أراجيل

مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/28 الساعة 02:08

 طارق مصاروة

لم نفهم علاقة السياحة بمحلات تقديم «الارجيلة» في عمان، فلا يوجد سائح الماني يقصد بلدنا ليدخن أرجيلة، او سائح اردني ينزل الى البحر الميت ليدخن أرجيلة، وما نقرأه في صحفنا وعلى الانترنت من احتجاجات على أمانة عمان لعدم ترخيصها لمثل هذه المحال ليس اكثر من نشاط اصحاب هذه الغرز التي تفتك بأولادنا وبناتنا، وتلّبسهم مصالح السياحة في مهنة لا علاقة لها بالسياحة.

مرة طلب مني ولدي وكان عمره أقل من ثمانية عشر عاماً ان أوصله الى الشميساني، وعندما توقفت بين المتاجر ومركز هيا، سألته: أين تلتقي بأصدقائك؟ فأشار الى مكان يوجد فيه ما يشير الى مقهى او مطعم، ثم اكتشفت ان المكان المعني باب كراج تحت الأرض، وببعض الضغط اعترف انه يجلس مع الشباب «ويدخنون اراجيل».. وطار عقلي: في كراج سيارات يجلس عشرات الشباب دون متنفس ويبتلعون دخان المعسّل، وقررت ان أصادر حرية ولدي، ورفضت دخوله هكذا زريبة، ثم اكتشفت بعد عشرة امتار ان المتاجر التي اقتطفتها أمانة عمان من حدائق مركز الأميرة هيا أصبحت هذه الأخرى محششة لمدخني الأرجيلة، وأن هناك حمّى في عمان اسمها محلات الأرجيلة، وغرام الشباب والشابات بهذا السم.

مهم، ان تمنع الأمانة الترخيص لمقاهي الأرجيلة، ومهم أن تمنع النوادي الليلية في الأماكن السكنية، ومهم ان تراقب الأمانة كل المقاهي بما فيها المقاهي التقليدية وسط عمان القديمة، فالأمانة ليست حراسة وكناسة، وإنما هي ادارة مدنية يُقال إن عدد سكانها صار أربعة ملايين نسمة.

على المسؤول ان يُفرّق بين السياحة والأرجيلة، بين المصلحة الوطنية ومصلحة رأس المال الوقح، فجماعة الأرجيلة يتحدثون عن الأرجيلة والسياحة، عن الأرجيلة والاستثمار، عن الارجيلة وتحرير فلسطين، فلا حدود لطغيان المصالح الصغيرة.

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/28 الساعة 02:08