الخائفون على إيران، الخائفون من إيران! (2-2)
عادت أميركا إلى الشرق الأوسط على وقع أزمات دولية كبرى، أبرزها حرب أوكرانيا التي تسببت في حاجة أوروبا إلى الطاقة، وأزمة الغذاء و تزايد نفوذ روسيا والصين وإيران، والحاجة إلى اعادة تنظيم صفوف حلفاء الولايات المتحدة، في فنائها التقليدي الأمامي.
قال بايدن خلال مشاركته في قمة جدة « لن نتخلى عن الشرق الأوسط ولن نترك فراغاً تملؤه الصين أو روسيا أو إيران».
اوشكت أميركا ان تستكمل انسحابها من الشرق الأوسط، بعد أن أحالته إلى ركام ودمار.
وكان غزو واحتلال العراق أكبر الجرائر والآثام والجرائم، التي قارفتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهو ما بسط نفوذ إيران وروسيا والصين فيه.
وواقع الحال هو أن أميركا هي من مكّنت إيران من عنق العراق: الدولة والجيش والشعب والمقدرات. وهو ما ساهم في تغلغلها باليمن وسوريا ولبنان وأفغانستان.
وحين يقول الملك عبدالله مجددا، أن لا أمن و لا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون الدولة الفلسطينية، فإن مفهوم المخالفة هو أن الإحتلال الإسرائيلي يزعزع الأمن والتنمية في الشرق الأوسط.
فالاحتلال والفقر والبطالة والجوع والمخدرات والعسف والفساد، أكبر الآفات التي تلتهم الأنظمة السياسية، فهذا المُركّب السباعي، أعدى أعداء الأمن والتنمية والاستقرار.
بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل سنة 1993، سمعت الملك الحسين يقول إن تحقيق السلام في المنطقة يحتاج من 15-20 سنة.
لقد مرت السنوات التي توقعها الملك الحسين الحكيم الحصيف، دون تحقيق السلام المأمول، لسبب معروف مكشوف، هو أن إسرائيل، تزدري دائما كل القرارات الدولية وتفلت دائما من العقاب.
لقد أسهمت زيارة الرئيس بايدن إلى إسرائيل، في تعزيز فائض قوة الدولة العبرية، وفي دعم رئيس وزرائها الانتقالي يائير لبيد ضد نتنياهو، الذي قال له الرئيس الأمريكي وهو يصافحه، أنت تعلم أنني أحبك ؟!!
إن الانتهازية السياسية التي تدفع حركات ومنظمات فلسطينية وعربية، إلى الحوزة الإيرانية، هي نفسها التي تدفع ساسة أميركا الكبار إلى تملق إسرائيل، طمعا في التمويل والصوت اليهودي في الانتخابات.