بايدن في الشرق الاوسط

فايز الفايز
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/13 الساعة 00:25

أسبوع حافل ينتظر «حفرة الإنهدام السياسي» التي تشكلت على الأرض العربية عبر دول لم تتفق في كثير من الاحيان على الهدف الأعلى، فاليوم سيحط كبير العالم الغربي الرئيس جو بايدن ضيفا حميما على «إسرائيل»، بغض النظر عن هوية رئيس الحكومة الصهيونية، حتى لو كان يائير المتصرف بأعمال الحكومة، بايدن يعشق إسرائيل لأنها تمثل له ولطيف واسع من السياسيين الأمريكان قلعة والحرب والشرطي القوي في الشرق الأوسط، وهناك سيجدد بايدن تمائمه على أسوار «حائط البراق»، ويعلن أن إسرائيل هي الإبنة الحبيبة، ومن لا يصافح يدها فهو الإبن غير الشرعي في وسط عربي متداع.

وبحسب مارشح من اخبار فقد تكون الإدارة الأمريكية قدمت، قبيل زيارة بايدن، للسعودية ودول الخليج والأردن ومصر، وإسرائيل على ما يبدو،مسودة اتفاقية تعاون إقليمي، تتضمن حزمة دفاعية جوية ومنصات رادارية وأنظمة دفاعية ضد أي هجوم صاروخي محتمل من أي اتجاه، كما قدمت المسودة مشاريع اقتصادية وسياسية، ويأتي ذلك في وقت تصرّ واشنطن على حماية تل أبيب من أي خطر عسكري، فيما تواجه واشنطن الحلف الشرقي الجديد الذي يضم روسيا والصين وإيران ودخول تركيا على ذلك المحور، ولكن في المقابل تتحفظ قطر وعُمان على أي صيغة تحالفية، وقد تشي زيا?ه سلطان عُمان الى المانيا اليوم الأربعاء، بعدم حضوره شخصيا للاجتماع على ما يبدو.

بايدن سيزور إسرائيل كبيت ثان له، وسيتعهد بالدعم الكامل لأمن إسرائيل، وسيشدد على إنتاج تطبيعي أكثر مع تل أبيب، وفي ذيل زيارته سيذهب الى بيت لحم وسيجتمع برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وسيضغط أكثر للمزيد من حماية المجتمع اليهودي عبر منع العمليات النارية في داخل مناطق 48 والقدس، وسيبارك لعباس بالنصف مليار دولار التي منحتها حكومته للسلطة، مقابل أربعة مليارات دولار لتل أبيب، ثم سيودع أرض المحشر مسافرا الى مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر وفي جعبته الكثير مما لم يقله.

الأردن ورغم مرور سبع وعشرين سنة على توقيع معاهدة وادي عربة مع إسرائيل، فإنه لم يصل الى درجة اليقين في التكامل مع بنود الإتفاقية، فقد مرت آخر خمس سنوات حافلة بالقطيعة مع رئيس حكومة الكيان الأسبق بنيامين نتنياهو، وكانت العلاقات تحت سقف القيادة العليا مستمرة ضمن احتياجات الأردن المتعددة وغير المنتهية، وفي آخر رسالة بعث بها الملك عبدالله الثاني لنتنياهو كادت أن تطيح بأغلب الإتفاقات خصوصا بعد منع طائرته عبور الأجواء الأردنية للإمارات، عقابا لاقتحامات الأقصى وما سمي بعدها بعملية حارس الأسوار.

ما الذي سيستفيده الأردن من زيارة بايدن للشرق العربي ؟ سؤال فضفاض لن يجيب عليه أحد بسبب الضباب الكثيف الذي يعتري العلاقات العربية العربية حتى وإن بدت المجاملات السياسية تأخذ مستوى جيد، ولكن وصف الممتاز لم يكن يوما هو الوصف الصحيح بعد أن حطت مرحلة الربيع العربي أحمالها وتكشف الواقع المرّ ودمار البلدان التي نالت حصتها من الويلات وتراجعت مئة عام للوراء، يقابلها سياسة جديدة انتهجها الأشقاء في الاعتكاف بمحاريب المشاريع الداخلية، والاعتماد على الذات والتسابق على جلب الاستثمارات والمشاريع الكبرى والانفتاح المفاجىء?للمجتمعات، ليجد الأردن نفسه وسط زحام من العلاقات التي قد لاتكون بالضروره مفيده احيانا.

طائرة بايدن سيكون لها مساران، إما عبر النقب وفوق البحر الأحمر الى جدة، أو عبور الأجواء الأردنية بكل ترحاب وضيافة جوية، فبايدن هو أول رئيس أمريكي صديق حقيقي للقيادة الأردنية منذ 12 عاما مضت بعد رئيسي الولايات المتحدة الأسمر والأحمر، وإن اعتمد بايدن بروتوكولات الرؤساء القدماء في واشنطن، سيبعث رسالة تحية ومودة للملك وللشعب الأردني الذي يتطلع الى فرصة جديدة تعود عليه بدعم الاقتصاد وجلب مزيد من الاستثمارات والاتفاقيات لتوفير بيئة أعمال للشباب والخبرات الراكدة، واستيعاب المرحلة القادمة وأي تحالف لا يجني الأردن ثماره سريعا سيكون من الصعب القبول به بعيدا عن المصلحة الأردنية، أعبر بايدن الأجواء الأردنية أم لم يعبرها،ماالفائده اذا كان القادم في النهاية نتنياهو.

Royal430@hotmail.com

مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/13 الساعة 00:25