بدلا من جلده على ظهره بأيدينا
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/28 الساعة 01:23
علينا أن نتحدث بصراحة، فالأردن بكل مشاكله وأزماته الاقتصادية والاجتماعية، يقدم نموذجا اخلاقيا في عناوين مختلفة، خصوصا، في التعامل مع عشرات الجنسيات التي وفدت الى الأردن.
لا أحد هنا يصف الأردن بالكمال، وانه لا توجد اخطاء، لكننا نتحدث عن عمومية المشهد، إنصافا للأردن، بدلا من جلده على ظهره، بأيدينا، بحسن نية، او سوء نية في حالات كثيرة.
تقرأ تقريرا منشورا على احدى الوكالات العالمية، حول العنصرية الشديدة التي يتم التعامل فيها مع الاشقاء السوريين في تركيا، خصوصا، مع تراجع الوضع الاقتصادي، وحالات الاعتداء والضرب والتنكيل التي تجري لأسباب غير مفهومة، وهي ذات الحالة التي يواجهها السوريون في لبنان، الذين يتم حرق مقرات اقامتهم، خصوصا، اذا كانت على شكل خيم او بيوت صفيح، فوق موجات الكراهية والتحريض التي نراها ضد السوريين بوسائل مختلفة، من جانب الناس.
هذا الكلام لا يأتي لتشويه سمعة الاتراك او اللبنانيين، مثلا، لكنه واقع حال يشتد كلما تراجعت الظروف الاقتصادية والاجتماعية في البلدين، فيتم توجيه اللوم الى السوريين دون خلق الله.
موجات الكراهية في تركيا، والتحريض من جانب المعارضة التركية، تشتد مع قرب الانتخابات التركية، وهي تشمل الافغان والايرانيين، وجنسيات ثانية، وقد تم الاعتداء بعنف على صحفي اسباني، ظنا من المعتدين انه سوري، ولا تتوقف موجات التحريض بل تشتد اكثر كل يوم.
الأردن الذي يعاني من ازمات طوال عمره، مختلف حقا، فلماذا لا ننصفه، احتراما له، حتى لو كنا ننتقد سياسات حكوماته ليل نهار، وبرغم وجود تذمر في الأردن من الوضع الاقتصادي، وتعليقات مختلفة قد تمس وجود جنسيات مختلفة بما فيها السوريون، الا ان البنية الاجتماعية بطبيعتها لا تقبل ابدا الاعتداء على احد، ولم اسمع في حياتي عن أردني اقتحم بيت اي جنسية ثانية، او حرق البيت، او طالب بقتل ابناء جنسية ما، او طردهم، لأن البنية الاجتماعية لدينا خاضعة لمعايير اخلاقية تجرم الذي يعتدي، ولا تقف معه لمجرد انه ابن البلد، ضد اي طرف آخر، وهذا امر يتم تجريمه ايضا بالقانون، بل انك اذا اعتديت على اي شقيق عربي لسبب ما، وذهبت الى مركز الامن، قد يشتد غضب الضابط ضدك، لانه سيعتبرك استرجلت على من تقطعت بهم السبل، وجارت عليهم الايام، قبل ان يستمع الى رواية الطرفين او الخصمين.
حتى اولئك الذين يطالبون بعودة السوريين من الأردن، الى سورية، لتخفيف الأعباء عن الأردن، يطالبون بكل أدب، وبدون ظلم، او تجن، او بث للاحقاد او الكراهية، ومن الطبيعي ان يكون الشقيق السوري، حساسا، لأي كلمة او تصرف، لوجوده في مكان غير مكانه الاول، لكن بالتأكيد يعيش السوريون في الأردن، بأمان، ولا يجرؤ احد منا، بسبب تربيته الاجتماعية والدينية قبل الخوف من القانون، ان يتجاوز حدوده على اي بيت، او احد، بما في ذلك العمالة الوافدة.
في الأردن جنسيات لاجئة وفقا لتعريفات القانون من اربعين دولة، والسياق الاجتماعي اليومي، له معاييره التي تختلف عن كلام المجالس والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا احد يعتدي على احد، ولا موجات كراهية كما في دول ثانية، وبلا شك فإن التربية العائلية والعشائرية والدينية تلعب دورا في كون الشخصية الأردنية، تتجنب الجور الاجتماعي، او الاعتداء على من هو اضعف، او في وضع صعب، بسبب المحن التي مرت على بلد هذا او ذاك.
علينا ان نفرق كثيرا بين النقد الذي نسمعه احيانا بسبب الظرف الاقتصادي والاجتماعي وفتح البلد لكل هذه الجنسيات، بحيث زادت الاعباء، وبين امر ثان، اي بث الاحقاد والكراهية والتحريض، وهذا امر غير قائم، برغم الضنك الذي يعيشه الناس في الأردن.
يحتمل الأردني كل شيء، لكنه لا يحتمل الجحود، او قلة الوفاء، من جانب اي شخص، لأن عدم الاقرار بالمزايا العظيمة، امر سلبي، علينا جميعا تجنبه، والاعتراف بكل فضيلة لهذه البلاد.
هذه بلاد نحبها، وتحبنا، وكل ما نريده لها، الخير والسلامة والازدهار.
لا أحد هنا يصف الأردن بالكمال، وانه لا توجد اخطاء، لكننا نتحدث عن عمومية المشهد، إنصافا للأردن، بدلا من جلده على ظهره، بأيدينا، بحسن نية، او سوء نية في حالات كثيرة.
تقرأ تقريرا منشورا على احدى الوكالات العالمية، حول العنصرية الشديدة التي يتم التعامل فيها مع الاشقاء السوريين في تركيا، خصوصا، مع تراجع الوضع الاقتصادي، وحالات الاعتداء والضرب والتنكيل التي تجري لأسباب غير مفهومة، وهي ذات الحالة التي يواجهها السوريون في لبنان، الذين يتم حرق مقرات اقامتهم، خصوصا، اذا كانت على شكل خيم او بيوت صفيح، فوق موجات الكراهية والتحريض التي نراها ضد السوريين بوسائل مختلفة، من جانب الناس.
هذا الكلام لا يأتي لتشويه سمعة الاتراك او اللبنانيين، مثلا، لكنه واقع حال يشتد كلما تراجعت الظروف الاقتصادية والاجتماعية في البلدين، فيتم توجيه اللوم الى السوريين دون خلق الله.
موجات الكراهية في تركيا، والتحريض من جانب المعارضة التركية، تشتد مع قرب الانتخابات التركية، وهي تشمل الافغان والايرانيين، وجنسيات ثانية، وقد تم الاعتداء بعنف على صحفي اسباني، ظنا من المعتدين انه سوري، ولا تتوقف موجات التحريض بل تشتد اكثر كل يوم.
الأردن الذي يعاني من ازمات طوال عمره، مختلف حقا، فلماذا لا ننصفه، احتراما له، حتى لو كنا ننتقد سياسات حكوماته ليل نهار، وبرغم وجود تذمر في الأردن من الوضع الاقتصادي، وتعليقات مختلفة قد تمس وجود جنسيات مختلفة بما فيها السوريون، الا ان البنية الاجتماعية بطبيعتها لا تقبل ابدا الاعتداء على احد، ولم اسمع في حياتي عن أردني اقتحم بيت اي جنسية ثانية، او حرق البيت، او طالب بقتل ابناء جنسية ما، او طردهم، لأن البنية الاجتماعية لدينا خاضعة لمعايير اخلاقية تجرم الذي يعتدي، ولا تقف معه لمجرد انه ابن البلد، ضد اي طرف آخر، وهذا امر يتم تجريمه ايضا بالقانون، بل انك اذا اعتديت على اي شقيق عربي لسبب ما، وذهبت الى مركز الامن، قد يشتد غضب الضابط ضدك، لانه سيعتبرك استرجلت على من تقطعت بهم السبل، وجارت عليهم الايام، قبل ان يستمع الى رواية الطرفين او الخصمين.
حتى اولئك الذين يطالبون بعودة السوريين من الأردن، الى سورية، لتخفيف الأعباء عن الأردن، يطالبون بكل أدب، وبدون ظلم، او تجن، او بث للاحقاد او الكراهية، ومن الطبيعي ان يكون الشقيق السوري، حساسا، لأي كلمة او تصرف، لوجوده في مكان غير مكانه الاول، لكن بالتأكيد يعيش السوريون في الأردن، بأمان، ولا يجرؤ احد منا، بسبب تربيته الاجتماعية والدينية قبل الخوف من القانون، ان يتجاوز حدوده على اي بيت، او احد، بما في ذلك العمالة الوافدة.
في الأردن جنسيات لاجئة وفقا لتعريفات القانون من اربعين دولة، والسياق الاجتماعي اليومي، له معاييره التي تختلف عن كلام المجالس والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا احد يعتدي على احد، ولا موجات كراهية كما في دول ثانية، وبلا شك فإن التربية العائلية والعشائرية والدينية تلعب دورا في كون الشخصية الأردنية، تتجنب الجور الاجتماعي، او الاعتداء على من هو اضعف، او في وضع صعب، بسبب المحن التي مرت على بلد هذا او ذاك.
علينا ان نفرق كثيرا بين النقد الذي نسمعه احيانا بسبب الظرف الاقتصادي والاجتماعي وفتح البلد لكل هذه الجنسيات، بحيث زادت الاعباء، وبين امر ثان، اي بث الاحقاد والكراهية والتحريض، وهذا امر غير قائم، برغم الضنك الذي يعيشه الناس في الأردن.
يحتمل الأردني كل شيء، لكنه لا يحتمل الجحود، او قلة الوفاء، من جانب اي شخص، لأن عدم الاقرار بالمزايا العظيمة، امر سلبي، علينا جميعا تجنبه، والاعتراف بكل فضيلة لهذه البلاد.
هذه بلاد نحبها، وتحبنا، وكل ما نريده لها، الخير والسلامة والازدهار.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/28 الساعة 01:23