سلسلة حوارات مع الله (2).. (لماذا خلق الله الجن)
وكما نستطيع ان نخلص إلى القول بان إبليس ليس ملاكا وإنما هو جنيا أسرته الملآئكة ورفعته معهم للسماء وأدخله الله الجنة وتربى بين الملائكة ورغم ذلك بقي جنيا (الجني جني ولو بين الملائكة ربى). والدليل على ما اسلفنا من إستنتاجاتنا الآيات من سورة البقرة التي تلخص سيناريو رب الكون في خلقه للكون وما فيه من مخلوقات وأشياء (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ، وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ، قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ، وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ، وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ، فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 30-38)). فنستخلص من هذه الآيات أيضا ان الملائكة كان يجلسون ويتحدثون مع الله، وأن الملائكة تعلم ان الجن فسدوا وسفكوا دماءهم فيما بينهم في الأرض. وأن اول معلم في الكون هو الله واول تلميذ هو آدم عليه السلام. وأن علم الملائكة محدود كغيرهم من مختلف مخلوقات الله وأثبت الله ذلك للملائكة بالمناظرة التي أقامها بينهم وبين آدم عليه السلام. وأن إبليس عاد لأصله وازل آدم وزوجه بأكلهما من الشجرة التي نهاهما الله على الإقتراب منها وأخرجهما من الجنة. وبعد ذلك إستغفر آدم ربه فتاب عليه لأنه هو المتعلم وليس زوجه، ثم انزلهم الله جميعا للأرض لحين ينهى الله الحياة الدنيا والتي هي دار إمتحان لبني آدم أجمعين.