التنجيم في أسعار المحروقات!
لم تعد توقعات أسعار المحروقات مهمة صعبة، فهناك نشرات دولية متخصصة تعلن الأسعار وهناك إحصائية يومية تعلن عن أسعار النفط متنوعة المناشئ!! فلماذا تزعج نقابة اصحاب المحروقات نفسها قبل نهاية كل شهر ببث توقعاتها؟
تنشر الصحف والمواقع الإخبارية هذه التوقعات باعتبارها سبقاً، وهي تقول نيابة عن الحكومة ماذا ستقرر الحكومة في الأسعار الجديدة اي ليست النقابة هي الجهة الفنية لتحديد الأسعار المستقبلية للمحروقات، فهناك لجنة تسعير وما يحدث في الإعلانات الطوعية المسبقة هو إرباك السوق واصطفاف أرتال السيارات أمام الماديات لاستباق الرفع.
التنبؤات لها هدف شعبوي، يستفز السوق والناس خصوصاً حيال توقعات رفع الاسعار أو التبشير بتخفيضها.
تحرص النقابة على بث توقعات لمصلحة المستهلك وكأنها تقول للناس خذوا حذركم واذهبوا الى الماديات ليلاً لملء خزانات سياراتكم في حالة الرفع، وتقول للناس لا تملأوا خزانات سياراتكم وانتظروا ليوم الغد لأن الاسعار ستنخفض!
هذه التوقعات المسبقة لأسعار المحروقات تحدث تشويشاً لدى الرأي العام، دون أن تخدم مصالح الناس، والمحطات هي مجرد منفذ للتسعيرة، وأرباحها محايدة لا تتأثر بكلتا الحالتين.
أكثر من نصف فاتورة النفط المستورد ليست بترولاً خاماً، بل هي مشتقات مكررة تتحدد أسعارها على ضوء العرض والطلب يومياً.
الشيء بالشيء يذكر، تعويم أسعار المحروقات، وربط الأسعار المحلية بالأسعار العالمية، لتحييد الموازنة من تقلبات الأسعار العالمية للبترول، من جهة ومن جهة اخرى ترك السوق لآليات المنافسة بين شركة توزيع واخرى لمصلحة المستهلك.
qadmaniisam@yahoo.com