يسمونها مالديف إفريقيا وثمن تأشيرتها 50 دولاراً فقط
مدار الساعة -زنجبار، تلك الجزيرة الساحرة التي تقع شرق إفريقيا، في المحيط الهادي، تستطيع أن تتجول فيها كاملة في عدة ساعات، لكنّك لن تنساها طوال عمرك!
الموضوع ليس له علاقة ببلد تزوره لعدة أيام فقط، بل لأنك ستزور جزيرة كل شاطئ فيها ستظن أنه الأجمل، ولأن طيبة سكانها وبساطتهم ستجعلك تشعر بأنك لست في مكانٍ غريب عنك، شعبٌ مُحب للغة العربية ولأي عربي مهما كانت جنسيته، شعب بسيط جداً في أكله وكلامه وسكنه وكل ما يتعلق به.
السفر إلى زنجبار
الآن ستسأل: كيف أزور تلك الجزيرة الجميلة؟
لا شيء سوى أن تبدأ في تجهيز حقيبة سفرك الآن؛ لأنه لا تأشيرة مُسبقة ولا حاجة للترتيبات الطويلة، فقط تحجز تذكرتك، وتتسلم تأشيرتك في مطار زنجبار مقابل ٥٠ دولاراً للشخص الواحد، هذه التأشيرة تسمح لك بالإقامة ٩٠ يوماً قابلة للتمديد، وهذا ما يجعل التخطيط للسياحة في زنجبار أمراً سهلاً للغاية.
الآن وصلت زنجبار، سآخذك في جولة ولنفترض أنها 10 أيام، اليوم الأول نستريح من السفر، ونذهب للغداء في منطقة فوروداني، فوروداني هي مكان جميل مُطل على البحر، به عدة مطاعم تُقدم مشروبات وأطعمة زنجبارية وغير زنجبارية، والأهم هو وجود بائعين خارج تلك المطاعم يعرضون الكثير والكثير من الطعام الشعبي الزنجباري، ولا تترد في استكشاف طعامهم رغم اختلافه خاصةً الشوربة الزنجبارية التقليدية، لذيذة جداً! بعدما تنتهي من أخذِ وجبتك، هناك شيء مهم ينتظرك وهو أن تشرب جوز الهند الطازج، لم يمر على أخذه من شجرته سوى عدة ساعات، أعدُك بذلك.
السفر إلى زنجبار
في اليوم التالي سنذهب لجزيرة السجن "تشانغو"، سنأخذ قارباً صغيراً من أحد الشواطئ القريبة من فوروداني، ونستمتع برحلة مائية مدتها حوالي ٣٠ دقيقة لنصل لتلك الجزيرة الساحرة التي كانت يوماً ما سجناً للمتمردين، ما إن تصل ستجد حولك قيوداً أثرية وزنازين وأبواب السجون القديمة، لكن إن كان ذلك غير ممتع بالنسبة لك، فبالتأكد السلاحف التي يزيد عمرها على ٢٠٠ عام ستدهشك أحجامها، لا تردد بالاحتفاظ بصورة معها.
الآن حان وقت الرجوع للفندق للغداء والراحة والاستعداد للذهاب في اليوم الثالث إلى بعض الأماكن السياحية في زنجبار، مثل استكشاف مدينة زنجبار الحجرية التي تسمى stone Town وهي مدينة قديمة تُنسب للقرن التاسع عشر، تمتّع بالمشي والتصوير وشراء هدايا تذكارية والتعرف على أهل زنجبار الطيبين، إذا شعرت بالجوع فالمطاعم المتنوعة حولك.
السفر إلى زنجبار
يمكنك أيضاً زيارة حديقة التوابل "كيديتشي"، والتي يفصلها عن المدينة الحجرية ٢٠ دقيقة تقريباً بالسيارة، في هذه الحديقة أشجار لتوابل كثيرة لا يستغني عنها الزنجباريون في طعامهم اليومي، ستندهش برؤية شجر القرنفل والقرفة وشجر الكاكاو، ومن المؤكد أن يُعطيك أحد العاملين في الحديقة أوراق أعشاب الليمون "Lemongrass" لتشمّها، وأيضاً يمكن تذوّق بعض الفواكه الاستوائية التي تشتهر بها زنجبار مثل فاكهة الرامبوتان التي يُسميها الزنجباريون "تشوكي شوكي"، وفاكهة الجاك فروت اللذيذة جداً، وأيضاً في نهاية جولتك يمكنك شراء مجموعة من التوابل الطازجة جداً.
الآن وقت المتعة الشاطئية التي تستغرق من ٣ أيام لأسبوع حسب تفضيلك الشخصي، أنت الآن في زنجبار، أي شارعٍ سيقودك في النهاية لشاطئ لا محالة، لكن دعني أرشح لك شاطئين ربما تنسى فيهما كل مشاكلك وهمومك، الرمال الناعمة والمياه الفيروزية الصافية التي ترى فيها بوضوح شديد، والرياح البسيطة والهدوء الجميل والناس الطيبين، كل ذلك ستجده في شاطئ باچي وشاطي ننجوي، يعتبر هذان الشاطئان مقصد السياح لسنين طويلة للاسترخاء وممارسة بعض الرياضات المائية مثل الغوص والتزحلق على الماء، لكنّي أفضل السباحة والاستمتاع بمنظر الغروب الساحر على الشاطئ، وفي ننجواي هناك مكان ممتع للغاية يمكنك فيه السباحة مع السلاحف في ماء البحر المالح، يُسمى ذلك المكان Baraka Natural Aquarium – Nungwi، دع خوفك وتحمس للتجربة التي لن تنساها.
هناك بعض الأماكن التي يمكنك المرور بها إذا تبقى لديك أيام في رحلتك، مركز زنجبار للفراشات والذي يحوى مجموعة من الفراشات النادرة في العالم، وأيضاً شيتاز روك وهي حديقة تستطيع أن تجلس فيها مع الحيوانات بلا أسوار ولا أسلاك ولا قيود، مثل حيوانات الشيتا والأسود والقرود، يمكنك استغلال طريق رجوعك من شاطئ باچي وتمر بغابة جوزاني، وهي غابة إستوائية تحتوي على أشجار كثيفة جداً وحيوانات مختلفة، لكن احذر من القرود خاصةً لو كنت تمسك بموزة فستجد القرود قطعاً طريقها إليك.