عبدالهادي راجي يكتب: هذا ما فعله احمد الملكاوي مدير المدينة

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/06 الساعة 20:39
أنا اعمل في أمانة عمان منذ سنوات طويلة ، مؤخرا حدث هجوم على أمين عمان وعلى المؤسسة، وأنا لا اجرؤ ولا امنح نفسي صفة المدافع... ولكني أريد ان اذكر الذين هاجموا الأمانة بأمر مهم..
المهندس احمد الملكاوي هو مدير المدينة أي: الرجل الثاني في الأمانة.. وهو من أهم العقول الهندسية ، تطور من مهندس ميدان ... إلى رئيس قسم ثم مديرا للمدينة، خبرته في البيروقراط ( ٣٦) عاما ، لم يتلق في حياته الوظيفية انذارا أو تنبيها ، لم اشاهده يوما يأت لعمله بعد الساعة الثامنة صباحا ، ولم اشاهده يغادر قبل الخامسة ...
من أتى به للموقع خبرته، لم تدفعه قوى المال ولا العلاقات.. ولا المزارع لهذا الموقع ...
حصل على شبكات في القلب ، وضغط غير مستقر.. نتيجة الإرهاق والجولات الميدانية.. لم ينفش ريشه كالطاووس.. كما الذين عبروا، ولم يمارس الاستبداد... ولم يبطش بأحد.. واحمد زاهد في الوظيفة والحياة .. لدرجة أنه الوحيد الذي يرفض المكآفات والإضافي ...
ليس مهما أن تقدم لنا مؤسسة مثل الأمانة جسرا ، ولا نفقا ... ولكن من المهم ان تفرز شخصيات زاهدة في العمل العام، ترتدي بدلاتها من شارع الفحيص .. وتتناول على الغداء سندويشات فلافل...
السؤال الذي أود طرحه، في زمن عقل بلتاجي - رحمه الله - وبقرار من رئيس وزراء سابق تم شراء سيارة لاند كروزر لمدير المدينة .. بقيمة ( ١٣٦) ألف دينار ، وأنا الوحيد الذي تجرأ وفضح الأمر عبر مقال، لكن أحدا لم يتحدث... بالمقابل سيارة احمد الملكاوي هي باجيرو موديل ( ٢٠١٢)...قيمتها السوقية ١٣ ألف دينار.. ومع ذلك لم يتحدث أحد عن زهد الرجل .. ولا رضاه.
لست معنيا بالدفاع عن أحد .. لكني معني بالدفاع عن الفضيلة ونتاجاتها.. معني بأن ينظر سادتنا النواب لنموذج احمد الملكاوي .. الذي يستمع لك، والذي يناقشك .. والذي تجرؤ أن تقتحم عليه مكتبه.. وتحاسبه باسم الوطن والضمير ويرضى...
أنا شخصيا ارتاح في التعامل معه ، لأنه يفهم عقول الناس جيدا.. وعنده لايظلم عامل وطن ولا مدير.. وللعلم هذا الرجل يمتلك إرثا ماليا من أهله يكفيه ألف عام... ولكنه ارتضى أن يبقى في الوظيفة العامة ...فقط لأجل أن يقدم خبرته...
كان على السادة النواب... أن يتركوا زمن الصحافة الاسبوعية، وأخبار الفضائح... وكم تمنيت لو التقوا بهذا الرجل كي يقدم لهم رؤيته في هيكلة الأمانة، في استيعاب الناس ، وفي نصرة الضعيف.. على الأقل سيجدون جوانب مضيئة في المؤسسات غير الجوانب السوداء التي يرونها ...
وظيفتي في الصحافة... ليست المدح ولا التزمير ولا التطبيل، وظيفتي هي أن أشير إلى الفضيلة المخفية .. أكثر من الفضيحة العلنية.. واجد لزاما علي أن اكتب عن هذا الرجل الذي احترمته وقدرته ، ووجدت فيه الأردني الحقيقي المتفاني...
الدولة يا احمد لن تكرمك، لن يعطوك وساما على شاكلة الأوسمة التي تمنح (للتائهين) ... لكن اعتبر كلامي فيك، شهادة من كاتب أحبك.. اعتبره وساما من الأرض من الشيح من الميرمية...
حماك الله يا رفيق.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/06 الساعة 20:39