رجال الله..
مدار الساعة - إن لله في الأرض رجالاً من نوعٍ مختلف، لهم صفاتّ لا تجدها عند غيرهم و هم صفوتهِ من خلقهِ جل و علا..
فبينما ترانا نسعى ليلاً نهاراً وراء أرزاقنا و جُل همنا أسعار البنزين و الغلاء و مدارسّ أطفالنا و سعر كيلو ( الجاج)، تراهم مشغولونَ بحفر الأنفاق و صناعة الصواريخ و دك مضاجع العدو و اشغالهم ببناء ملاجئ تحت الأرض حتى يختبؤا فيها كالجرذان!
و بينما نحن نبحث عن أطايب الطعام حتى نملأ كروشنا المترهلة من قلة الحركة، تراهم يجتمعون تحت نفقٍ يحفرونه بأيديهم المباركة أو ظل شجرةٍ بجانب محددةٍ بدائية لصنع الصواريخ على ما قسم الله من خير أرضهم من فومها و بصلها و قثائها!
و حينما نكون نقلب صفحات التواصل الإجتماعي لنبحثَ عن خبرً لإنفصال ممثلةً تافهه عن زوجها الأتفه أو وقوعِ مطرب ( ربع كم) عن المسرح، تراهم يراقبون مواقع العدو ليلاً نهاراً بلا كللٍ او ملل ليجدو نقطةَ ضعف و ينفذو منها لإنقاذ أسيرٍ أو تنفيذ عمليةٍ توجع قلب عدوهم و عدو الله.
و بينما يعلو صراخنا و نحرق أعصابنا على مباراة بين ( برشلونة و مدريد) و نتشابك ربما بلأيدي أحياناً على أيهما أفضل ( ميسي ولا رونالدو) و نقتل الدوري الانجليزي تحليلاً و نقداً، تراهم يقومون الليلَ بإمامةِ رجل ملثم شجي الصوت تعلو وجهه علامةً من أثر السجود، و ثلةّ من رفاقهم يحرسونهم متيقظين من غدر غادر ثم يتبادلون المواقع.
ليس لديهم (فيس بوك) ولا (تِك توك) ولا عندهم حسابات على مواقع التواصل، حتى عند انقطاع ( النت) لا يكتئبون، لا يتعاطون المخدرات ولا يشربون الكحول ولا يبحثون عن طبيب يصرف لهم أدوية الأعصاب!
يركضون إلى الموت في كل وقت ولا يَهِنوا و لا يحزنوا فَهُمُ الأعلون.
لا يخيفهم شرطي سير أو مكالمةً من رقم مجهول او فرماناً من مستبد، ولا تفزعهم فاتورة كهرباء أو جابي مياه!
أقدامهم ثابةً على الأرض لا تهزهم أعاصير الدنيا ولا يتذمرون من حرِ صيف أو برد شتاء، بل يحمدون الله على نعمهِ التي لا تُعدُ و لا تُحصى.
موقعهم معروف للجميع، عنوانهم فلسطين و تحديداً في غزة، فعلى الراغبين بلإلتحاق في (كورس) رجولة و دورة شجاعة، و شهادةً في الإقدام و الشهامة الإتصال بهم و لو حتى بخياله !
شايفين علي كيف!
اه و الله ما بزل عليكوا ...
يوسف العبادي