برنامج 'ذاكرة إنسان' منتدى الرواد الكبار يحتفي بالقامة الثقافية د. السعافين
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/07 الساعة 11:15
مدار الساعة -ضمن برنامج "ذاكرة إنسان"، احتفى منتدى الرواد الكبار يوم السبت 6/8/2022، بالناقد الدكتور إبراهيم السعافين، شارك فيه كل من الأكاديميان د. جمال مقابلة، د. زهير عبيدات،الشاعر زهير أبو شايب، وادارته المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.
استذكر المشاركون من طلبة العلامة الدكتور إبراهيم السعافين أبرز المحطات التي جمعتهم به، مبينين ان السعافين قامة ثقافية إبداعية نقدية مميزة، وهو حريص على علاقته مع طلابه وزملائه، مديرة المنتدى هيفاء البشير قالت نحتفي بقامة ثقافية أدبية وابداعية كبيرة ومميزة من خلال برنامج "ذاكرة إنسان"، بالدكتور إبراهيم السعافين، مبينة ان السعافين أعطى الكثير في مجال التعليم الأكاديمي، والنقد والإبداع، من رواية وشعر، وغيرها، ويشرفنا في منتدى الرواد الكبار لأول مرة أن نحتفي بضيفنا العزيز.
وأضافت البشير نسعد بالمشاركين في هذا اللقاء حيث يلقون الضوء على تجربة السعافين المميزة سواء تجربته الشعرية او الروائية، مبينة أنه من خلال مسيرة هؤلاء المبدعين نستطيع ان نتعرف على رحلة كفاحهم في الحياة، والاطلاع على هذه التجارب المهمة من اجل ان نستقي منها دروسا وعبرا وتظل شاهدا على عصره وذاكرة للأجيال القادمة.
في البداية قال د. جمال مقابلة "كنت أتمنى ان يقام هذا الاحتفاء ولم تكن غزة تقصف بالصواريخ الصهيونية"، ثم تحدث عن ورقته التي جاءت بعنوان "في مقام كتابة السيرة أو أمام ذاكرة إنسان نظرة في سيرة السعافين"، قائلا "حين نتأمل هذه السيرة التي اطلعني عليها استاذي قبل أن يدفع بها إلى المطبعة نجد أنفسنا أمام سرد ساحر وبسيط وعميق".
وأضاف مقابلة "هذه السيرة تتحدث عن قصة إنسان فلسطيني كان طفلا في حدود الخامسة من العمر في العام 1948، عام النكبة الجرح الذي لم يلتئم إلى الآن وصاحبه قد بلغ الثمانين من عمره المديد بالخير والعطاء المنهمر حتى صار "يشرق من كل أفق"، ويوصف بأنه "بهي الحضور".
وأضاف مقابلة يسرد السعافين في هذه السيرة قصة هذا الإنسان الذي لا يعدو أن يكون إنسانا عاديا جدا، يفترض أن ما عاشه لا يستحق أن تفرد له الصفحات؛ لأنه لم يحقق شيئا يذكر في حياته ما خلا أنه صار طالبا فمعلما، فأستاذا، وأكاديميا مرموقا، وناقدا عربيا، كاتبا وأديبا شاعرا ومسرحيا وروائيا"، ألف ما يربو على الأربعين كتابا. وحصل على عدد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الأردن، وجائزة الملك فيصل العالمية عن منجزه النقدي في الأدب الحديث.
وقال مقابلة إن الدهشة في هذه السيرة توجد ببساطتها ووداعة كاتبها وسلاسة أسلوبها وسحرها السردي وصدقها الإنساني الذي يجعل القارئ المتصل بالكاتب لا يفرق بينها وبين ما يرى من سلوك صاحبها اليومي والحياتي ونهجه التلقائي الصادق في مسيرة حياته أجمعها.
من جانبه قدم د. زهير عبيدات ورقة فيها الكثير من الحميمية للسعافين فهو استاذه وهو التلميذ قال عبيدات "ماذا يستطيع ان يقول الطالب عن استاذه، سوى التقدير والاعتراف بالفضل الوفير، حيث كان المعلم والأديب والشيخ، وصاحب شخصية عقلانية حوارية اخلصت للعمل فاحتلت بذلك قلوب من يعرفونه ومن لا يعرفونه، فكان القدوة والمثل والراعي.
وأضاف عبيدات أن السعافين صاحب ثقافة موسوعية وصاحب مشروع إبداعي ونقدي توزعت جهوده في الشعر والمسرح والقصة والرواية والنقد، وكان حلقة في سلسلة مدرسية نقدية بدأت مسيرتها في القاهرة، وانتهت في الجامعة الأردنية وتلامذته الذين يتحلقون حوله ويحتفون به، كما انه وفي للمدرسة المصرية من حيث عنايتها بالتاريخ وحركته ولديه مشروع تأصيلي في الشعر والقصة والرواية.
وخلص عبيدات إلى أن السعافين يعرف بالصرامة النقدية في كتابته، فهو شخصية تاريخية وفنية في الآن نفسه، يكتب سرديته المؤلمة في مشروعه الإبداعي، فهو الروائي السارد والمؤرخ والشخصية الروائية، فكان ان كتب نفسه وجيله في آن واحد، تقديري واحترامي لشيخي واستاذي.
من جهته قال الشاعر زهير أبو شايب إنه تتلمذ على يدي السعافين، فأحببت أن أتأمل في طبيعة العلاقة التي ربطتني به منذ اكثر من أربعين عاما، والتي تحولت بالتدريج من علاقة الأستاذ بالتلميذ إلى علاقة الشيخ بالمريد، مضيفا كان من السهل الحديث عن امر كهذا إذ يكفي أن أذهب إلى منطقة الذكريات لأقدم صورة لرجل عرفته، ورأيت نفسي في مراياه الكثيرة، ورايته وهو يغير بي.
وأضاف أبو شايب إنه من السهل الذهاب إلى منطقة الذكريات التي هي ماض بالضرورة، وشكل من أشكال الفقدان بالضرورة لكنني أحب ان اكل إلى الذائقة مهمة الحديث عن استاذي الذي ظل ينقذني من الماضي ويعلمني ان القيمة ليست فيما كان بل فيما يكون، وان علينا دائما ان لا نتوقف عن الكينونة، أن لا نتوهم أننا فعلنا شيئا وتركناه هناك في الماضي لنثبت أننا موجودون، ان لا نستريح قط ونحن نبحث عن أنفسنا في بحر الوجود مثلما تبحث الموجة عن ذاتها في البحر لتكتشف في النهاية أنها هي البحر ذاته، وأنه لا وجود لها إلا فيه.
في نهاية الحفل شكر السعافين المشاركين والمتحدثين في هذا الاحتفاء، قائلا إن غزة تحت القصف الصهيوني الان واطفالها يهرولون للبحث عن مكانا يحميهم من جمر هذه الصواريخ ثم قرأ مقطع من قصيدة كان قد كتبها قبل ثمانية أعوام عندما كانت غزة تقصف يقول فيها "يا غزة أنت الخيمة، والغيمة/ أنت عباءة هذا الجيل/وأنت الراية، والرايات تساقط/في عهد الأبرهة، وزمان الفيل/هل قدر أن نسجد للذل/ويسرق منا قلب النيل/يا عراف القرية قل لي:/ هل قدر أن تسرح في خارطة الدنيا إسرائيل؟".
ثم قدمت مديرة المنتدى هيفاء البشير درع للسعافين تقديرا لتجربته الابداعية والثقافية.
استذكر المشاركون من طلبة العلامة الدكتور إبراهيم السعافين أبرز المحطات التي جمعتهم به، مبينين ان السعافين قامة ثقافية إبداعية نقدية مميزة، وهو حريص على علاقته مع طلابه وزملائه، مديرة المنتدى هيفاء البشير قالت نحتفي بقامة ثقافية أدبية وابداعية كبيرة ومميزة من خلال برنامج "ذاكرة إنسان"، بالدكتور إبراهيم السعافين، مبينة ان السعافين أعطى الكثير في مجال التعليم الأكاديمي، والنقد والإبداع، من رواية وشعر، وغيرها، ويشرفنا في منتدى الرواد الكبار لأول مرة أن نحتفي بضيفنا العزيز.
وأضافت البشير نسعد بالمشاركين في هذا اللقاء حيث يلقون الضوء على تجربة السعافين المميزة سواء تجربته الشعرية او الروائية، مبينة أنه من خلال مسيرة هؤلاء المبدعين نستطيع ان نتعرف على رحلة كفاحهم في الحياة، والاطلاع على هذه التجارب المهمة من اجل ان نستقي منها دروسا وعبرا وتظل شاهدا على عصره وذاكرة للأجيال القادمة.
في البداية قال د. جمال مقابلة "كنت أتمنى ان يقام هذا الاحتفاء ولم تكن غزة تقصف بالصواريخ الصهيونية"، ثم تحدث عن ورقته التي جاءت بعنوان "في مقام كتابة السيرة أو أمام ذاكرة إنسان نظرة في سيرة السعافين"، قائلا "حين نتأمل هذه السيرة التي اطلعني عليها استاذي قبل أن يدفع بها إلى المطبعة نجد أنفسنا أمام سرد ساحر وبسيط وعميق".
وأضاف مقابلة "هذه السيرة تتحدث عن قصة إنسان فلسطيني كان طفلا في حدود الخامسة من العمر في العام 1948، عام النكبة الجرح الذي لم يلتئم إلى الآن وصاحبه قد بلغ الثمانين من عمره المديد بالخير والعطاء المنهمر حتى صار "يشرق من كل أفق"، ويوصف بأنه "بهي الحضور".
وأضاف مقابلة يسرد السعافين في هذه السيرة قصة هذا الإنسان الذي لا يعدو أن يكون إنسانا عاديا جدا، يفترض أن ما عاشه لا يستحق أن تفرد له الصفحات؛ لأنه لم يحقق شيئا يذكر في حياته ما خلا أنه صار طالبا فمعلما، فأستاذا، وأكاديميا مرموقا، وناقدا عربيا، كاتبا وأديبا شاعرا ومسرحيا وروائيا"، ألف ما يربو على الأربعين كتابا. وحصل على عدد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الأردن، وجائزة الملك فيصل العالمية عن منجزه النقدي في الأدب الحديث.
وقال مقابلة إن الدهشة في هذه السيرة توجد ببساطتها ووداعة كاتبها وسلاسة أسلوبها وسحرها السردي وصدقها الإنساني الذي يجعل القارئ المتصل بالكاتب لا يفرق بينها وبين ما يرى من سلوك صاحبها اليومي والحياتي ونهجه التلقائي الصادق في مسيرة حياته أجمعها.
من جانبه قدم د. زهير عبيدات ورقة فيها الكثير من الحميمية للسعافين فهو استاذه وهو التلميذ قال عبيدات "ماذا يستطيع ان يقول الطالب عن استاذه، سوى التقدير والاعتراف بالفضل الوفير، حيث كان المعلم والأديب والشيخ، وصاحب شخصية عقلانية حوارية اخلصت للعمل فاحتلت بذلك قلوب من يعرفونه ومن لا يعرفونه، فكان القدوة والمثل والراعي.
وأضاف عبيدات أن السعافين صاحب ثقافة موسوعية وصاحب مشروع إبداعي ونقدي توزعت جهوده في الشعر والمسرح والقصة والرواية والنقد، وكان حلقة في سلسلة مدرسية نقدية بدأت مسيرتها في القاهرة، وانتهت في الجامعة الأردنية وتلامذته الذين يتحلقون حوله ويحتفون به، كما انه وفي للمدرسة المصرية من حيث عنايتها بالتاريخ وحركته ولديه مشروع تأصيلي في الشعر والقصة والرواية.
وخلص عبيدات إلى أن السعافين يعرف بالصرامة النقدية في كتابته، فهو شخصية تاريخية وفنية في الآن نفسه، يكتب سرديته المؤلمة في مشروعه الإبداعي، فهو الروائي السارد والمؤرخ والشخصية الروائية، فكان ان كتب نفسه وجيله في آن واحد، تقديري واحترامي لشيخي واستاذي.
من جهته قال الشاعر زهير أبو شايب إنه تتلمذ على يدي السعافين، فأحببت أن أتأمل في طبيعة العلاقة التي ربطتني به منذ اكثر من أربعين عاما، والتي تحولت بالتدريج من علاقة الأستاذ بالتلميذ إلى علاقة الشيخ بالمريد، مضيفا كان من السهل الحديث عن امر كهذا إذ يكفي أن أذهب إلى منطقة الذكريات لأقدم صورة لرجل عرفته، ورأيت نفسي في مراياه الكثيرة، ورايته وهو يغير بي.
وأضاف أبو شايب إنه من السهل الذهاب إلى منطقة الذكريات التي هي ماض بالضرورة، وشكل من أشكال الفقدان بالضرورة لكنني أحب ان اكل إلى الذائقة مهمة الحديث عن استاذي الذي ظل ينقذني من الماضي ويعلمني ان القيمة ليست فيما كان بل فيما يكون، وان علينا دائما ان لا نتوقف عن الكينونة، أن لا نتوهم أننا فعلنا شيئا وتركناه هناك في الماضي لنثبت أننا موجودون، ان لا نستريح قط ونحن نبحث عن أنفسنا في بحر الوجود مثلما تبحث الموجة عن ذاتها في البحر لتكتشف في النهاية أنها هي البحر ذاته، وأنه لا وجود لها إلا فيه.
في نهاية الحفل شكر السعافين المشاركين والمتحدثين في هذا الاحتفاء، قائلا إن غزة تحت القصف الصهيوني الان واطفالها يهرولون للبحث عن مكانا يحميهم من جمر هذه الصواريخ ثم قرأ مقطع من قصيدة كان قد كتبها قبل ثمانية أعوام عندما كانت غزة تقصف يقول فيها "يا غزة أنت الخيمة، والغيمة/ أنت عباءة هذا الجيل/وأنت الراية، والرايات تساقط/في عهد الأبرهة، وزمان الفيل/هل قدر أن نسجد للذل/ويسرق منا قلب النيل/يا عراف القرية قل لي:/ هل قدر أن تسرح في خارطة الدنيا إسرائيل؟".
ثم قدمت مديرة المنتدى هيفاء البشير درع للسعافين تقديرا لتجربته الابداعية والثقافية.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/07 الساعة 11:15