زيادين يسأل: اين رجالات الدولة

مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/05 الساعة 16:20
مدار الساعة - بقلم النائب السابق قيس زيادينمشهد خطير ما نراه في الاونه الاخيرة واعتقد انه يجب ان يقرا بطريقة اوسع من مجرد خلاف على قانون.
قد يعتبرني البعض معارضا او من عائلة تاريخيا كانت معارضة، و البعض وصل الى اننا كنا عدميين في بعض الاحيان و هذا غير صحيح،فمثلا لم اعط ثقة يوما لحكومة لاعتراضي على طريقة تشكيلها من افراد وليس لمصالح او ما شابه.
كلامي اعلاه ليس استعراضا او شعبويات بل مدخل لتسليط الضوء على ما يحصل في الاونه الاخيرة واخرها قضية قانون الطفل، وكيفية تم تضليل وتجييش الراي العام ليس ضد القانون فحسب بل ضد الدولة. فبروز خطاب تخويني قاسي ضد "الدولة" خطير جدا خصوصا ان المواطنين غير المسيسين اقتنعوا واليوم الخطر اصبح بمحاولة القضاء على الثقة او الانتماء بين المواطن و دولته وليس حكومته والفرق كبير.
نسينا ان الدولة و موظفيها اردنيون واردنيات ابناء هذا الوطن ، ابناء عشائر و ابناء بوادي ومخيمات. قانون الطفل مر على عدة جهات منها مثلا دائرة قاضي القضاة، و حماية الاسرة، و منظمات و خبراء و قانونيون و ديوان التشريع و الراي حتى الان وبعدها نواب و اعيان. و هذه الموسسات مكونه من مواطنين اردنيين لا يعقل ان جميعهم متامرون على الوطن وشياطين ودعاة الحاد وماسونية ويريدون تفكيك الاسرة و تدميرها و كل الكلام المعيب الذي استعمل!!!
البعض بدا يهاجم المؤيدين مثلا بعبارات اقسى، من اشخاص واحزاب و تيارات متناسين انهم لم يصيغوا القانون. القانون تمت صياغته من اردنيين و اردنيات يعملون في الدولة الاردنية!
المشهد الاوسع خطير وخطير جدا، ان تصل بنا الامور الى تخوين "دولة" ووطن لمجرد اختلافنا على قانون! هذه ليست معارضة ولا حتى دعوة للنزول الى الشارع او حراك او غيره، الاسلوب اخطر كثيرا و اعمق كثيرا ، هذا تدمير لثقة المواطن بدولته ( المكونة من اردنيات و اردنيين باكثر من جهه وموقع ومؤسسة) عن سبق اصرار و ترصد
سوالي، اين رجالات الدولة الذين هم الان خارج عملهم الرسمي، علما ان بعضهم "تنغنغ" او استفاد و الان مختبىء و خائف؛ او حتى اكون منصفا اين من خدم بصدق وامانه فالمتوقع منهم (الذين خدموا بصدق و امانه وحريصون على الاردن) ان يتصدوا للخطاب المستعمل لا ان يدافعوا بالضرورة عن القانون لانه مصيبه اذا لم يقراوا المشهد الاوسع.
اين انتم من هذا الخطاب و اللغة "التخوينية" ضد "الدولة". التاريخ لا يذكر من يقف على الحياد حفاظا على شعبية مزيفة اساسها كان التضليل.
اين "المحسوبين " و اين و اين و اين في معركة ان لم يوضع لها حد الان و ترسم بها قواعد الاشتباك للمستقبل ، سنكون في خطر.
اين انتم؟
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/05 الساعة 16:20