بعد قصف سجن دونيتسك.. احتدام المعارك في أوكرانيا

مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/30 الساعة 16:18

مدار الساعة -تتواصل "العملية العسكرية" الروسية في أوكرانيا، اليوم السبت، حيث صعدت القوات الروسية قصفها الصاروخي لاستهداف البنية العسكرية الأوكرانية، فيما تستمر كييف بتلقي الدعم الغربي والأسلحة لمواجهة موسكو، في ظل احتدام المعارك شرق وجنوب أوكرانيا، دون مؤشر على توقف العمليات العسكرية قريباً.

تطورات ميدانية

وفي سياق التطورات الميدانية، يواصل الجيش الروسي عملياته العسكرية في أوكرانيا، حيث أعلن الانفصاليون بشرق أوكرانيا، دخولهم أطراف مدينتي بيسكي وكراسنوغورفكا المتاخمتين لدونيتسك، مع استمرار الاشتباكات مع الجيش الأوكراني.

فيما، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم، مقتل عشرات الجنود الروس، وتدمير مستودعات للذخيرة في معارك منطقة خرسون محور الهجوم المضاد لكييف في الجنوب وحلقة وصل رئيسية في خطوط الإمداد الروسية.

وأفادت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني، أن "حركة السكك الحديدية المتجهة إلى خيرسون عبر نهر دنيبرو توقفت، مما قد يزيد من عزل القوات الروسية غربي النهر عن الإمدادات في شبه جزيرة القرم وفي الشرق".

وقالت القوات الأوكرانية إنها "استخدمت أنظمة صواريخ بعيدة المدى حصلت عليها من الغرب لإلحاق أضرار جسيمة بـ3جسور عبر نهر دنيبرو في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى عزل مدينة خيرسون- وفقاً لتقدير مسؤولي الدفاع البريطانيين- ما يجعل فرقة للجيش الروسي متمركزة على الضفة الغربية للنهر في وضعف العزل".

وأضافت أن "أكثر من 100 جندي روسي و7 دبابات كانت موجودة دمرت في القتال أمس الجمعة في منطقة خيرسون".

ومن جانبه، طلب النائب الأول لرئيس مجلس خيرسون الإقليمي، يوري سوبوليفسكي، من السكان الابتعاد عن مستودعات الذخيرة الروسية، وكتب على تلغرام يقول "الجيش الأوكراني يكثف الضغط على الروس وهذه ليست سوى البداية".

وقال حاكم منطقة خيرسون الموالي لأوكرانيا دميترو بوتري، إن منطقة بيريسلاف تضررت بشدة، وكتب على تطبيق تلغرام يقول "في بعض القرى، لم يُترك أي منزل سليما، ودُمرت كل البنية التحتية، ويعيش الناس في أقبية".

ويذكر أن كييف كانت قد أعلنت استمرار المعارك العنيفة بين الجانبين دون توقف، بالقصف المدفعي وراجمات الصواريخ في مقاطعة دونيتسك، وأن القصف الروسي استهدف مواقع للجيش الأوكراني، وأن الأوضاع باتت خطرة جداً في المقاطعة عند طرفي النزاع.

ومن جهة أخرى، أفاد مقر الدفاع الإقليمي لجمهورية دونيتسك الشعبية اليوم بمقتل 8 أشخاص وإصابة 15 آخرين جراء قصف القوات الأوكرانية خلال ال 24 ساعة الماضية.

وذكر مقر الدفاع الإقليمي لجمهورية دونيتسك، في بيان، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية: لقي 8أشخاص مصرعهم وأصيب 15 مدنياً، إثر القصف من قبل القوات المسلحة الأوكرانية على أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية.

ضم أراض

واليوم، قالت وزارة الاستخبارات البريطانية، إن "روسيا ستعمل على ضم المناطق التي سيطرت عليها جنوب أوكرانيا"، مؤكدة أن" كييف نجحت في صد هجمات روسية قرب دونيتسك".

وأضافت أن "القوات الروسية أنشأت جسرين عائمين وسيرت عبارات لتوفير بدائل للجسور القريبة التي تضررت جراء الضربات".

وعلى صعيد أخر، أوضحت وزارة الخارجية الروسية في إيجاز عما دار في المكالمة بين وزير خارجية روسيا سيرخي لافروف ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الجمعة، وقالت أن لافروف أكد لبلينكن أن "روسيا ستحقق جميع أهداف "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وإن إمدادات الأسلحة الغربية لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع ومضاعفة عدد الضحايا".

وحذر بلينكن لافروف من تبعات أي محاولات روسية لضم أراض أوكرانية خلال الحرب، وقال "العالم لن يعترف بعمليات الضم. سنفرض تكاليف إضافية كبيرة على روسيا إذا ما مضت قدماً في خططها".

وفي السياق، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمس، إنه لا ينبغي أن يكون هناك أي شك في أن روسيا تعتزم تفكيك أوكرانيا "ومسحها من خريطة العالم بالكامل".

وأخبرت ليندا توماس- غرينفيلد، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة تشهد دلائل متزايدة على أن روسيا تضع الأساس لمحاولة ضم جميع المناطق الشرقية الأوكرانية من دونيتسك ولوغانسك ومناطق خيرسون وزابورجيا، بما في ذلك عن طريق تعيين "مسؤولين غير شرعيين بالوكالة في المناطق التي تسيطر عليها روسيا، بهدف إجراء استفتاءات زائفة أو مرسوم للانضمام إلى روسيا".

وقالت إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "صرح حتى أن هذا هو هدف الحرب لروسيا".

أسلحة ودعم

ومع دخول الحرب الأوكرانية شهرها السادس، وإعلان القوات الأوكرانية بدء هجومها المضاد لاستعادة الأراضي التي سيطرة عليها روسيا في بداية عمليتها العسكرية، يرى مراقبون ومسؤولون دفاعيون، أن روسيا تواجه صعوبات لمواصلة حربها، ويرجع المسؤولون هذه التطورات، إلى النتائج التي حققتها الأسلحة الغربية التي تلقتها أوكرانيا حديثاً، وخصوصاً منظومات صواريخ "هيمارس".

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى حلف الناتو، جوليان سميث، في تصريحات لإذاعة أوروبا الحرة إن "القادة العسكريين الأوكرانيين يمكنهم تحديد الخطوات التالية في الهجوم المضاد بأنفسهم، وبأن (الناتو) يريد معرفة الأنظمة التي ستكون مفيدة للغاية"، مضيفة: "سنواصل بذل كل ما في وسعنا لدعم الجيش الأوكراني على الأرض، والتأكد من أن لديهم ما يحتاجون إليه حتى يتمكنوا من الانتصار في هذا الصراع ووقف العدوان الروسي".

ومن جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أمس، إن "روسيا تخفق في جوانب عديدة في حربها، وإن الرئيس فلاديمير بوتين قد يسعى لتغيير الاستراتيجية المتبعة مرة أخرى".

وأضاف والاس في تصريحات لتلفزيون "سكاي نيوز"، نقلتها وكالة "رويترز": "الروس يخفقون حالياً على الأرض في جوانب عديدة... خطط بوتين (أ، ب، ج) فشلت وقد يتحول إلى الخطة (د)".

وكان الهجوم الروسي قد تباطأ في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من الأوامر التي أصدرها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، لتجديد العمليات العسكرية، بعد انتهاء "فترة الراحة وإعادة التجهيز" للقوات الروسية.

ووفق قادة البنتاغون، فإن روسيا لم تحقق أي مكاسب كبيرة منذ سقوط مدينة ليسيتشانسك في بداية يوليو (تموز)، شرق أوكرانيا، وأضافوا بأن المساعدات العسكرية الأمريكية، وخصوصاً منظومات صواريخ "هيمارس"، وغيرها من المنظومات الغربية، مكّنت أوكرانيا من قلب مسار الحرب في إقليم دونباس، وبدء هجومها المضاد لاستعادة مدينة خيرسون، الجارية الآن.

وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الدفاع في مقدونيا الشمالية، أمس ، عن تسليمها دبابات من طراز "تي-72" كانت مدرجة ضمن خطة التفكيك إلى أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع إن مقدونيا الشمالية، العضو الأحدث بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، تعتزم تحديث قواتها المسلحة، بحيث تتماشى معداتها ومعايير الحلف.

وسيتم تسليم عدد غير محدد من الدبابات القتالية لأوكرانيا.

وقالت الوزارة في بيان إن مقدونيا الشمالية كانت ستتخلص منها إذ لم تفعل ذلك، لكن أوكرانيا في حاجة إليها.

تبادل اتهامات

وتقاذفت موسكو وكييف، أمس، مسؤوليّة قصف سجن يُحتجز فيه أسرى حرب أوكرانيّون في منطقة تُسيطر عليها روسيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسيّة إنّ الضربات التي طالت السجن وأسفرت عن مقتل 40 سجينًا و8 موظّفين،أوكرانيّين، نُفّذت بصواريخ بعيدة المدى تلقّتها كييف من الولايات المتحدة، في "استفزاز شائن" يهدف إلى ثني الجنود عن الاستسلام.

وأضافت أنّ بين القتلى جنودًا أوكرانيّين استسلموا بعد التصدّي لهجوم موسكو على منشأة آزوفستال لصناعة الصلب في ماريوبول.

ومن جهته، نفى الجيش الأوكراني أن يكون شنّ الهجوم، قائلاً إنّه "لم ينفّذ ضربات صاروخيّة ومدفعيّة في منطقة أولينيفكا" حيث يقع السّجن.

واتّهم في المقابل القوّات الروسيّة بـ"تنفيذ ضربات صاروخيّة محدّدة الهدف" على منشأة الاعتقال التي قال إنّها تُستخدم "لاتّهام أوكرانيا بارتكاب جرائم حرب وكذلك لإخفاء تعذيب سجناء وإعدامهم".

وبدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن "مقتل عشرات السجناء في سجن تسيطر عليه روسيا يُظهر ضرورة وجود اعتراف قانوني واضح بأن روسيا دولة راعية للإرهاب، واصفاً مقتل أكثر من 50 جندياً في السجن بجريمة حرب روسية متعمدة".

ودعت أوكرانيا إلى السماح للأمم المتحدة والصليب الأحمر بالتحقيق في مقتل عشرات الأسرى في الهجوم، كما طالبت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية الأمم المتحدة والصليب الأحمر بالتحقيق في الوفيات، زاعمة أن "روسيا استهدفت السجن للتستر على معاملتها لأسرى الحرب".

وقال الصليب الأحمر في بيان إنه "يسعى للوصول إلى السجن للمساعدة في إخلاء ومعالجة الجرحى"، موضحاً "أولويتنا الآن هي التأكد من أن الجرحى يتلقون العلاج المنقذ للحياة وأن يتم التعامل مع جثث الذين فقدوا حياتهم بطريقة كريمة".

وقال مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن الولايات المتحدة ليست لديها حتى الآن معلومات محددة بشأن ما حدث للسجن لكنه دعا للتعامل بحذر مع ما تدعيه روسيا بالنظر إلى ثبوت زيف مزاعمها السابقة.

حادثة منفصلة

وفي حادثة منفصلة، قالت أوكرانيا إن 5أشخاص على الأقل قتلوا وجرح 7 في ضربة صاروخية روسية على مدينة ميكولايف الجنوبية، وهي ميناء على النهر قبالة البحر الأسود، جراء قيام روسيا بإطلاق القذائف عبر خطوط الجبهة في شرقي وجنوبي أوكرانيا.

وقال الحاكم الإقليمي فيتالي كيم على منصة تلغرام إن صاروخاً ضرب موقعاً بالقرب من موقف للحافلات العامة.

ولم تعلق روسيا، التي تنفي استهداف المدنيين، على الحادث، في حين قالت وكالة أنباء "رويترز" التي أوردت النبأ إنها لم تتمكن من التحقق من التقارير التي تردها من ساحة المعارك.

ومنذ بداية الصراع في أوكرانيا يستمر الحديث عن خسائر كبيرة في صفوف الجيشين الروسي والأوكراني دون تأكيد مطلق للأعداد الحقيقية.

وتتهم حكومة كييف، روسيا بارتكاب فظائع وأعمال وحشية ضد المدنيين خلال الحرب، وقالت إنها "حددت أكثر من ألف جريمة حرب محتملة"، ولكن روسيا، التي نفت ضلوعها في أي جرائم حرب، اتهمت بدورها كييف بفبركة تلك الجرائم لتشويه سمعة قواتها وقالت إنها تحقق في جرائم حرب ارتكبتها أوكرانيا.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/30 الساعة 16:18