الولايات المتحدة إذ تُواصِل.. استفزاز الصين!!
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/21 الساعة 01:25
يكاد لا يمرّ يوم إلا وتشهد العلاقات الأميركية/الصينية توتراً، يجمع المراقبون على أنّه قد يتدحرج إلى مواجهة ساخنة ليس بالضرورة أن تكون عسكرية -وهو احتمال قائم بالمناسبة- وبخاصة في شأن جزيرة تايوان, التي لا تكف واشنطن بأذرعتها المختلفة وبخاصة أركان إدارة بايدن، ناهيك عن صقور الكونغرس وخصوصاً ما يقوم به البنتاغون من خطوات «ميدانية»، لا تستطيع بيجين الصمت حيالها، ما بالك خارجيّتها التي لا تكف عن التلويح بإجراءات حاسمة سيتم اتّخاذها إذا لم تبادر إدارة بايدن إلى التخلي عن «ألاعيبها» واستفزازاتها «الخبيثة", وهو وصف تمّ إطلاقه على الزيارة التي تزمع رئيسة مجلس النواب الأميركي/نانسي بيلوسي لتايوان الشهر المقبل.. زد على ذلك ما أعلنه ناطق المنطقة الشرقية للقيادة العسكرية للجيش الصيني يوم أمس, ووَصفه الولايات المتّحدة بأنّها «مُدمِّر للسلام والاستقرار في مضيق تايوان».. في تعقيبه على مرور المدمرة الأميركية أول أمس/الثلاثاء عبر مضيق تايوان (للمرة الثانية خلال أسبوع), كاشفاً النقاب عن أنّ العسكريين الصينيين رافقوا المدمرة الأميركية على طول مسارها عبر مضيق تايوان.
سلسلة التحرّشات الأميركية بالصين والتي اتّخذت من تايوان مُنطلقاً لاستفزاز بيجين، تبدو مُبرمَجة ومَحسوبة أميركياً بعدما أعلنت واشنطن ودوائرها العسكرية خصوصاً قلقها إزاء الصين التي باتت في طريقها لأن تصبح قوة بحرية كونية, وهو ما تجلّى مؤخراً في «إنزال» حاملة الطائرات رقم «3» التي تحوزها البحرية الصينية, فضلاً عن أنّها حاملة الطائرات الأولى/والوحيدة التي تمّ بناؤها بأيدي/وتكنولوجيا صينية، ما أشعل الضوء الأحمر في أكثر من عاصمة حليفة للولايات المتّحدة في المحيط الهادئ مثل أستراليا واليابان ودول أخرى تُحرضها واشنطن للمطالبة بـ"حقوقها» في بحر الصين الجنوبي مثل فيتنام وأندونيسيا والفلبين, كما تواظب واشنطن على التنسيق معها والبحث عن هياكل سياسية وعسكرية لمحاصرة الصين, على النحو الذي تجلّى في «رباعية كواد» التي تضمّ إلى جانبها أستراليا واليابان والهند، وبات الحديث عن تحالف إندو باسيفيك، زِد على ذلك خصوصاً التحالف الثلاثي «ايكوس» الأكثر خطورة والذي يضمّ إلى جانب واشنطن أستراليا وبريطانيا.
سلسلة التصريحات «العنيفة» التي يتبادلها الطرفان الصيني/والأميركي منذ فترة، تشي بأنّ الأمور سائرة نحو التأزم وربما الخروج على نطاق السيطرة, ليس فقط بعد فشل واشنطن في استمالة الصين إلى جانبها للتخلّي عن موسكو والانخراط في فرض العقوبات عليها, حداً وصل بأركان إدارة بايدن إطلاق المزيد من «التحذيرات» لبيجين من مغبة تزويد روسيا بالسلاح, أو شراء النفط أو الغاز الروسيّين، بل وأيضاً في عقد المزيد من صفقات السلاح مع تايوان والاشتراك مع جيشها في مناورات عسكرية بالذخيرة الحية, وتسيير المزيد من المدمرات والبارجات الأميركية في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي أيضاً.
هنا يمكن استحضار التصريح/اقرأ التهديد الذي أطلقه ناطق الخارجية الصيني في أيار الماضي, بعد إعلان الرئيس الأميركي بأنّ بلاده» تُبقي على الغموض الاستراتيجي حيال تايوان»، إذ حذّر وانغ وين بين بأنّ الولايات المتّحدة «ستدفع ثمناً لا يُطاق إذا واصلت السير في الطريق الخطأ بشأن قضية تايوان»، مضيفاً إنّه «لا توجد قوة في العالم، بما في ذلك داخل الولايات المتّحدة نفسها يمكنها تجنيب الداعين لاستقلال تايوان..الهزيمة».. ناصحاً الولايات المتّحدة بالاستماع إلى"أغنية صينية» قديمة ومشهورة تقول: «عندما يأتي صديق، يتم الترحيب بنبيذ جيد، وعندما يأتي ابن آوى، يُرحّب به ببندقية الصيد»..
والحال هذه فإنّ ما تقوم به إدارة بايدن من استفزازات وتحرّشات مقصودة ومتصاعدة, بات يثير الكثير من المخاوف لدى أطرف دولية بل داخل الولايات المتّحدة نفسها, ساسة وأعضاء كونغرس ورهط كبير من الدبلوماسيين والمُحللين يقف في مقدمتهم وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر, الذي دعا أكثر من مرة السلطات الأميركية إلى «تجنّب المواجهة مع الصين بشأن تايوان»، كان ذلك في مداخلة له/عبر الفيديو في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس جاء فيها «يجب تجنّب المواجهة المباشرة حول تايوان..مُضيفاً إنّه «لا يمكن أن تكون تايوان في قلب المفاوضات بين الولايات المتّحدة والصين، بل يجب أن تكون مبادئ العلاقات في صميمها»، مُشيراً إلى أنّ «قضية تايوان لن تختفي»، ومُحذراً من «بناء العلاقات بين واشنطن وبيجين على أساسها فقط».
في السطر الأخير.. تذبذب مواقف إدارة بادين بشأن «حقيقة» موقفها من مسألة تايوان؟ يزيد من مخاطر المواجهة العسكرية, خاصة بعد أن كان بايدن رد على سؤال حول استعداد الولايات المتّحدة للمشاركة «عسكرياً» لحماية تايوان في حالة الغزو؟ أجاب بـ"الإيجاب».
فـ"مَن يقوم بعسكرة العلاقات الدولية؟» ومَن ينقض التزاماته واعترافه بـ"مبدأ صين واحدة"؟ وخصوصاً مَن قام بتحديث «تعريف تايوان» وشطب منها عبارة أن واشنطن «لا تدعم استقلال تايون"؟.
kharroub@jpf.com.jo
سلسلة التحرّشات الأميركية بالصين والتي اتّخذت من تايوان مُنطلقاً لاستفزاز بيجين، تبدو مُبرمَجة ومَحسوبة أميركياً بعدما أعلنت واشنطن ودوائرها العسكرية خصوصاً قلقها إزاء الصين التي باتت في طريقها لأن تصبح قوة بحرية كونية, وهو ما تجلّى مؤخراً في «إنزال» حاملة الطائرات رقم «3» التي تحوزها البحرية الصينية, فضلاً عن أنّها حاملة الطائرات الأولى/والوحيدة التي تمّ بناؤها بأيدي/وتكنولوجيا صينية، ما أشعل الضوء الأحمر في أكثر من عاصمة حليفة للولايات المتّحدة في المحيط الهادئ مثل أستراليا واليابان ودول أخرى تُحرضها واشنطن للمطالبة بـ"حقوقها» في بحر الصين الجنوبي مثل فيتنام وأندونيسيا والفلبين, كما تواظب واشنطن على التنسيق معها والبحث عن هياكل سياسية وعسكرية لمحاصرة الصين, على النحو الذي تجلّى في «رباعية كواد» التي تضمّ إلى جانبها أستراليا واليابان والهند، وبات الحديث عن تحالف إندو باسيفيك، زِد على ذلك خصوصاً التحالف الثلاثي «ايكوس» الأكثر خطورة والذي يضمّ إلى جانب واشنطن أستراليا وبريطانيا.
سلسلة التصريحات «العنيفة» التي يتبادلها الطرفان الصيني/والأميركي منذ فترة، تشي بأنّ الأمور سائرة نحو التأزم وربما الخروج على نطاق السيطرة, ليس فقط بعد فشل واشنطن في استمالة الصين إلى جانبها للتخلّي عن موسكو والانخراط في فرض العقوبات عليها, حداً وصل بأركان إدارة بايدن إطلاق المزيد من «التحذيرات» لبيجين من مغبة تزويد روسيا بالسلاح, أو شراء النفط أو الغاز الروسيّين، بل وأيضاً في عقد المزيد من صفقات السلاح مع تايوان والاشتراك مع جيشها في مناورات عسكرية بالذخيرة الحية, وتسيير المزيد من المدمرات والبارجات الأميركية في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي أيضاً.
هنا يمكن استحضار التصريح/اقرأ التهديد الذي أطلقه ناطق الخارجية الصيني في أيار الماضي, بعد إعلان الرئيس الأميركي بأنّ بلاده» تُبقي على الغموض الاستراتيجي حيال تايوان»، إذ حذّر وانغ وين بين بأنّ الولايات المتّحدة «ستدفع ثمناً لا يُطاق إذا واصلت السير في الطريق الخطأ بشأن قضية تايوان»، مضيفاً إنّه «لا توجد قوة في العالم، بما في ذلك داخل الولايات المتّحدة نفسها يمكنها تجنيب الداعين لاستقلال تايوان..الهزيمة».. ناصحاً الولايات المتّحدة بالاستماع إلى"أغنية صينية» قديمة ومشهورة تقول: «عندما يأتي صديق، يتم الترحيب بنبيذ جيد، وعندما يأتي ابن آوى، يُرحّب به ببندقية الصيد»..
والحال هذه فإنّ ما تقوم به إدارة بايدن من استفزازات وتحرّشات مقصودة ومتصاعدة, بات يثير الكثير من المخاوف لدى أطرف دولية بل داخل الولايات المتّحدة نفسها, ساسة وأعضاء كونغرس ورهط كبير من الدبلوماسيين والمُحللين يقف في مقدمتهم وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر, الذي دعا أكثر من مرة السلطات الأميركية إلى «تجنّب المواجهة مع الصين بشأن تايوان»، كان ذلك في مداخلة له/عبر الفيديو في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس جاء فيها «يجب تجنّب المواجهة المباشرة حول تايوان..مُضيفاً إنّه «لا يمكن أن تكون تايوان في قلب المفاوضات بين الولايات المتّحدة والصين، بل يجب أن تكون مبادئ العلاقات في صميمها»، مُشيراً إلى أنّ «قضية تايوان لن تختفي»، ومُحذراً من «بناء العلاقات بين واشنطن وبيجين على أساسها فقط».
في السطر الأخير.. تذبذب مواقف إدارة بادين بشأن «حقيقة» موقفها من مسألة تايوان؟ يزيد من مخاطر المواجهة العسكرية, خاصة بعد أن كان بايدن رد على سؤال حول استعداد الولايات المتّحدة للمشاركة «عسكرياً» لحماية تايوان في حالة الغزو؟ أجاب بـ"الإيجاب».
فـ"مَن يقوم بعسكرة العلاقات الدولية؟» ومَن ينقض التزاماته واعترافه بـ"مبدأ صين واحدة"؟ وخصوصاً مَن قام بتحديث «تعريف تايوان» وشطب منها عبارة أن واشنطن «لا تدعم استقلال تايون"؟.
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/21 الساعة 01:25