القرعان يكتب: قارب النجاة للورقية.. ما هو؟

د. محمد القرعان
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/13 الساعة 13:59
رغم ان أمور كثيرة في العالم تغيرت، بفعل التطور الهائل بالتكنولوجيا وزيادة عدد مستخدمي الانترنت في المعمورة مما وضع وسائل الاعلام لا سيما الصحف الورقية منها امام تحد في طريقة وكيفية المحتوى الذي تقدمه للجمهور، لكن للأسف ما زالت وسائل إعلاميّة عدّة تسير على نفس نهجها القديم في استهداف الجمهور أو التواصل معه ، ما يؤدي بها بالتالي إلى نهاية حتمية - الإفلاس والإغلاق-، فمعظم الصحف الورقية في الوقت الحالي تحتضر اذا لم تتمكن من مواكبة هذا التحول الرقمي الهائل ولم تستطع أيضاً تحديد جمهور تستهدفه وتتفاعل معه وتحقق من ذلك عائداً يمكّنها من الإستمرار في الصدور. قديماً كان الوصول للجمهور محصورًا في طرق تقليدية معروفة تسلكها كل وسائل الإعلام والصحف والمجلات الورقية المحلية والدولية على حد سواء، عدا تلك المؤسسات الكبرى التي قرأت المشهد مبكراً، وبدأت تستعد منذ سنوات لهذا التطور وذلك التغير ، فحولت من طريقتها وأسلوبها ومحتواها، حتى لا تصطدم بهذا التطور الهائل وتنكسر صورتها امام الجمهور ، وبما يساعدهم في استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أقصى استفادة منها بدايةً من تطوير المحتوى مروراً بتحديد الجمهور وصولاً إلى التواصل والتفاعل الآلي. وللذكاء الاصطناعي مميزات كثيرة لا تُحصى ولكن تعد ، ولكن تفعيل الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية والورقية منها يحتاج إلى عناصر أساسية اهميها على الاطلاق : الإرادة ، والوعي ،الادارة ، والسياسة ومن المعلوم أن التوجه السياسي في وسائل الإعلام هو أبرز أسباب السقوط وعدم الاستمرار في النشر ، لأن القواعد الثابتة للمهنة تحتم على الوسائل الاعلامية عدم الإنحياز أو التوجه وبمجرد أن تقع المؤسسة في هذا الخطأ تفقد أهم ركن من أركانها وهي الحيادية والموضوعية والشافية والنزاهة وبالتالي يؤثر على حجم الجمهور وقد تفتقده لان الجمهور لا يتذاكى عليه.
وتستفيد المؤسسات الصحفية والإخبارية من تأثيرات "الذكاء الاصطناعي" عبر أتمتة العمليات المهنية وإنتاج الأخبار الروتينية، وتسهم في إنضاج المعالجات المهنية للقصص الخبرية والتحقيقات لاستقصائية ، من جانب تقدير وتحليل الاتجاهات المُعقدة وتمحيصها للأحداث بصورة سريعة تنبؤية متشرقة للواقع ، كما يوفّر الذكاء الاصطناعي أدوات لمساعدة العاملين في مجال الصحافة على تحديد الأخبار الزائفة والمضللة ، مما يمنح المحررين الفرصة لبناء التقارير بشكل متوازن وموضوعي غير متحيز، وستندون في ذلك الى تحليل المعلومات الدقيق وليس العاطفة الشخصية أو المسيسة ، وسيكون لذلك تأثيرات إيجابية على تلك المؤسسات منها – على سبيل المثال لا الحصر – تخفيف العبء المالي عنها، وتطوير مخرجاتها الإخبارية للصمود في وجه التنافس الإعلامي الشرس، وأهم من ذلك تطوير الأداء المهني للصحفيين وقدراتهم بما يوائم متطلبات المستقبل الجديد ونحن ندخل مئوية الثانية بحاجة لصحافة مشرقة متألقة قادرة على استيعاب المشهد بكل تفاصيله بما يتماهى مع توجهات جلالة الملك عبد الله وسمو ولي العهد الامسر الحسين ويلبي حاجات الجمهور الاردني وجلهم شباب وهذه الفئة تحتاج صحافة تعكس كل هوياتها وتحاكي مستقبلها وتشبع رغابتها نظرا لما تتيجه لهم اكثر من 800 تطبيق اجتماعي لهم.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/13 الساعة 13:59