اليرموك وخطى واثقة في صناعة المستقبل
سرعان ما التقطت اليرموك الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك من خلال مقابلته الأخيرة مع صحيفة الرأي الأردنية وخلال لقاء جلالته برؤساء الجامعات وإشارات ملكية سابقة، فسارعت الخطى لتطوير برامجها التي تستهدف تطوير قدرات الشباب وتعزيز معارفهم الجامعة، وذلك من خلال برنامج شامل أعدته الجامعة يحمل اسم "صيف الشباب 2022" والذي بدأت نتائجه تظهر على الأقل من خلال تلك القاعات المليئة بالطلبة المهتمين والأنشطة الجاذبة لأولئك الذين لم يحددوا مجالات اهتماماتهم بعد.
ليس سرا أن اليرموك ومنذ نشأتها كانت محلا للحراك الاجتماعي والسياسي الملتزم والمنظم والهادف، ولا يخفى على أحد ان خريجي وطلبة هذه الجامعة حملوا ويحملون الكثير من القيم الوطنية، لكن المختلف هذه المرة أننا امام برنامج طويل المدى محدد الأهداف قابل للقياس يسبر أعماق المستقبل الذي يريده الشباب من خلال خلق مساحة مرنة من النقاش الفعال وإطار ملتزم من التوعية المتنوعة.
الفكرة بحسب ما سمعت من مسؤولين في الجامعة لن تكون محصورة بالفصل الصيفي فقط، وإنما ستسارع الخطى نحو الفصول الدراسية اللاحقة باعتبارها نواة للمدرسة الطلابية المفتوحة والتي قد تشكل نقلة مهمة في بناء مدارك الشباب نحو المفاهيم الجديدة التي أسس لها جلالة الملك منذ توليه سلطاته الدستورية من خلال مجموعة واسعة من المبادرات الوطنية والتوجيهات السامية والحوارات الفاعلة.
لم يعد الكتاب على اهميته هو السلاح الوحيد الذي يجب ان يمتلكه الطالب الجامعي وليس الإنترنت البديل الأفضل في تطوير منظومة السلوك الجمعي لدى هذا الجيل، لكن أن تبدأ الجامعات بالنظر من زاوية أوسع إلى مخرجاتها بحيث تكون جزءً من المجتمع لا أن تخدمه فقط فهذا يشكل بلا شك خطوة واثقة باتجاه المستقبل، وان تأخذ جامعة كبيرة مثل اليرموك على عاتقها بان تكون أول المبادرين في العمل على توجيهات الملك فهذا يعني أنها قادرة على ذلك.
ختاما الطلبة جميعهم مدعوون للاستفادة من هذا البرنامج الوطني ولا بد من دور أكبر للجهات الشريكة على اختلاف اختصاصاتها وخاصة القطاع الخاص والإعلام والمؤسسات السياسية المجتمعية، فنحن جميعا شركاء في صناعة بيئة حاضنة لطاقات الشباب ولنطور أساليب العمل معهم تحقيقا للرؤية الملكية السامية