“البحوث الزراعية”: زراعة “البونيكام” تخفض الفاتورة العلفية
مدار الساعة - خلصت تجارب بحثية دامت ثلاث سنوات في عدد من محطات المركز الوطني للبحوث الزراعية، إلى أهمية زراعة محصول “البونيكام”، نظراً لأهميته في خفض الفاتورة العلفية.
وبين المركز أن “البونيكام” من الأعلاف الخضراء ذات القيمة الاقتصادية، لما يتميز به من غزارة في الإنتاج وارتفاع المحتوى الغذائي، مشيرا إلى نسبة البروتين فيه والتي تقدر بـ 18-20% وحسب ارتفاع النبات، إضافة إلى تحمله للزراعات تحت ظروف مختلفه خاصة الملوحة حيث يتحمل ملوحة مياه 4480 جزء بالمليون وملوحة تربة تصل إلى 6000 جزء بالمليون.
وأكد مدير عام المركز الدكتور نزار حداد السعي لتطوير البحث العلمي، وإيجاد حلول غير تقليدية للتحديات التي تواجه المزارعين، كارتفاع كلف الأعلاف الأمر الذي يشكل تحديا واضحا لمربي الثروة الحيوانية، وخاصة في أشهر الصيف التي تقل فيها المراعي الطبيعية، وللحد أيضا من استيراد الأعلاف من الخارج.
وأضاف أن مشكلة نقص الثروة الحيوانية تتمثل في نقص الأعلاف وارتفاع أسعارها، علاوة على سوء توزيعها على مدار العام وخاصة الأعلاف الخضراء.
وبين أن دراسة زراعة “البونيكام” بالمياه غير تقليدية، كما أنه يوفر المياه ويزيد الإنتاج كما ونوعا، ويتحمل الزراعة تحت ظروف الترب والمياه المالحة، داعيا إلى زراعتها كونها من المحاصيل المعمرة، وتبقى في الأرض المزرعة لعدة سنوات، ما سينعكس إيجاباً على توفير الوقت والجهد وكلفة العمالة وشبكة الري، إضافة إلى العمليات الزراعية الأخرى؛ كالحراثة والزراعة وتوفير المياه عوضا عن الري بالغمر في بداية الزراعة، حيث يستخدم فيها الري تحت السطحي.
من جانبه، أفاد رئيس قسم محطة أبحاث الشونة الشمالية للمياه غير التقليدية، المهندس يوسف العمري، بأن زراعة “البونيكام” يعد من الزراعات ذات القيمة المضافة نظراً إلى أنها ذات توسع رأسي وتزيد الإنتاجية في وحدة المساحة، إذ تعطي أكثر من 10 “حشات” على مدار العام، وتقص صيفا كل 25-30 يوما، لتصبح إنتاجية الدونم الواحد 20 طنا من العلف الأخضر، ويكون استخدامها مباشرة أو تجفيفها أو تحويلها إلى “سيلاج”.
وبين العمري أن “البونيكام” نبات قوي يقاوم الأمراض والآفات الحشرية، والمناطق ذات الحرارة المرتفعة (الأغوار) تعد موطنا مناسبا لنموها، منبها “لا ينصح يزراعتها في المناطق الباردة، التي تنخفض فيها درجة الحرارة دون العشرة المئوية، كونها تؤدي إلى توقف نمو النبات”.
وعلى صعيد القيمة الغذائية لنبات “البونيكام”، أشار رئيس قسم محطة أبحاث الرمثا للمياه غير التقليدية، المهندس أحمد أبو دلو، إلى أن نسبة البروتين تختلف بحسب مراحل نمو النبات وتقدر بين 10-20%، عندما يكون ارتفاع النبات 1.5 مترا، كما أنه يكون مستساغا للحيوان وسهلا للهضم مقارنة مع النبات ذو الارتفاع العالي والذي يكون أكثر خشونة ويفضل استخدامه في هذه المرحلة كـ “سيلاج”.
وبين أن نبات “البونيكام” يحتاج كميات ري مناسبة رغم تحمله للجفاف، وتتناسب كمية المياه طرديا مع زيادة الإنتاج، مشيرا إلى الاحتياجات المائية للنبات تتراوح بين 70-80% من قراءات حوض التبخر في أشهر الصيف وحسب ارتفاع درجات الحرارة.
وتقدر الاحتياجات المائية لـ “البونيكام” بنحو 600 إلى 800 متر مكعب للدونم سنويا، مقارنة بمحصول البرسيم والذي تقدر احتياجاته المائية بنحو 1550 إلى 1800 متر مكعب للدونم سنوياً، وتختلف حسب المنطقة ودرجات الحرارة ونوعية التربة وكمية الهطول المطري.
وتبين من خلال التجارب البحثية على “البونيكام” أن أفضل إنتاج كان عند الري بمعدل 800 متر مكعب للدونم سنوياً.