رافينيا.. وريث برازيلي جديد في مملكة برشلونة

مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/14 الساعة 14:02

مدار الساعة -كتب الجناح الدولي الشاب رافينيا فصلاً جديداً في حالة العشق المتبادل بين فريق برشلونة الإسباني وبين اللاعبين البرازيليين، بعد نجاح النادي الكاتالوني في ضم اللاعب من ليدز يونايتد الإنجليزي.

ولكن لا تعود حالة الوفاق التاريخية بين "البلاوغرانا" واللاعبين البرازيليين، فقط لأسباب رياضية متعلقة بأسلوب اللعب الهجومي الذي يميز الكتيبة الكاتالونية عبر تاريخها، والذي يتشابه كثيراً مع أداء "السيليساو"، ولكن أيضاً للطبيعة المناخية للمدينة الساحلية، وطابع حياتها المسائية الذي يدب بالحياة.

وبالعودة بالزمن نحو 30 عاماً، كان النجم السابق وبطل العالم في مونديال 94 بالولايات المتحدة، روماريو، هو أول من فتح الباب أمام هجرة البرازيليين للمدينة الكاتالونية، ثم توالت بعده العديد من الأسماء التي أسرت قلوب جماهير "كامب نو" بسحرها وبإمكاناتها، أبرزها تريبل "R" ريفالدو و"الظاهرة" رونالدو ورونالدينيو، وداني ألفيش، ثم نيمار دا سيلفا.

ولكن لم تكلل كل هذه التجارب بنجاح، حيث أن هناك أسماء أخرى فشلت في ترك بصمة حقيقية لها مع البرسا، أشهرها فيليبي كوتينيو، الصفقة الأغلى في تاريخ برشلونة.

أما أحدث صفقات الكتيبة الكاتالونية، فهو رافينيا، صاحب الـ25 عاماً الذي انضم من صفوف ليدز يونايتد الإنجليزي، المنطقة التي تتسم ببرودة الطقس، والداخلية في شمال إنجلترا، وهو مكان من الصعب التأقلم على أجوائه بالنسبة للاعب ولد في مدينة بورتو أليغري، المدينة الساحلية ذات المناخ الإستوائي.

ورغم الظروف الملائمة في برشلونة، كمدينة للعيش وكأجواء رياضية، إلا أن جماهير برشلونة متوجسة من أن تكون عامل سلبي تدفع اللاعب للاسترخاء وعدم الالتزام بالحياة الاحترافية للاعب كرة القدم، وهو ما يؤثر بالطبع على أداء اللاعب داخل المستطيل الأخضر، ولسوء الحظ أن هناك تجارب واقعية للاعبين انتهى بهم المطاف بمنحى لم تكن تتمناه الجماهير على الإطلاق.

ولعل الحالة الأكثر شهرة هي الخاصة بالنجم السابق رونالدينيو، الذي استطاع تغيير "المزاج العام" ليس داخل النادي فقط، بل في المدينة كلها، وراح يرسم لوحة فنية في كل مرة يطأ فيها أرض الملعب، أو يداعب الكرة بقدميه، ونجح على مدار 4 أعوام في إعادة البهجة لمدرجات كامب نو، بالإضافة للقب كان غائباً منذ فترة وهو دوري الأبطال، ولكن سرعان ما عرف المنحنى هبوطاً حاداً بسبب سلوكه ومط حياته غير الانضباطي، لينتهي به المطاف خارج أسوار النادي.

مرت السنوات، وتكرر المشهد ولكن بشكل مغاير بعد انضمام نيمار دا سيلفا لبرشلونة قادماً من سانتوس البرازيلي في صفقة أثارت الكثير من الجدل حينها، وسرعان ما تحول هذا الشاب الصغير صاحب الـ23 عاماً إلى أحد أبرز أضلاع المثلث الهجومي المعروف إعلامياً آنذاك بـ"MSN"، ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار.

إلا أن صعوبة أن يكون النجم الأول للفريق في تلك الفترة بسبب تواجد ميسي، وربطه دائماً في ظل النجم الأرجنتيني، جعله يأخذ قرار الرحيل المفاجئ في 2017 إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.

ولا تنسى جماهير البرسا أيضاً الثلاثي الشهير روماريو ورونالدو، ثم ريفالدو، وتحديداً رونالدو، الذي لم يستمر سوى موسم وحيد بقميص البرسا (1996-97)، ولكنه كان كافياً لترك ذكرى لا تُنسى في وجدان كل مشجع كاتالوني، بأداء استثنائي شهد تسجيل 34 هدفاً في 37 مباراة، أبرزها ذلك الذي هز به شباك فريق كومبوستيلا بعد أن راوغ جميع لاعبي الفريق تقريباً، ولكنه سرعان ما رحل إلى إيطاليا في صيف العام التالي مباشرة على إنتر ميلان.

من جانبه، كان ريفالدو صاحب طباع شخصية مختلفة، شخصية هادئة لا تميل للصخب والاحتفالات، لاعب احترافي بمعنى الكلمة، ساهم بتسديدته المقصية الشهيرة في الدقيقة الأخيرة في شباك فالنسيا في موسم (2000-2001) في تأهل الفريق لدوري الأبطال في الموسم التالي، تحت قيادة جوان جاسبارت في كرسي الرئاسة.

وعلى مدار خمسة مواسم بقميص "البلاوغرانا"، أصبح ريفالدو اللاعب الذي يصنع الفارق وسط فريق لم يكن يمر بأفضل فتراته.

على النقيض، أظهرت صفقة النجم فيليبي كوتينيو الوجه الآخر للعملة، حيث كانت التطلعات كبيرة للغاية بعد انضمامه من ليفربول الإنجليزي في 2018 بصفقة قياسية في تاريخ النادي مقابل 120 مليون يورو، بالإضافة إلى 40 مليون أخرى كمتغيرات.

ورغم حالة الجدل والتقلبات الكثيرة التي عاشها المتابعون قبل أن تتم الصفقة بنجاح، إلا أن اللاعب لم يقترب قط من تلك التطلعات، وانتهى به المطاف بالانتقال لصفوف أستون فيلا الإنجليزي بداية الموسم المنقضي مقابل 20 مليون يورو.

وكان كوتينيو هو الفشل الأغلى في التاريخ الممتد بين البرازيليين وبرشلونة، ولكنه بالطبع ليس الوحيد، فهناك أيضاً مالكوم وإيمرسون رويال ودوغلاس وماتيوس فرنانديز، وجميعها أسماء لم تكد حتى تطأ أرض الملعب لدقائق.

وبالعودة لصفقة رافينيا، لعل الوقت وحده هو الكفيل بالحكم على الصفقة بالفشل، لينضم لقائمة الأسماء التي لم تثبت جدارتها بارتداء قميص العملاق الكاتالوني وغادرت في النهاية من الباب الصغير، أو بالنجاح، ليكتب اسمه بأحرف من ذهب كما فعل البعض من أسلافه.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/14 الساعة 14:02