تعرَّف على المسواك
مدار الساعة -عندما يتعلق الأمر بنظافة الفم تزعم العديد من تركيبات معجون الأسنان المتقدمة والمتطورة أنها تساعدك وتحقق نتائج استثنائية.
ومع ذلك، فإن بعض الجذور والأعشاب التقليدية كثيراً ما تعدنا بالمزيد من النتائج الطبيعية دون الحاجة لاستخدام المواد الصناعية والكيميائية، مثل فوائد المسواك، الذي يقوي أسنانك ولثتك ويحميها من المشاكل المختلفة.
وبالفعل هناك العديد من فوائد المسواك، المعروف أيضاً باسم السواك، التي يمكنك أن تضمنها عند الاستخدام الدوري، فهو يفيد صحة الفم بأكثر من طريقة، لأن غصون المسواك لا تعمل فقط كعامل تطهير، ولكن أيضاً كفرشاة أسنان فعالة.
لقد تم استخدامه تقليدياً لصحة الفم والأسنان لعدة قرون عبر التاريخ، خاصة في المنطقة العربية والخليج. لذلك في المرة القادمة التي تتضايق فيها من آلام الأسنان أو نزيف اللثة حاول التركيز على تعزيز صحة الفم بالطريقة التقليدية التي اتبعها أجدادنا على مر السنين.
ما هو المسواك؟
المسواك هو غصن خشبي يُستخدم لتنظيف الفم والأسنان
ويمكن استخراج غصين المسواك من العديد من الأشجار، باستثناء النوعيات السامة أو الضارة، مثل شجرة الرمان وشجرة الآس.
لكن يُفضل الحصول على المسواك من أغصان الأشجار المُرّة مثل أشجار النخيل أو أشجار الزيتون أو جذور وأغصان الأشجار الصحراوية، ويفضل أن يكون من أشجار الآراك المعروفة عربياً منذ قرون طويلة، والمعروفة علمياً باسم أشجار سلفادورا بيرسيكا.
فوائد المسواك المُثبتة علمياً
من خلال الجمع بين وظائف فرشاة الأسنان ومعجون الأسنان في آنٍ واحد، فإن خصائص المسواك المضادة للبكتيريا تحميك من التسوس والتهابات الفم والأسنان مع الاستخدام الدوري والمستمر.
ففي العديد من الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية WHO، وغيرها من المنظمات الصحية المستقلة الأخرى، ثبت علمياً أن الأشخاص الذين يستخدمون المسواك بشكل منتظم يحتاجون إلى رعاية أسنان أقل بكثير من أولئك الذين يستخدمون معجون الأسنان ومساحيق الأسنان المعروفة.
كما أثبتت الأبحاث أن الاستخدام المنتظم للمسواك له تأثير علاجي على أمراض اللثة، ويعمل ضد العديد من الكائنات الحية المسببة لأمراض اللثة مثل البورفيروموناس اللثوي.
كما وجدت دراسة حديثة نشرتها مجلة Journal of Indian Society of Periodontology لصحة الفم والأسنان، أنه من فوائد المسواك عند استخدامه كعامل مساعد مع تفريش الأسنان العادي يومياً، ساعدت أعواد المسواك في تسجيل تحسن ملحوظ في درجة البلاك وصحة اللثة عند المستخدمين.
ما الذي يجعل المسواك فعالاً إلى هذا الحد؟
تكمن الإجابة عن هذا السؤال في مكونات أغصان المسواك الفعالة، ففي حين أن معظم المطهرات الفموية مثل معاجين الأسنان وغسول الفم ومساحيق الأسنان تبني حملات إعلانية كاملة حول مكون أو مكونين رئيسيين فقط مثل السيليكا، يحتوي المسواك على نحو 19 مكوناً نشطاً تعمل على تعزيز صحة الأسنان واللثة والفم بشكل كامل.
ويحتوي على:
القلويات مثل مركبات سلفادور وتريميثيلامين، التي لها تأثير مضاد للجراثيم.
مركبات السيليكا- وهي مادة كاشطة طبيعية، تزيل البقع والبلاك.
الكالسيوم والكلوريدات والفلوريدات- المهمة في العناية بالأسنان. إذ يساعد الفلورايد في إعادة تمعدن بنية الأسنان ومنعها من التآكل.
الكبريت.
فيتامين سي.
مركبات الراتنجات التي تشكل طبقة واقية فوق المينا لمنع تسوس الأسنان.
مركبات العفص التي تعمل على إنتاج اللعاب المقاوم لأمراض الفم.
الزيوت الأساسية العطرية التي تضفي طعماً ورائحة خفيفة للفم عند الاستخدام، وتحفز إنتاج اللعاب الذي يساعد على تهدئة انتفاخ البطن وألم المعدة.
يحدث تسوس الأسنان عندما تتلف مينا الأسنان، وهي الغطاء الأبيض اللامع على أسنانك التي تحميها من مركبات الطعام المختلفة. وبالرغم من التفريش المنتظم يؤوي الفم مئات الأنواع المختلفة من البكتيريا النافعة والضارة.
وتستخدم هذه البكتيريا النشا والسكر الموجودين في الطعام لإنتاج حمض يسهم في تآكل المينا، ما يؤدي إلى عملية التسوس التي تؤدي في النهاية إلى تجويف.
وبينما تستخدم معظم معاجين الأسنان التجارية الفلورايد كوسيلة للتغلب على هذا التسوس والتآكل في المينا، هناك حل فعال آخر، وهو اللعاب الطبيعي.
إذ يساعد اللعاب على محاربة تسوس الأسنان عن طريق منع تراكم الأحماض وإعطاء الأسنان الفرصة لإصلاح نفسها.
ومن فوائد المسواك أنه يزيد من تكوين اللعاب في الفم دون الحاجة إلى أي محسنات تجارية أو إضافات، وبالتالي يحارب تسوس الأسنان بشكل طبيعي.
بالإضافة إلى ذلك فإن استخدام المسواك يساعد على تقوية مينا الأسنان بفضل كلوريد الصوديوم وبيكربونات الصوديوم وأكسيد الكالسيوم الموجودة في المسواك بشكل طبيعي، وبالتالي فهو يعزز تبييض الأسنان أيضاً.
الحماية من تراكم الجير والبلاك
البلاك هو ما يسمونه طبقة البكتيريا عديمة اللون، التي تتكون على الأسنان واللثة مع نمو البكتيريا وتكاثرها، ولكن في حين أن التنظيف المنتظم يمكن أن يزيل البلاك، فإن تراكمه يؤدي إلى تكوين "الجير"، وهو لون أصفر مرئي يلتصق بالأسنان واللثة، وقد يتسبب في أمراض اللثة وفقدان الأسنان في المستقبل.
أسهل طريقة لمنع تراكم الجير، وبالتالي منع أمراض اللثة وفقدان الأسنان، هي تنظيف الأسنان بالفرشاة بانتظام وبالطريقة الصحيحة.
ويمكن للمسواك أن يساعد هنا بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا التي تمنعها من التراكم على الأسنان واللثة.
مكافحة رائحة الفم الكريهة
رائحة الفم الكريهة هي مؤشر على العديد من مشاكل الأسنان، بداية من تناول الأطعمة القوية بشكل خاص، إلى أمراض اللثة وتسوس الأسنان، فإن رائحة الفم الكريهة هي تحذير واضح من أن الأشياء ليست كما ينبغي لها أن تكون. وقد يؤدي نقص إفراز اللعاب إلى الرائحة الكريهة أيضاً، خاصة عند الصيام.
وبالنظر إلى عدم وجود سبب محدد لرائحة الفم الكريهة تعتبر خصائص المسواك المضادة للبكتيريا، بالإضافة إلى خصائصه في تعزيز إنتاج اللعاب في الفم، تعتبر علاجاً فعالًا لرائحة الفم الكريهة.
بالإضافة إلى ذلك، نظراً لأنه مادة تحدث بشكل طبيعي، فإن استخدام الغصن يطلق مركبات معينة تعطر الفم بنكهة المسواك الطبيعية.
كيفية استخدام أغصان المسواك
يمكن استخدام المسواك إما بشكل مستقل لتنظيف الفم والأسنان، أو كعامل مساعد مع استخدام فرش تنظيف الأسنان المتخصصة ومعجون الأسنان، وهو الخيار الذي تنصح به مراكز طب الفم وصحة الأسنان.
ولاستخدام المسواك بشكل فعال قم بالتالي:
في أول خطوة قم ببرد قشرة الغصن الخارجية بمقدار عقلة إصبع.
قم بمضغ الطرف المكشوطة قشرته حتى يبدأ في أن يصبح ليناً.
استمر في المضغ من هذه النهاية المكشوطة حتى يصبح الغصن طرياً ويشكل شعيرات في المنتصف يمكن تفريش الأسنان بها. ولتسهيل العملية يمكنك ترطيب الغصين عن طريق غمسه في الماء.
بمجرد رؤية الألياف الفردية التي تشبه "الشعيرات" اغسل أسنانك بها كما تفعل مع فرشاة الأسنان العادية، دون استخدام أي مركبات إضافية.
قم بقص أو مضغ شعيرات جديدة كلما استنفدت الشعيرات الموجودة أو شعرت أنها أضعف من اللازم، وفَقَدت مذاقها العطري المعروف بأعواد المسواك.
وبشكل عام، توخَّ أن تبالغ في فرك المنطقة القريبة من اللثة لكي تتجنب أي إصابة بالجروح. مع مرعاة أن يتم اختباره أيضاً قبل الاستخدام لتجنُّب حدوث أي رد فعل تحسسي تجاه النبات وزيوته الطبيعية المتعددة.