شَيَاطِيْنُ اَلإِنْس وَاَلْجِن وَأَفْعَالَهُم (ن)
ونعرف جيداً أن إبليس عادى سيدنا آدم وزوجه وأخرجهما من الجنة منذ بداية هذا الكون غيرةً وحسداً وتكبراً (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ، قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (البقرة: 36، الأعراف: 16 و 17)). هذا علاوة على أن كل إنسان له قرين كافر وهذا القرين يأمر صاحبه بالشر وليس بالخير إلا قرين رسول الله عليه الصلاة والسلام فأعانه الله عليه وأصبح مسلماً، كما قال الرسول: ما مِنكُم مِن أحَدٍ، إلَّا وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ، قالوا: وإيَّاكَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: وإيَّايَ، إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَنِي عليه فأسْلَمَ، فلا يَأْمُرُنِي إلَّا بخَيْرٍ. فلما تقدم نُحَذِّر إخواننا المسلمين في جميع بقاع الأرض من شياطين الإنس الذين ذكرهم الله في الآية 112 من سورة الأنعام وذكرهم قبل شياطين الجن لعظم ضررهم وخطرهم على الناس وبالتأكيد قرناءهم من أشد الجن كفراً ولا يدعوهم إلا بالشر. وتجد أكثرهم ممن يصلون في المساجد ويحجزون لهم أماكن في الصف الأول وخلف الإمام معتقدين أن صلاتهم خلف الإمام تساعدهم على مغفرة ذنوبهم الكبيرة وغيرتهم وحسدهم ومكرهم وخبثهم ودهائهم وإثارتهم الفتن بين المصلين الآخرين في رمضان وفي العشرة الأواخر منه وفي العشرة الأوائل من ذي الحجة وكلما تسنح لهم الفرص. فإحذروهم وإنتبهوا لهم لأنهم لا يظهرون أنفسهم بل يثيرون الفتن والمشاكل بالسر ويوصفون بضعاف الشخصية ويشبهون بأفاعي التبن يلدغون وينفثون سمومهم القاتلة في الآخرين ويختبئون. وحتى يتخلص المسلمون الصالحون منهم عليهم بضربهم على رؤوسهم لأن الأفعى لا تموت بقطع ذيلها لأن سُمَهَا في رأسها وليس في ذيلها.