قطع الملكُ قولَ كل خطيب

رمضان الرواشدة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/25 الساعة 07:48

لم تهدأ ماكينة التشكيك، بما طرحه جلالة الملك عبدالله الثاني، قبل ثلاثة أسابيع، في مقابلة تلفزيونية مع محطة CNBC، حول فكرة إنشاء مشروع دفاع عربي، على غرار حلف شمال الأطلسي «الناتو»، حيث انطلقت أصوات كثيرة، أردنية وعربية، تدين الفكرة باعتبار أن «إسرائيل» جزء من الحلف، وأنه موجه لحشد عسكري لضرب إيران، قبل أن يتحروا الدقة، وفقط لمجرد تسجيل بعض الشعبويات، على حساب المصداقية والحقائق والمصلحة الأردنية.

كان واضحاً، وجلياً، أن الملك يستشعر أن العرب محاطون بمخاطر كبيرة، وقوى إقليمية تمارس احتلالها لدول وأراض عربية، وتتدخل وتعبث بالأمن القومي العربي دون أي رادع، ولديها مشروعها التوسعي الخطير على حساب الأمة.

قبل أيام، وخلال لقاء الملك، بالأهل والربع والعزوة، من عشائر البادية الشمالية تحدث الملك عن ضرورة التصدي للمشككين وعمليات التشكيك التي تمارسها جهات إقليمية وتتلقفها أدواتها الإعلامية والسياسية والحزبية الأردنية. فور عودة الملك من البادية الشمالية، قرر الخروج من خلال صحيفة $ الغراء، ليتحدث عن كل التفاصيل المحلية والعربية والدولية، وكانت أسئلة رئيس تحرير $ الزميل الدكتور خالد الشقران في المقابلة، التي نشرت، أمس، مباشرة وهي صدى لما يتم طرحه، وتداوله أردنياً وعربياً.

الملك أوضح فكرته عن مشروع الدفاع والعمل العربي المشترك، الذي هو أساس في صلب عمل جامعة الدول العربية، باعتباره خدمة لقضايانا ومصلحتنا وبالمحصلة جاء التأكيد الملكي بقوله «تاريخياً، الأردن كان في صدارة المشاركين في مواجهة تهديدات إرهابية وأمنية استهدفت دولاً عربية وشعوبها».

إن مصادر التهديد التي تواجهها الدول العربية مشتركة، وتتطلب تعاوناً عربياً مشتركاً، والملك تحدث عن «الحاجة إلى منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي، وهذا يتطلب تشاوراً وتنسيقاً وعملاً طويلاً مع الأشقاء، بحيث تكون المنطلقات والأهداف واضحة».

المقابلة شملت قضايا محلية وعربية ودولية كثيرة من بينها الإصلاح السياسي والحزبي، ورؤية التحديث الاقتصادي ورؤية الملك لمستقبل الأردن، في المرحلة القادمة، وهو ما يحتاج إلى وقفة أخرى، مطوّلة.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/25 الساعة 07:48