قلوب الحجيج تهفوا إلى بيت الله الحرام

مدار الساعة - تهفو قلوب الحجيج بهذه الأيام المباركة إلى زيارة بيت الله الحرام، قبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم، امتثالا لأمر الله تعالى وتلبية لدعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام، واقتداء بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه الصلاة والسلام الذي حج بيت الله الحرام مع أصحابه مخاطبا إياهم بخطبة حجة الوداع من على جبل عرفة بوصايا عظيمة لترسيخ بنيان الأمة والحفاظ على مكانتها.
ويتوافد حجاج بيت الله الحرام إلى الكعبة المشرفة من كل حدب وصوب لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام للمرة الأولى بعد انقطاع عامين جراء تداعيات جائحة كورونا، وعيونهم تذرف الدموع حمدا لله تعالى على هذه النعمة العظيمة وتذوب قلوبهم وألسنتهم تلهج بالدعاء: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.
ويستعد الحجاج للوقوف على صعيد عرفات يوم غد الجمعة، التاسع من شهر ذي الحجة، ويعد من أهم أركان الحج، وهو المشعر الذي يقع خارج حدود الحرم، شرقي مكة المكرمة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كم، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من مزدلفة.
وكان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية رئيس بعثات الحج الأردنية وحجاج فلسطينيي 48، الدكتور محمد الخلايلة، تفقد أمس، مخيمات الحجاج الأردنيين في المشاعر المقدسة في عرفات ومنى؛ للتأكد من جهوزيتها قبيل تفويج الحجاج اليوم لتأدية ركن الوقوف بعرفة.
واطلع الدكتور الخلايلة على تجهيزات خيم الحجاج التي من شأنها توفير سبل الراحة للحجاج خلال فترة تواجدهم في هذه المشاعر، ومنها تجهيزات تعتمد لأول مرة، حيث جرى تجهيز كل مخيم من الداخل بمكيفات الهواء وثلاجات ومبردات المياه، و”صوف بد” متحركة قابلة للطي والتمدد بحسب راحة واختيار الحاج، بالإضافة الى وسائد وشراشف للنوم في مشعري عرفات ومنى على حد سواء ولأول مرة وخدمات الطعام والشراب البارد والساخن.
بعثة الإرشاد الديني التي ترافق الحجاج الأردنيين لأداء فريضتهم على أكمل وجه، ضمت مرشدين ولجنة التوعية ومجلس افتاء مصغر مكون من كوكبة من دائرة الإفتاء العام للمملكة ودائرة قاضي القضاة يشهد لهم جميعا بالعلم والفقه والمعرفة، والتي رافقت كبعثة إرشادية الحجاج منذ لحظة مغادرتهم بالحافلات وحتى آخر يوم من أيام التشريق تقوم بدور محوري في موسم الحج لهذا العام بشرح تفصيلي للأمور الفقهية وتثقيف الحجاج من خلال التعامل بشكل وجاهي ومباشر مع الحجاج وفوري مع الملاحظات التي ترد لهم عبر الهاتف وتطبيق واتس آب، إضافة إلى اللقاءات المباشرة معهم ليتمكن الحجاج من أداء عبادتهم بكل يسر وسهولة.
بدوره، قال فضيلة المفتي، الدكتور خالد البراج، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن دور بعثة الإرشاد الديني أساسي في تنظيم إجراءات الحج حتى قبل بدء موسم الحج والعمرة من خلال مشاركة الإفتاء العام لوزارة الأوقاف بإعداد دليل الحاج والمعتمر لعام 1443هجري 2022 ميلادي للتيسير على المعتمر والحاج لأداء المناسك.
وأشار إلى انه تم تشكيل مجلس إفتاء مصغر بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية لتقديم الخدمة الإرشادية للحجاج وتنظيم مناسك الحج ليسلك الحجاج الطريق لتطبيق الأركان والواجبات ومعرفة اليسير من الأحكام دونما تعسير وبعيداً عن محظورات الإحرام والمشاعر والمناسك وليزداد الحجاج إجرا ومثوبة مع المحافظة على سلامة الإنسان وحرمة الزمان والمكان.
وأوضح أن أصحاب الفضلية من المفتين والقضاة الشرعيين، وبالتعاون مع لجنة التوعية، قاموا بعقد العديد من المحاضرات واللقاءات التوعوعة والإرشادية المباشرة والمتكررة في أماكن إقامة الحجاج والمعتمرين وشرح تفصيلي لمناسك الحج والعمره والإجابة على أسئلتهم وليبقى الحاج على صلة بأمور مناسك الحج وتعلمها أثناء الرحلة، فضلا عن التوعية الدينية العامة وبيان الأحكام الشرعية المتعلقة بالحج والإرشادات الصحية والسلوكية التي تستمر في مساكن الحجاج ومخيماتهم في هذه الرحلة الإيمانية.
من جهتهم، ثمن الحجاج الأردنيون الجهود التي تبذلها بعثات الحج الأردنية في مكة المكرمة للتسهيل على ضيوف الرحمن من الحجاج الأردنيين لأداء مناسكهم وبمستوى الرعاية والخدمات التي تقدمها لهم.
وأشادوا بدور بعثة الإرشاد الديني التي يقوم أعضاؤها بالإجابة على أسئلة الحجاج المتعلقة بالأمور الفقهية والإرشاد والتوعية الدينية لمناسك الحج والعمرة.
واكدوا أهمية دور البعثة لموسم الحج لهذا العام الذي يمثل دورهم “بوصلة إرشادية وتوعوية” للحجاج والمعتمرين في أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
رئيس البعثة الطبية الأردنية المرافقة لبعثة الحج الأردنية، الدكتور بسيم بني هاني، قال إن البعثة تتضمن 21 طبيبا وممرضا موزعين على مختلف الاختصاصات وتضم أخصائيين واستشاريي جراحة وطب الطوارئ وأطباء عامين وباطنية وصدرية وطب أسنان، وممرضين وصيادلة.
وأضاف أن العيادات مجهزة بأجهزة إنعاش وصدمة كهربائية للإسعاف والطوارئ وفحص سريري، ما يجعلها على جاهزية عالية للتعامل مع أي ظرف طارئ.
بدورها، تواصل البعثة الإعلامية المرافقة للحجاج الأردنيين، برئاسة الزميل جميل البرماوي ومن خلال 11 زميلة وزميلا، جهودها لتغطية أخبار الحج بمهنية عالية وموضوعية، بالإضافة لبعثة الإعلام الرسمي وقنوات فضائية.
وقال البرماوي إن البعثة تتابع أمور الحجاج منذ لحظة توجههم إلى الديار المقدسة في المملكة العربية السعودية، ووصلت إلى مواقع الحجاج كافة في المدينة ومكة، وزيارتها لمخيمات الحجاج على صعيد عرفه وفي منى.
وأشاد بالجهود المتواصلة التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالتنسيق مع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية لتقديم الخدمات الفضلى للحجاج والتسهيل عليهم ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة، لافتا إلى أن التجهيزات التي أعدت لاستقبال الحجاج في جبل عرفات ومنى حديثة ومريحة.(بترا)