3 ملايين أردني يعانون من الحساسية بأنواعها
العبابنة: التأخر في تأسيس مركز وطني للحساسية والمناعة حرمنا من منحة أوروبية
مدار الساعة - أكد رئيس جمعية أطباء الحساسية والمناعة في نقابة الأطباء الدكتور هاني عبدالكريم العبابنة أن مماطلة الجهات المعنية بالموافقة على إنشاء مركز وطني للحساسية في الاردن أضاع فرصة الحصول على منحة أوروبية بقيمة 3 ملايين دينار من الأكاديميه الأوروبية للحساسية للأردن كونها من الدول النامية، حيث ان الأردن البلد العربي الوحيد العضو الفاعل.
وأوضح ان تأسيس مركز وطني للحساسية في المملكة أصبح حاجة ملحة في ظل التطور الطبي الذي تتمتع به المملكة، خاصة وأن بعض الدول العربية لديها مثل هذا المركز رغم انها لم تصل الى المستوى الذي وصلت اليه المملكة في علاج امراض الحساسية والمناعة والامراض المختلفة بشكل عام.
وأشار د.العبابنة أن الجمعية خاطبت العديد من الجهات الرسمية لعدة سنوات سابقة والتي أعربت عن قناعتها بضرورة ايجاد مركز وطني للحساسية اسوة بالمركز الوطني للسكري، والذي يساهم في علاج المواطنين والفقراء واللاجئين ويوفر فرص تدريب للطلبة والاطباء الجدد، والاجهزة التي تقيس مستوى غبار الطلع وترشد مرضى الحساسية في كافة اوقات السنة.
وبين انه ورغم تلك الخطابات والمطالبات المتكررة الا انه لم يتم ترجمة أي من الوعود المتعلقة بانشاء المركز، رغم استعداد الجهات المانحة الداعمة لمساعدة الفقراء الذين يجدون صعوبة في توفير تكاليف العلاج المرتفعة لامراض الحساسية، والتي يحتاجونها لفترات طويلة، معتبراً ان التأخير في انشاء المركز يعد خسارة للوطن والمواطن.
ولفت د.العبابنة ان المركز من شأنه ان يساهم الى جانب تقديم خدمات العلاج والرصد لمرضى الحساسية وايجاد سجل وطني له في تدريب الكادر الطبي وتبادل الخبرات مع الدول المتقدمة, وأن يكون رافداً للسياحة العلاجية.
وقال د. العبابنة ان الحساسية اصبحت وباء العصر وهَم وطني حيث لا يكاد يخلو بيت أردني من مصاب في الحساسية، وان الكلفة الشهريه لتشخيص وعلاج الحساسية يتجاوز المائه والثمانون دينار للشخص الواحد شهرياً، وان العدد التقريبي للذين يعانون من الحساسية بكافة أشكالها في الأردن قد ارتفع الى 3 ملايين شخص "ثلث عدد السكان تقريبا" وهو في ازدياد مطرد.
واضاف ان (20-30%) من مرض الحساسية، يتحولون إلى ربو وأزمه صدريه مزمنه وخصوصاً عند الأطفال، وانه وفقاً لتقارير المنظمة العالمية للحساسية, فان هنالك نحو 300 مليون شخص في شتى أنحاء العالم مصابون بالربو, يعيش نحو 50% منهم في البلدان النامية, وان المنظمة تتوقع زيادة ملحوظة في عدد المصابين بالحساسية من البالغين والاطفال خلال السنوات القادمة.
وأشار د.العبابنة انه من الناحية الوراثية فان نسبة إصابة الطفل بالحساسية هي 40% إذا كان أحد الوالدين مصاب بالحساسية و80% اذا كان كلاهما مصاب، وان الدراسات أرجعت أسباب ذلك إلى الزيادة في التلوث الهوائي بالغبار والأتربة, وظهور فيروسات صدرية جديدة تؤثر على الجهاز التنفسي كالأنفلونزا الموسمية المتجددة وانفلونزا الخنازير, بجانب النمط المعيشي وزيادة الكثافة السكانية في المدن و التدخين خاصة "الارجيلة"، وتغيرات الطقس والحرارة والبرودة والرطوبة والتصحر وتغيرات الضغط الجوي والتلوثات وزيادة القمامة وعوادم السيارات خاصة القديمة والروائح والعطور, وغبار مصانع الفوسفات والأسمنت والبوتاس، وزيادة زراعة أشجار الزيتون العشوائية وخصوصاً داخل المدن وبين الأرصفة وحيث يبلغ أشجار الزيتون أكثر من 17 مليون شجرة في الاردن.
ولفت الى دور العث الغباري المنزلي كمسبب رئيسي للحساسية الموجودة في الموكيت والمفروشات والستائر وملاءات الأسرة, مشيراً الى ان أشعة الشمس تعتبر أرخص وأكثر أساليب مقاومة لهذه الأفة فعالية, حيث يجب تهويتها وتعريضها للشمس.
واوضح د.العبابنة انه يتوفر الاَن علاج مناعي لشفاء امراض الحساسية بالكامل بأمصال مضادة ويعتبر وسيلة فعالة للشفاء من الحساسية, مشيرا أن أمصال الحساسية يمكن تناولها عن طريق الحقن أو الفم, وان الأكاديمية الأوروبية للمناعة أكدت بأن الطريقة الأخيرة هي الأكثر فعاليةً وأمناً.
كما نصح المرضى بعدم الإستهلاك العشوائي للمضادات الحيوية, لأنه يقتل من دون تمييز الملايين من البكتيريا النافعة للإنسان والتي خلقها الله لحمايتنا من البكتيريا الضارة, وبالتالي يصبح الإنسان بعد تناول المضاد الحيوي محروماً من البكتيريا النافعة التي تُحفز الجهاز المناعي للحماية من الحساسية.
أما بالنسبة لإستخدام المضادات الحيوية في حديثي الولادة والرضع فقال انها تزيد من معدلات حساسية الصدر والربو فيما بعد, فكلما إزدادت نسبة البكتيريا النافعة في الصغر دفع ذلك الجهاز المناعي للطفل إلى التحول إلى جهاز مناعي مبرمج للدفاع عن الجسم ضد العدوى, والقدرة على المكافحة من حدوث الربو الشعبي وأمراض الحساسية.