحُفّاظ العشرة
استمعت كغيري وشاهدت المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير التربية د وجيه عويس. كان نسخة مكررة لمؤتمرات سابقة عقدها من سبقوه وآمل أن يتوقف عنها من سيخلفوه!!
قدم معلومات استهلاكية لا تبنى عليها أي دراسات!
كان عدد المتقدمين، عدد الناجحين ، والعبارة الفاشلة" من لم يحالفهم الحظ".
وكبار الحفاظ العشرة! كلها معلومات استهلاكية لا يُبنى عليها دراسات استراتيجية ، ولم يُبنَ أصلًا على ما سبقها بسنوات أي استنتاجات مثيرة يمكن أن تسهم في تطوير التعليم أو الامتحان! فنسب النجاح كما هي، والحُفّاظ
هم مع تغير أسمائهم ، فهم أو هنّ طالبات ومن مدارس مختلفة ٍ ليس لمدرسة منها فضلٌ
على تفوق أي حافظ! أنا لست ضد الحُفاظ وليس لي خصومة عقائدية معهم! لكني أقول امتحانات حفظ وأنظمة تلقين
سوف تُعِدُّ لنا كبار حفاظ!
فنحن تقدمّْنا بتدريسنا، وادّعيْنا تدريبًا للمعلمين وتطوير ا للكتب، وتحسينًا للبيئة المدرسية ، وفوق كل ذلك توهمْنا إدارة تربوية رائدة، ومع الأسف، بقيت مستويات الطلبة كما هي! وهذا يعني: إمّا أنّنا ادعيْنا ما سبق ولم يكن ذلك صحيحًا ، أو أنّ كل جهودنا لم تصل إلى الطلبة! يعني فعلنا كل شيء ولم يتحسن طلبتنا!
لقد قدم د أبو قديس فرصة ثمينة لتطوير التوجيهي حين شكّل لجنة تطوير التوجيهي، سرعان ما أسقطها الامتحانيون الجدد، الذين أكدّوا تراث التوجيهي: صلابة شكلية، وقهرًا مجتمعيًّا،
وبنوك أسئلة، وتشدّدًا يحفظ كرامة الامتحان لا الطلبة!
عودةً إلى المؤتمر الصحفي اليوم، استكمال الاستعراض للعرس الوطني ، الكميرات ، إطلاق النار، مواكب الفرح وقهر الغير ممن اعتبرتهم الوزارة غير المحظوظين! الناجحون تحالفوا مع الحظ، وغير الناجحين فشلوا في التحالف مع الحظ!
صدقوا ،فالتوجيهي يانصيب وحظ، ونحن بذلك فخورون!
أذكركم ،بأن آلافًا لم ينجحوا ! وأن مئاتٍ قد حُرموا بسبب الغش، وأن آلافًا قد طفشوا خارج نظام التوجيهي الأردني برغم ملاحقة الامتحانيين لهم، أذكر بتجارة التوجيهي ، آلاف المنتفعين والتجار والمتكسبين ومنتهكي الأخلاق التربوية! بل أذكّر أنني لم أسمع بأوائل الحفاظ في البرامج الدولية! مساكين لم يعقد لهم أحد مؤتمرُا صحفيًا، ولم يحاصرهم إعلام ساذج لمعرفة كم ساعة كانوا يدرسون، وما أكلاتهم المفضلة ، وما كلية الطب التي يفضلونها!
وأخيرًا، مؤتمركم الصحفي لم يقدم لأي باحث معلومة أو فرضية للدراسة!
أهنيء الحفاظ العشرة، وأهنئ الوزارة بروتينها!
نحن في المئوية الثانية! أليس كذلك؟