رسالة الى كلِّ وطنِّي حُر.. إنهاك الدول ذاتيا هو الجيل الرابع من الحروب..
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/02 الساعة 13:11
منذ القِدَم.. وحين اصبح الناس يعيشون ضمن تجمعات وتكتلات.. اصبحت الحروب والغزوات والنزاعات صفة متلاصقة فيهم..
فكانت القبائل في شتى انحاء العالم تغزوا بعضها البعض.. وينتج عن ذلك الخسائر في الارواح والاموال بين الطرفين.. ويفرض المنتصر نفوذه على مصادر المياه والاماكن التي تشكل له مركز قوة استراتيجي..
إلى أن اصبح هناك دول وأسست لها جيوشا منظمة تقوم بذات الدور..
منذ زمن ليس بالبعيد.. تنبهت الدول الكبرى والتي تفرض سطوتها وارادتها على غيرها.. الى أن استخدام اساليب الحروب التقليدية في تنفيذ ما تريد.. اصبح غير مجدي.. فعلاوة على الخسائر المادية.. فلا بد من الخسائر البشرية في صفوفهم.. الامر الذي لم يعد متقبلا من قِبل الكثير من أهالي الجنود.. خصوصا إن تم وصف الحرب التي يخوضونها أنها ليست بحربهم.. ولا يعلم مغزاها الحقيقي الا اصحاب السياسة..
ومن هنا أخذت هذه الدول من الخبير في الاستراتيجية العسكرية البروفيسور Max_Manwaring فكرته عن كيفية ادارة الحروب في القادم من الايام.. والتي اعلنها في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الامريكية.. امام مجموعة من ضباط حلف الناتو والكيان الصهيوني قبل ما يقرب من العشرة اعوام.. والتي أطلَق عليها مصطلح الجيل الرابع في الحروب..
حيث تقوم هذه الاستراتيجية على زعزعة استقرار الدولة المستهدفة.. واستنزاف وتاكل مقدراتها ومقوماتها.. من خلال مواطنين يتم تجنيدهم وتدريبهم للقيام بادوار محددة ومرسومة وبطرق مختلفة.. بحيث يستخدمون في الكثير من الاحيان ذرائع لاثارة الفتن والقلاقل والاحتكاكات مع الجهات الرسمية والامنية.. تحت مِظَلة المناداة بالحرية وحماية الدستور وحقوق الانسان وحقوق المرأة وما الى ذلك.. دونما وضع استراتيجية واهداف واضحة المعالم قابلة للتحقيف ضمن الامكانات الطبيعية.. اي مطالب واهداف شبه مستحيلة التقبل من قبل السلطات في ذلك الوقت.. فتكون في كثير الاحيان الشرارة لبدء الاحتجاجات والاضطرابات.. او على الاقل خلق نوع من التوتر في الشارع..
وفي هذه الاستراتيجية هم لا يفرقون بين المواطنين والدولة او النظام.. فكلهم مستهدفون وكلهم عدو.. وهدفهم هو انهاك الدولة ككل.. باشغالها في حل مشاكل وأحداث لا تكاد تهدأ في بؤرة.. إلا وظهرت بؤرة جديدة.. فلا مجال للدولة او القائمين على هذه الافعال لاخذ النَفَس او التفكير..
ومع الوقت والانهاك.. ستنشأ ما يمكن وصفه بالدولة الفاسدة والمُتعَبَة والفاشلة..
وبنظرة بسيطة.. نجد ان سبب هذا كله.. انهم اكتشفوا بان الحروب التقليدية والتي تعتمد على الضربات المركزة والحاسمة على القوات المسلحة واذرعها الامنية.. تُبقي على مقومات الدولة ومؤسساتها قائمة ويمكن لها اعادة ترتيب اوضاعها ومن ثم النهوض من جديد.. إن وُجدت ارادة عند الشعوب..
ولكن في اسلوب التآكُل والإنهاك المستمر والمُركَز والفعَّال -حتى وإن كان بطيء- سيتم تدمير الدولة.. مواطنين ومؤسسات على حدٍ سواء.. ومن ثم يسهل التحكم فيهم جميعا.. وكذلك يتم تحييد هذه الدول لمدة طويلة.. ان كانت تشكل عقبة لمخططاتهم.. فما بالنا ان كانت تملك ثروات؟!..
فقد نجح هذا الاسلوب في العراق.. ونقلوه الى سوريا ومن ثم ليبيا.. وها هم يلعبونه بشكل مغاير نوعا ما وبشكل مسالم في لبنان.. ولكن النتيجة واحدة..
فعندما سؤل البروفيسور الامريكي Max_Manwaring ”لماذا الإنهاك والتآكل البطيء بدل إسقاط الدولة/الدول مرة واحدة ؟!”..
أجاب بشكل واضح لا لبس فيه..
”إن استراتيجية الإنهاك والإضعاف تعني نقل الحرب من جبهة إلى أخرى ، وإستنزاف كل قدرات الدولة العدو على مراحل متباعدة ، وجعلها تقاتل على جبهات متعددة لأنها محاصرة بالضباع والذئاب المحليين من كلّ الجهات، والتخطيط لتسخين جبهة وتهدئة جبهة أخرى، أي استمرار إدارة الأزمة/ الحرب وليس حلّها “..
من هنا ادعو كل الشرفاء في بلادنا العربية.. بأن يكونوا على وعي تام بما يتم رسمه وتخطيطه لنا.. فهم يخططون بشكل مدروس وبنَفَسٍ طويل.. ويمتلكون الآلة الإعلامية الترويجية لِما يريدون اقناع او غسل ادمغة البعض به.. مدعومين بالخزائن الممتلئة ليُغدِقوا المال على من تم غسل ادمغتهم لاستخدامهم في تنفيذ مخططاتهم..
فلنعطي أدمغتنا شيئا من الدور الذي خلقها الله له.. لكي نفهم ما يرمون اليه من خلال شعاراتهم التي يُروِّجونها.. وما مدى تأثيرها على واقعنا ومستقبلنا.. ولنضع نصب اعيننا يقيناً.. بانهم لا يريدون بنا الخير المجاني.. ويعملون جاهدين على حرف بوصلتنا -حتى وان كانت لا تُوجهنا الى ما نتمناه بشكل دقيق- ولكنها افضل بكثير من الشر المختزن والمغلَف بالخير الذي يسوقونه لنا..
ويسعون بكل طاقاتهم وامكاناتهم لينطبق علينا قوله تعالى والذي نعت به أعدائنا "يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ"..
فهل سنحقق لهم ما يريدون؟!..
فكانت القبائل في شتى انحاء العالم تغزوا بعضها البعض.. وينتج عن ذلك الخسائر في الارواح والاموال بين الطرفين.. ويفرض المنتصر نفوذه على مصادر المياه والاماكن التي تشكل له مركز قوة استراتيجي..
إلى أن اصبح هناك دول وأسست لها جيوشا منظمة تقوم بذات الدور..
منذ زمن ليس بالبعيد.. تنبهت الدول الكبرى والتي تفرض سطوتها وارادتها على غيرها.. الى أن استخدام اساليب الحروب التقليدية في تنفيذ ما تريد.. اصبح غير مجدي.. فعلاوة على الخسائر المادية.. فلا بد من الخسائر البشرية في صفوفهم.. الامر الذي لم يعد متقبلا من قِبل الكثير من أهالي الجنود.. خصوصا إن تم وصف الحرب التي يخوضونها أنها ليست بحربهم.. ولا يعلم مغزاها الحقيقي الا اصحاب السياسة..
ومن هنا أخذت هذه الدول من الخبير في الاستراتيجية العسكرية البروفيسور Max_Manwaring فكرته عن كيفية ادارة الحروب في القادم من الايام.. والتي اعلنها في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الامريكية.. امام مجموعة من ضباط حلف الناتو والكيان الصهيوني قبل ما يقرب من العشرة اعوام.. والتي أطلَق عليها مصطلح الجيل الرابع في الحروب..
حيث تقوم هذه الاستراتيجية على زعزعة استقرار الدولة المستهدفة.. واستنزاف وتاكل مقدراتها ومقوماتها.. من خلال مواطنين يتم تجنيدهم وتدريبهم للقيام بادوار محددة ومرسومة وبطرق مختلفة.. بحيث يستخدمون في الكثير من الاحيان ذرائع لاثارة الفتن والقلاقل والاحتكاكات مع الجهات الرسمية والامنية.. تحت مِظَلة المناداة بالحرية وحماية الدستور وحقوق الانسان وحقوق المرأة وما الى ذلك.. دونما وضع استراتيجية واهداف واضحة المعالم قابلة للتحقيف ضمن الامكانات الطبيعية.. اي مطالب واهداف شبه مستحيلة التقبل من قبل السلطات في ذلك الوقت.. فتكون في كثير الاحيان الشرارة لبدء الاحتجاجات والاضطرابات.. او على الاقل خلق نوع من التوتر في الشارع..
وفي هذه الاستراتيجية هم لا يفرقون بين المواطنين والدولة او النظام.. فكلهم مستهدفون وكلهم عدو.. وهدفهم هو انهاك الدولة ككل.. باشغالها في حل مشاكل وأحداث لا تكاد تهدأ في بؤرة.. إلا وظهرت بؤرة جديدة.. فلا مجال للدولة او القائمين على هذه الافعال لاخذ النَفَس او التفكير..
ومع الوقت والانهاك.. ستنشأ ما يمكن وصفه بالدولة الفاسدة والمُتعَبَة والفاشلة..
وبنظرة بسيطة.. نجد ان سبب هذا كله.. انهم اكتشفوا بان الحروب التقليدية والتي تعتمد على الضربات المركزة والحاسمة على القوات المسلحة واذرعها الامنية.. تُبقي على مقومات الدولة ومؤسساتها قائمة ويمكن لها اعادة ترتيب اوضاعها ومن ثم النهوض من جديد.. إن وُجدت ارادة عند الشعوب..
ولكن في اسلوب التآكُل والإنهاك المستمر والمُركَز والفعَّال -حتى وإن كان بطيء- سيتم تدمير الدولة.. مواطنين ومؤسسات على حدٍ سواء.. ومن ثم يسهل التحكم فيهم جميعا.. وكذلك يتم تحييد هذه الدول لمدة طويلة.. ان كانت تشكل عقبة لمخططاتهم.. فما بالنا ان كانت تملك ثروات؟!..
فقد نجح هذا الاسلوب في العراق.. ونقلوه الى سوريا ومن ثم ليبيا.. وها هم يلعبونه بشكل مغاير نوعا ما وبشكل مسالم في لبنان.. ولكن النتيجة واحدة..
فعندما سؤل البروفيسور الامريكي Max_Manwaring ”لماذا الإنهاك والتآكل البطيء بدل إسقاط الدولة/الدول مرة واحدة ؟!”..
أجاب بشكل واضح لا لبس فيه..
”إن استراتيجية الإنهاك والإضعاف تعني نقل الحرب من جبهة إلى أخرى ، وإستنزاف كل قدرات الدولة العدو على مراحل متباعدة ، وجعلها تقاتل على جبهات متعددة لأنها محاصرة بالضباع والذئاب المحليين من كلّ الجهات، والتخطيط لتسخين جبهة وتهدئة جبهة أخرى، أي استمرار إدارة الأزمة/ الحرب وليس حلّها “..
من هنا ادعو كل الشرفاء في بلادنا العربية.. بأن يكونوا على وعي تام بما يتم رسمه وتخطيطه لنا.. فهم يخططون بشكل مدروس وبنَفَسٍ طويل.. ويمتلكون الآلة الإعلامية الترويجية لِما يريدون اقناع او غسل ادمغة البعض به.. مدعومين بالخزائن الممتلئة ليُغدِقوا المال على من تم غسل ادمغتهم لاستخدامهم في تنفيذ مخططاتهم..
فلنعطي أدمغتنا شيئا من الدور الذي خلقها الله له.. لكي نفهم ما يرمون اليه من خلال شعاراتهم التي يُروِّجونها.. وما مدى تأثيرها على واقعنا ومستقبلنا.. ولنضع نصب اعيننا يقيناً.. بانهم لا يريدون بنا الخير المجاني.. ويعملون جاهدين على حرف بوصلتنا -حتى وان كانت لا تُوجهنا الى ما نتمناه بشكل دقيق- ولكنها افضل بكثير من الشر المختزن والمغلَف بالخير الذي يسوقونه لنا..
ويسعون بكل طاقاتهم وامكاناتهم لينطبق علينا قوله تعالى والذي نعت به أعدائنا "يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ"..
فهل سنحقق لهم ما يريدون؟!..
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/02 الساعة 13:11