عن 'مروان' وذكرى للتاريخ
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/08 الساعة 02:30
رحم الله فقيد الأردن الكبير الشيخ مروان عبدالحليم النمر الحمود، ويعلم الكريم أنني قد تأثرت كثيرا لرحيله، فأنا أعرفه حق المعرفة، وأعلم أن خاصية «السعد» كصفة للرجال، هي هبة ربانية يمنحها لمن يشاء، فتكون محبة للممنوح في قلوب الأكثرية من الناس، ولقد حازها «مروان» رحمه الله، وبامتياز.
كتب الكثيرون رثاء وإشادة بمناقب الفقيد العزيز، ولهذا، سأذهب بعيدا إلى ذكرى أعلمها بين رحاب رحيله. فرسانها هم إبناء الأردن البارون، وهم المرحومون بإذن الله «عبدالحليم النمر الحمود، ورياض المفلح، ووالدي محمد باشا أبو بقر».
ففي زمن أردني جميل مضى، كان التنافس الرجولي الحقيقي «الشريف» جدا، على المقعد النيابي بين اثنين، عبدالحليم ورياض، وفي أثناء تجوالهما على المضارب طلبا للأصوات، كان والدي رحمه الله يخبر رياضا رحمه الله وجها لوجه «ما إلك عندنا نصيب يا رياض، فنحن مع عبدالحليم، وكان رياض رحمه الله يتقبل هذا الموقف, لا بل يحترمه ويكبره».
مرت السنون, وفي العام 1978، أراد الملك الحسين رحمه الله تدارك الفراغ الدستوري بسبب الغياب القسري لمجلس النواب جراء الاحتلال, وقرر تشكيل المجلس الوطني الاستشاري في حينه.
عندها، وأنا شاهد، سأل الديوان الملكي والحكومة المرحوم رياض المفلح، خصم عبدالحليم ووالدي رحمهما الله، عن ثلاثة أسماء من البلقاء يرشحها لعضوية ذلك المجلس، فمن رشح لهم بأمانة!.
رشح لهم المرحومين... مروان الحمود عن السلط, وجمال أبو بقر عن قبيلة عباد، وسلطان ماجد العدوان عن قبيلة العدوان.. وهكذا كان.
أتحدث عن رجال الأمس الذين انتمى «مروان» أسكنه الله جنته إلى سجاياهم، كيف كانوا رفعة في المواقف والعلاقات والصدق والعفة وامانة الاستشارة وقول الكلمة الحق والترفع عن الضغائن والمكائد والتخلق فعلا لا رياء، بأخلاق الفرسان, حتى أحبهم الله ومنحهم محبة خلقه.
ترى لو حدث هذا في زماننا اليوم، ولأقل معي أنا لا مع غيري، فلربما قلت، ها قد جاءت الفرصة لانتقم ممن كانوا يوما خصوما لي، وسأرشح من كانوا في صفي حتى لو كانوا غير مؤهلين نكاية بخصومي.
لكن «أبا بشار» رحمه الله، كان أكبر من قناصي الفرص وصغار القوم، وهو كذلك حقا.. رحم الله مروان ووالده عبدالحليم وجده نمر. ورحم جمال ووالده أخي عبدالكريم وجده والدي..
والله من أمام قصدي..
كتب الكثيرون رثاء وإشادة بمناقب الفقيد العزيز، ولهذا، سأذهب بعيدا إلى ذكرى أعلمها بين رحاب رحيله. فرسانها هم إبناء الأردن البارون، وهم المرحومون بإذن الله «عبدالحليم النمر الحمود، ورياض المفلح، ووالدي محمد باشا أبو بقر».
ففي زمن أردني جميل مضى، كان التنافس الرجولي الحقيقي «الشريف» جدا، على المقعد النيابي بين اثنين، عبدالحليم ورياض، وفي أثناء تجوالهما على المضارب طلبا للأصوات، كان والدي رحمه الله يخبر رياضا رحمه الله وجها لوجه «ما إلك عندنا نصيب يا رياض، فنحن مع عبدالحليم، وكان رياض رحمه الله يتقبل هذا الموقف, لا بل يحترمه ويكبره».
مرت السنون, وفي العام 1978، أراد الملك الحسين رحمه الله تدارك الفراغ الدستوري بسبب الغياب القسري لمجلس النواب جراء الاحتلال, وقرر تشكيل المجلس الوطني الاستشاري في حينه.
عندها، وأنا شاهد، سأل الديوان الملكي والحكومة المرحوم رياض المفلح، خصم عبدالحليم ووالدي رحمهما الله، عن ثلاثة أسماء من البلقاء يرشحها لعضوية ذلك المجلس، فمن رشح لهم بأمانة!.
رشح لهم المرحومين... مروان الحمود عن السلط, وجمال أبو بقر عن قبيلة عباد، وسلطان ماجد العدوان عن قبيلة العدوان.. وهكذا كان.
أتحدث عن رجال الأمس الذين انتمى «مروان» أسكنه الله جنته إلى سجاياهم، كيف كانوا رفعة في المواقف والعلاقات والصدق والعفة وامانة الاستشارة وقول الكلمة الحق والترفع عن الضغائن والمكائد والتخلق فعلا لا رياء، بأخلاق الفرسان, حتى أحبهم الله ومنحهم محبة خلقه.
ترى لو حدث هذا في زماننا اليوم، ولأقل معي أنا لا مع غيري، فلربما قلت، ها قد جاءت الفرصة لانتقم ممن كانوا يوما خصوما لي، وسأرشح من كانوا في صفي حتى لو كانوا غير مؤهلين نكاية بخصومي.
لكن «أبا بشار» رحمه الله، كان أكبر من قناصي الفرص وصغار القوم، وهو كذلك حقا.. رحم الله مروان ووالده عبدالحليم وجده نمر. ورحم جمال ووالده أخي عبدالكريم وجده والدي..
والله من أمام قصدي..
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/08 الساعة 02:30