التصعيد في زابوريجيا الأوكرانية وكورسك الروسية يهدد بحرب نووية شاملة
مدار الساعة -أثارت الاشتباكات المسلحة الدائرة حول محطتي زابوريجيا وكورسك النوويتين قلقاً دولياً ومخاوف من تحول الصراع في أوكرانيا إلى حرب نووية شاملة، وفي محاولة لوقف التدهور، دعا الناتو اليوم موسكو للسماح بتفتيش محطة زابوريجيا.
من جهة أخرى احتدم التصعيد في القرم، بعد ضربات أوكرانية أسفرت عن تدمير عدد من القواعد الروسية، بالتزامن مع تهديد أوكرانيا اليوم من جديد بتفكيك جسر كيرتش الذي شيدته موسكو بتكلفة عالية لربط روسيا بشبه الجزيرة.
تهديد خطير
واليوم الأربعاء، دعا أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا، إلى الموافقة على تفتيش محطة الطاقة النووية زابوريجيا التي تسيطر عليها في أوكرانيا.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في بروكسل: "من الضروري السماح بتفتيشها من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وضمان سحب كل القوات الروسية".
وأضاف "سيطرة القوات الروسية على محطة الطاقة النووية زابوريجيا تشكل تهديداً خطيراً لسلامة وأمن هذه المنشأة" مشيراً إلى أن ذلك يثير مخاطر حادثة نووية تعرض سكان أوكرانيا والدول المجاورة والعالم للخطر.
اتهامات روسية
من جهتها، اتهمت روسيا "مخربين أوكرانيين" بتفجير أبراج كهرباء متصلة بمحطة كورسك النووية الروسية، في منطقة لا تبعد كثيراً عن الحدود الأوكرانية.
ووفقاً لوكالات أنباء روسية، أطلقت المجموعات النار على 6 أبراج على مدار الأسبوعين الماضيين، حسب جهاز الأمن الاتحادي الروسي، اليوم الثلاثاء.
وذكر جهاز الأمن الاتحادي، أن هناك "تعطلاً في التشغيل التكنولوجي" في محطة الطاقة النووية في جنوب روسيا.
وأوضح جهاز الأمن الاتحادي، أنه يبحث عن المتورطين وأن من المقرر أن تحظى محطات الطاقة النووية بحماية إضافية.
وتتزامن تأكيدات موسكو مع مواجهتها إدانة دولية بعد اتهامها بقصف محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا.
حصار القرم
وفي مسعى لخنق الجيش الروسي، هددت أوكرانيا اليوم الأربعاء بتفكيك جسر كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم. وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على تلغرام:"هذا الجسر عبارة عن بنية غير قانونية، ولم تسمح أوكرانيا ببنائه. إنه يضر ببيئة شبه الجزيرة وبالتالي يجب تفكيكه. لا يهم كيف، عمداً أم لا".
ويأتي التهديد المستتر من بودولياك بعد سلسلة انفجارات في شبه جزيرة القرم التي تستخدمها روسيا قاعدة خلفية لغزو أوكرانيا منذ 24 فبراير (شباط).
وأمس الثلاثاء، استهدف هجوم مستودع ذخيرة في موقع عسكري قرب قرية دجانكوي في شمال شبه جزيرة القرم، قالت موسكو إنه كان نتيجة عمل "تخريبي"، دون أن تتهم أي جهة بالوقوف خلفه.
في 9 أغسطس (آب)، أعلنت موسكو انفجار ذخائر في قاعدة عسكرية جوية في القرم، ما أدّى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.
ولم تتبن أوكرانيا رسمياً أي هجوم في شبه جزيرة القرم، لكن مسؤولين أدلوا بتعليقات في أكثر من مناسبة تدفع إلى الظن بأن القوات الأوكرانية قد تكون منخرطة في هذه الهجمات.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن كييف "لن تتخلى أبداً" عن نية استعادة شبه جزيرة القرم من روسيا.
وفي أعقاب الضربات الأوكرانية في القرم، قالت مصادر روسية اليوم، إن أسطول البحر الأسود الروسي في شبه الجزيرة، عين فيكتور سوكولوف قائداً جديداً، بدل إيغور أوسيبوف.
وإذا تأكد ذلك، ستكون هذه الخطوة واحدة من أبرز الإقالات لمسؤول عسكري بعد قرابة 6 أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي مُنيت فيه موسكو بخسائر فادحة في الأفراد والعتاد.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن المصادر، تقديم القائد الجديد فيكتور سوكولوف لأعضاء المجلس العسكري للأسطول في ميناء سيفاستوبول.
وواجه أسطول البحر الأسود، صاحب التاريخ العريق في روسيا، إخفاقات كبرى خلال الحرب التي شنها الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير (شباط).
ففي أبريل (نيسان)، ضربت أوكرانيا سفينته الحربية الرئيسية "موسكفا" بصواريخ نيبتون ما تسبب في احتراقها وغرقها لتصبح أكبر سفينة حربية روسية تغرق في قتال منذ 40 عاماً.
دعم صيني
من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع الصينية اليوم الأربعاء، إن قوات صينية ستتوجه إلى روسيا للمشاركة في تدريبات مشتركة مع روسيا ودول أخرى بينها الهند وروسيا البيضاء وطاجيكستان.
أضافت الوزارة في بيان، أن مشاركة الصين في التدريبات المشتركة "لا علاقة لها بالوضع الدولي والإقليمي الراهن".
وقالت، إن التدريبات تأتي في إطار اتفاق سنوي مستمر للتعاون الثنائي. وشاركت الصين في تدريبات مشتركة مماثلة تحت قيادة روسيا في السنوات الأخيرة.
وقال البيان: "الهدف هو تعميق التعاون العملي والودي مع جيوش الدول المشاركة ودعم مستوى التعاون الاستراتيجي بين الأطراف المشاركة وتعزيز القدرة على التعامل مع التهديدات الأمنية المختلفة".