العرب بين نارين
نفهم أن دولة الكيان الإسرائيلي ترتعد من حصول إيران على القنبلة النووية، ورغم أن باكستان مثالاً تمتلك القوة النووية ولكن لا أحد يخشى منها شيئا، ولكن لماذا العرب يخشون من القوة النووية الإيرانية التي باتت تقترب الى نقطة النهاية في إعلان صاعق قد يأتي فجر يوم ما، ومع كل ذلك الخوف من جارة ابتلعت ثلاث دول دون أن يردعها أحد في العالم وعلى رأسهم أمريكا التي لا تلقي بالاً لأي دولة عربية سوى ما يخدم مصالحها، فإن العرب يصرّون على التنافر وحتى العلاقات بينهم يفهم قليل الفهم انها قد لاتكون احيانا سوى بروتوكولات مجاملة.
في بداية الأسبوع رحل الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الشرق الأوسط بخفي ُحنين، ولم يستطع أن يسجل لنفسه أي هدف قد يحاجج به أمام الطبقة السياسية في واشنطن وخصوصا الجمهوريين اللذين ينتظرون ساعة سقوطة في تشرين القادم، حتى أعضاءً من حزبه الديمقراطي لم يكونوا راضين عن نتائج زيارته التي كانت تصب في مصلحة إسرائيل، بينما استجمع قوته ليعلن عن أن أمريكا لا يمكنها ترك الشرق الأوسط ملعبا لروسيا والصين وإيران، فهل يمكن لإيران أن تصنف بقوة تلك الدولتين العملاقتين، أم أنه أراد تذكير العرب بأن العدو المشترك للعرب وواشنطن وإسرائ?ل هي الثلاث دول، وأغفل الدور الإسرائيلي في احتلاله لفلسطين التي باتت هي الأخرى دعاية إيرانية.
من هنا يجب على العرب أن يعمدوا لانتاج قوة نووية، ولأننا نحلم كثيرا فقد يكون الحلم حقيقية يوما ما، فكل المقومات موجودة في هذه الصحراء العربية الكبرى والأموال التي تهدر على الأسلحة الأمريكية لصالح شركات الأسلحة والطائرات الحربية من لوكهيد وغيرها، يجب أن توجه الى صناعات دفاعية محلية بما أن الثروات المهدورة لا تذهب الى رفاهية المواطنين، ولو نظرنا الى تاريخنا العربي لن نجد أي حرب دخلناها وفزنا فيها سوى معركة الكرامة الأردنية، فلماذا لا يضع العرب» دلال القهوة» ويركزوا على التنمية البشرية وتخفيف معدلات الفقر والب?الة والجهل الجديد لدى الأجيال الأخيرة.
ترى ما كان سيحصل لو طلب أحد من اللذين قابلوا بايدن بأن يسمح له بصنع قنبلة نووية ليحارب بها إيران، لا إسرائيل بالطبع؟ ماذا كان رد فعل السيد جوزيف؟ هل كان أحد يرغب بسماع أفكار غير التهديدات لتلك الدول التي تمتلك قوة مرعبة، أو على الأقل تقديم صيغة جماعية لمؤتمر دولي يهدف الى حل المسألة الشرق أوسطية، والتي باتت أكثر تعقيدا من النزاع الصيني الروسي الأمريكي، على الأقل تلك الدول مكتفية بما تملكه من قوى عنيفة واقتصادات صاعدة، فيما نحن لا نجرؤ حتى على التأشير الى دورالأخطبوط الإيراني في بلاد العرب، لنعيش في حالة نك?ان لأننا ضعفاء نخشى أن تهزمنا رياح الشرق.
من تابع تصريحات وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم يدرك كم الكارثة التي تلف العقلية العربية خلال عشر سنوات مضت أنفقوا فيها ترليونات الدولارات لإسقاط الأنظمة التي كانوا يتعانقون قبلها مع قادتها، ثم نرى اليوم كيف استدارت ظهورهم لبعضهم، حتى المجاملات ظهرت صفراء، بينما إيران وحليفها حسن نصر الله في لبنان يلعب في أعلى أوجه بمنطق سياسي وعسكري مرعب، حيث يرسل الطائرات المسيرة استفزازا وإرهابا للقوة النووية المختبئة لدى الكيان الإسرائيلي.
العرب سيبقون بين نارين وبين حجري الرحى ما داموا يعتمدون سياسة التابع والمتبوع، ما يذكرنا بزمن العرب الأولى حيث فارس والروم وتقاسمهم للغساسنة والمناذرة، وإن بقينا على هذه الحال ستتساقط دول أكثر من قبل، فشبح الجوع ونقص إمدادات الغذاء وارتفاع أسعارالمواد الضرورية الوقود وأزمة اللجوء وانهيار البنى الاجتماعية، فضلا عن حالة الرفض للجيل الجديد سيولد حتما مستقبلا قد تصعب السيطرة عليه.
Royal430@hotmail.com