هل القهوة بالزبدة مفيدة حقاً؟

مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/18 الساعة 15:56

مدار الساعة -وجدت الزبدة طريقها إلى أكواب القهوة بسبب بعض الفوائد الصحية المزعومة لهذا المشروب في حرق الدهون وتعزيز النشاط والانتباه، على الرغم من أن العديد من محبي البُن قد يجدون فكرة القهوة بالزبدة خليطاً غريباً وصادماً بالنسبة لهم.

لذلك قد تتساءل عما إذا كانت إضافة الزبدة إلى قهوتك الصباحية صحية فعلاً ولها فوائد للجسم والعقل أم أنها مجرد اتجاه آخر مدفوع من صيحات "النظام الغذائي الصحي" المليئة غالباً بالمزاعم الكاذبة.

في هذا التقرير نستعرض الأدلة حول الفوائد الصحية المحتملة ومخاطر إضافة الزبدة إلى قهوتك، حتى تتمكن من تحديد ما إذا كنت تريد تجربتها أم لا.

ما هي القهوة بالزبدة؟

تُسمى القهوة بالزبدة أحياناً باسم القهوة الـ"مضادة للرصاص" أو (Bulletproof Coffee)، وهي مشروب يجمع بين القهوة والزيت والزبدة.

لذلك فهي قهوة كريمية تُقدم دافئة وتُشبه مشروب اللاتيه المعتاد. وقد نُشرت الوصفة الأصلية للمشروب لأول مرة في مدونة Bulletproof health للصحة والنظام الغذائي.

يدعي الأشخاص الذين يروجون للقهوة المضادة للرصاص تلك أن لها مجموعة من الفوائد، بما في ذلك قدرتها على:

الحفاظ على مستويات الطاقة طوال النهار.

منع الجوع.

تحسين التركيز والانتباه العقلي.

نظرًا لأن القهوة بالزبدة هي منتج جديد نسبياً، لم يتم إجراء الكثير من الأبحاث العلمية حول ما إذا كانت مفيدة للصحة أو تضر بها.

كيف تصنع قهوة بالزبدة بالطريقة الصحيحة؟

هناك 4 خطوات لصنع القهوة بالزبدة على الطريقة المُعتمدة بحسب خبراء الطعام والصحة الغذائية. وتكون الخطوة الأولى هي استخدام حبوب البن المطحونة حديثاً.

يتم تحضير فنجان واحد من القهوة باستخدام المكونات التالية بحسب WebMd للصحة والمعلومات الطبية:

أضف 1 ملعقة كبيرة (ملعقة طعام) من زيت الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة (MCT) من المتاجر المتخصصة، والذي عادة ما يكون مشتقاً من زيت جوز الهند.

أضف 1 إلى 2 ملعقة كبيرة من الزبدة غير المملحة التي تتغذى على العشب أو بدائل غير حيوانية للزبدة الطبيعية.

يُضاف كوب من القهوة المُعدة بطريقة الضغط الفرنسية أو (French Press)، ثم يُمزج الخليط جيداً لمدة 20 إلى 30 ثانية.

يجب أن يبدو مزيج القهوة رغوياً وكريمياً، وعادة ما يُشرب دافئاً.

القيمة الغذائية لزبدة القهوة

يحتوي كوب قياسي يبلغ 237 مليمتراً من القهوة مع ملعقتين كبيرتين من زيت جوز الهند والزبدة غير المملحة على ما يلي، بحسب موقع Medical News Today:

السعرات الحرارية: 445 سعراً.

الكربوهيدرات: 0 غرام.

إجمالي الدهون: 50 غراماً.

البروتين: 0 غرام.

الألياف: 0 غرام.

الصوديوم: 9% من الكمية الموصى بها اليومية (RDI).

فيتامين أ: 20% من الكمية الموصى بها يومياً.

ويُشار أن ما يقرب من 85% من الدهون في القهوة بالزبدة هي دهون مُشبعة.

وعلى الرغم من أن بعض الدراسات قد ربطت بين الدهون المشبعة وزيادة عوامل الخطر لأمراض القلب، مثل ارتفاع الكوليسترول الضار في الجسم، تشير الأبحاث إلى أن الدهون المشبعة لا تؤدي مباشرة إلى أمراض القلب.

ومع ذلك، فإن كمية الدهون المشبعة في القهوة بالزبدة مرتفعة للغاية لوجبة واحدة فقط.

وتظهر الأبحاث، بحسب موقع BBC Good Food، أن استبدال بعض الدهون المشبعة في نظامك الغذائي بالدهون المتعددة غير المشبعة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

الأطعمة الغنية بالدهون المتعددة غير المشبعة هي المكسرات والبذور والأسماك الدهنية، مثل السلمون والماكريل والرنجة والتونة وغيرها.

وبصرف النظر عن محتواها العالي من الدهون، تحتوي قهوة الزبدة على عناصر غذائية مهمة أخرى، مثل فيتامين أ.

وفيتامين أ هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، وهو ضروري لصحة الجلد، ووظيفة المناعة، والرؤية الجيدة.

على الرغم من أن قهوة الزبدة تحتوي أيضاً على كميات صغيرة من الكالسيوم وفيتامين K وE والعديد من فيتامينات B، إلا أنها ليست مصدراً جيداً لهذه العناصر الغذائية.

الفوائد المُحتملة لشُرب القهوة بالزبدة

إن شرب القهوة باعتدال له مجموعة من الفوائد الصحية؛ إذ قد يقلل من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والعديد من أنواع السرطان.

كما قد يقلل شرب القهوة أيضاً من احتمالية الإصابة بأمراض مثل أمراض الكبد ومرض باركنسون ومرض السكري من النوع 2.

يمكن للقهوة في الصباح أن تحسن التركيز الذهني وتساعد الشخص على الشعور بمزيد من اليقظة. يستمر هذا التأثير عادةً لبضع ساعات كحد أقصى، بحسب Medical News Today.

وبالنسبة للقهوة مع الزبدة فقد وجدت مراجعة عام 2015 للأدلة العلمية أن الدهون المُضافة عليها قد تكون أكثر فائدة لفقدان الوزن من الدهون طويلة السلسلة، والتي تحتوي عليها معظم الدهون والزيوت الأخرى. ومع ذلك، خلص المؤلفون إلى أنه لا توجد أبحاث كافية لتحديد ما إذا كانت MCTs المُضافة للمشروب آمنة وفعالة كمكمل غذائي.

يدعي أنصار قهوة الزبدة أنها تثبط الجوع وتساعدك على إنقاص الوزن، من خلال مساعدتك على تناول كميات أقل.

فاعلية القهوة بالزبدة في تقليل الشعور بالجوع

تحتوي القهوة بالزبدة على كمية كبيرة من الدهون، ما يبطئ عملية الهضم، وقد يزيد من الشعور بالامتلاء.

ويعتبر زيت جوز الهند الموجود في قهوة الزبدة نوعاً من الدهون التي قد تعزز الشعور بالامتلاء أكثر من الدهون الثلاثية طويلة السلسلة (LCTs) الموجودة في الأطعمة الأخرى عالية الدهون، مثل الزيوت والمكسرات واللحوم.

على سبيل المثال، كشفت الدراسات، بحسب موقع Healthline للصحة، عن انخفاض الجوع وفقدان أكبر للوزن لدى الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية، مع إضافة القهوة بالزبدة لنظامهم، مقارنةً بإضافة LCTs.

وبالفعل تؤدي إضافة MCTs إلى نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، وتحسين الشعور بالامتلاء، وتعزيز فقدان الوزن على المدى القصير عند استخدامها.

ومع ذلك، لا يوجد دليل على أن مجرد إضافة القهوة بالزبدة إلى نظامك الغذائي دون إجراء تغييرات غذائية أخرى سيعزز فقدان الوزن.

تعزيز الشعور بالطاقة

يُعتقد أن القهوة بالزبدة توفر طاقة ثابتة وطويلة الأمد دون حدوث انهيار في نسبة السكر في الدم. وذلك نظراً إلى أن الدهون تبطئ عملية الهضم، فإن الكافيين الموجود في القهوة يتم امتصاصه بشكل أبطأ ويوفر طاقة تدوم طويلاً.

هذا يعني أنه يمكن استخدامها كمصدر طاقة فوري، أو تحويلها إلى كيتونات، وهي جزيئات ينتجها الكبد من الأحماض الدهنية التي يمكن أن تساعد في زيادة مستويات الطاقة على مدى فترة أطول.

تعزيز صفاء الذهن

يُعتقد أن القهوة بالزبدة تعزز الوضوح العقلي، وتحسِّن الوظيفة الإدراكية.

إذا كنت تتبع نظام الكيتو الغذائي، فإن الكبد يحول MCTs إلى كيتونات. هذه الكيتونات هي مصدر رئيسي للطاقة لخلايا الدماغ.

وعلى الرغم من أن استخدام دماغك للكيتونات قد ثبت أنه يفيد بعض الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر وباركنسون، لكن لا يوجد دليل يشير إلى أن MCTs كمصدر للكيتونات تعزز الوضوح العقلي.

بدلاً من ذلك، هناك أدلة تشير إلى أن الكافيين الموجود في القهوة هو المسؤول عن الزيادة المزعومة في التركيز الذهني واليقظة التي نشهدها بعد شرب قهوة الزبدة.

موقف محايد بحاجة لمزيد من الأبحاث

على الرغم من أن قهوة الزبدة كانت شائعة لسنوات بفضل الاهتمام المتجدد من قطاع نمط الحياة واللياقة البدنية في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أنها لا تزال غير سائدة أو معتمدة مثل الأنواع الأخرى المعروفة. كذلك لا تزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث العلمية المُعتمدة التي تقف على فوائدها الصحية المحددة.

ومع ذلك، قد تكون ذائقة محبي القهوة هي الفيصل في السنوات المقبلة أمام رواج هذا النوع من القهوة. ومن يدري، قد تكون القهوة بالزبدة هي مشروبك الصباحي المفضل قريباً إذا ما قمت بتجربتها!

مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/18 الساعة 15:56