سلسلة حوارات مع الله-حوار رقم-5 (لماذا أنزل الله أكثر من رسالة سماوية؟ اليهودية والمسيحية وخاتمتها الديانة الإسلامية

أ.د. بلال ابوالهدى خماش
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/08 الساعة 17:26

إستمرارا للحوار مع الله رقم-4، لقد أنزلت ياربي على بني آدم الرسالة اليهودية اول رسالاتك السماوية وارسلت العديد من الرسل والأنبياء لهم ولفرعون وأهمهم الذي ركزت عليه وذكرته في القرآن الكريم كان النبي موسى وأخوه هارون (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِ، اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ، فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ، قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ، قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ (طه: 42-46)). وقد شنع فرعون في بني إسرائيل ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (البقرة: 49)). وإنتقاما لهم من فرعون وجنوده، أغرقت يا ربي فرعون وجنوده ونجيت موسى وهارون وبني إسرائيل معهما (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (البقرة: 50)). وبعد ذلك لم تكل يا ربي ولم تمل في إرسال رسلا وانبياء عديدين لا تعد ولا تحصى لبني إسرائيل إلا أنهم كذبوا وقتلو الرسل والأنبياء لأنهم جاؤوا بما لا تهوى انفسهم، وآخرهم كان عيسى بن مريم عليه السلام وأيدته بروح القدس (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (البقرة: 87)). إلا انهم حاولوا قتله، وعندما احس عيسى منهم الخوف من قتله حاول أن يجعل حوله انصارا له (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران: 52))،

إلا أنهم إستمروا في المحاولات لقتل نييك عيسى عليه السلام (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا، بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (النساء: 157 و 158)). إلا انك يا ربي رفعته عندك ووعدت بأن يكون أتباعه فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (آل عمران: 55)). ولم يكتفوا بذلك بل بدلوا وغيروا في كل ما انزل من كتب سماوية على موسى وعلى عيسى من بعده (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (آل عمران: 187)). هل أستطيع أن أقول انك يا ربي ارسلت الرسالة اليهودية لتناسب عبادك وفق الظروف الحياتية وما هو متاح لعبادك من إمكانات حتى حينه وبعد أن فعلوا ما فعلوه من تكذيب وقتل لرسلك وتغيير وتحريف لكتبك السماوية وذلك عن ترجمتها للغات أخرى وغيروا وبدلوا فيها بما تهوى أنفسهم قررت أن ترسل الديانة الإسلامية. وجعلت نبيها خاتم الأنبياء والمرسلين وكتابه القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية، ويصلح لكل زمان ومكان وفيه إجابة لكل تساؤل عما يحدث في هذا الكون. وعندما طفح الكيل عندك يا ربي من أفعال بني اسرائيل غضبت عليهم غضبا شديدا وشتتهم في في الكرة الأرضية فهم فعلا موجودين في جميع بقاع الأرض. على أن تجمعهم جميعا في فلسطين عند قرب نهاية العالم (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء: 104)). وهذا ما كان عندما إجتمعت الأمم المتحدة وقررت بعض الدول العظمى تأسيس دولة لهم في أرض فلسطين عن طريق وعد بلفور بتاريخ 2/11/1917. الحمد لله على انك يا ربي اخذت على نفسك حفظ القرآن الكريم من التحريف في الآية (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9)) ونسألك يا الله ان يكون ما وعدت في الآية 104 من سورة الإسراء قريب جدا تحقيقه.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/08 الساعة 17:26