'النووي الإيراني': هل تنجح مفاوضات 'الدوحة'.. بعد إخفاقات 'فيينا'؟
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/29 الساعة 01:40
وسط أنباء وتصريحات مُتضاربة تستهدف من بين أمور أخرى تحسين شروط التفاوض, بدأت أمس في العاصمة القطرية/الدوحة, مفاوضات أميركية/إيرانية «غير مُباشرة", يقودها عن الجانب الأميركي/روبرت مالي مسؤول الملف منذ عهد أوباما, وعلي باقري كني/كبير المفاوضين الإيرانيين, فيما يتولى إنري مورا/كممثل للإتحاد الأوروبي نقل وُجهات النظر بينهما.
توقيت العودة الأميركية/الإيرانية إلى مفاوضات «لا» تُشارِك فيها باقي أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة في 14/ 7/ 2015 كما احتضان الدوحة لها, لم يكن صدفة بالتأكيد, رغم أن استئنافها «ثنائياً» جاء بعد وساطة أوروبية تولاها مسؤول الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي/جوزيب بوريل, ما كان للأخير أن يتحرك بإتجاه طهران لولا تلقيه ضوءاً أخضر أميركياُ.
كذلك الحال بالنسبة لإدارة بايدن الواقعة تحت ضغوط شعبية وسياسية عديدة, ليس أقلها ارتفاع أسعار النفط والمتاعب التي بدأت تفرض نفسها على قطاعات مختلفة في أميركا كما الاتحاد الأوروبي، وبخاصة نسب التضخم المرتفعة واقتراب موعد الانتخابات النِصفية للكونغرس, حيث يلوح في الأفق شبح هزيمة للحزب الديمقراطي, والاحتمالات الماثلة لسيطرة الجمهوريين على مجلِسي النواب والشيوخ, وسط تراجع غير مسبوق في شعبية الرئيس الأميركي. زد على ذلك خصوصاً أنّ مفاوضات الدوحة تسبِق قمة جدة, المتوقع أن تؤسس لمعادلات إقليمية جديدة، ما يزال الغمو? يكتنف تفاصيلها وعديد الأطراف التي ستشارك فيها والهدف الرئيس من انعقادها.
من المفيد «مراجعة» التصريحات التي صدرت عن طرفي المفاوضات الأميركية/الإيرانية بهدف استخلاص أو توقّع النتائج المرجوّة منها. خاصة ما صدر عن الجانب الإيراني إذ يقول مسؤولون في الوفد المفاوض كما ناطق الخارجية الإيرانية, إضافة إلى شخصيات إعلامية مقربة من النظام، من قبيل أنّ «طهران لن تُوقع على أي شيء قبل الاتفاق على كل شيء، وأنّها لن «تفاوض» على ما تمّ الاتفاق عليه في فيينا، وأنّ موضوعات التفاوض محدودة ومحددة, تنحصر في أقل من 1%, إذا ما تمّ حلها سيذهب الجميع للتوقيع على إحياء الاتفاق النووي. بل ثمة من «جزم» بأنّ?واشنطن أرسلت ضمانات لطهران, وأنّ حرس الثورة سيُرفَع عن لائحة الإرهاب (عماد أب شناس/رئيس تحرير صحيفة إيران ديبلوماتيك).
هناك أيضاً في واشنطن مَن يُطالب طهران بعدم المطالبة بأي شيء يتجاوز بنود الاتفاق النووي الذي وقّعته مجموعة 5 +1 كما قال روبرت مالي, الذي أضاف أنّ فُرص نجاح مفاوضات الدوحة تبدو ضعيفة، ناهيك ما نقلته القناة «13» العبرية بأنّه و"خلال الأيام الأخيرة أرسل مسؤولون أميركيون «رسالة طمأنة» إلى إسرائيل, قبل استئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي، لافتة إلى أنّ الذين أرسلوا رسالة الطمأنة هذه هم «مسؤولون كبار في الخارجية الأميركية, إلى نظرائهم الإسرائيليين بمن فيهم المدير العام للخارجية الإسرائيلية». رغم أنّ القناة نفسه? قالت: أنّ وزير الخارجية الإسرائيلية الذي سيُصبح رئيساً للحكومة الانتقالية في إسرائيل بعد يومين, أرسل رسالة لمسؤول الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي/بوريل، جاء فيها.. «شعرتُ بخيبة أمل عند سماع قرار العودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران.. التي تحاول كسب الوقت».
يُضاف إلى المشهد المُعقّد والمُسربل بالغموض الذي يحيط بأجواء العودة الأميركية/الإيرانية للمفاوضات، ما تمّ الكشف عنه إسرائيلياً وأثار دهشة المراقبين في المنطقة والعالم, هو بروز خلافات داخل دولة العدو الصهيوني بين أكبر وأهم والأكثر تأثيراً في الدولة العنصرية, وهما مؤسسة الجيش والمؤسسة الأمنية وبخاصة جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجية الصهيونية), حيث المؤسسة العسكرية الصهيونية بأذرعها المختلفة ترى أنّ من «الأفضل تأييد اتفاق نووي سيّئ، على التخلي عن مثل هذا الاتفاق»، وذلك - تُضيف يديعوت أحرونوت اول أمس 27/6 - ?ي يتمكّن الجيش الإسرائيلي من كسب الوقت»، بغرض «إعداد إمكانيات هجومية مِصداقة في إيران»، فيما يُعارِض مسؤولو جهاز «الموساد» العودة إلى الاتفاق، ويعتقدون بأنّ كشف موقف مسؤولي شعبة الاستخبارات العسكرية/أمان في الجيش, بالذات في هذه الأيام تستهدف التأثير على موقف وزير الخارجية/يئير لبيد قبيل دخوله المتوقّع لمكتب رئيس الوزراء».
يصعب والحال هذه التنبؤ بالمسار الذي ستسلكه مفاوضات الدوحة الجارية الآن، وبخاصة بعد تسريبات تتحدث أنّ مدة المفاوضات هذه لن تستغرق سوى يومين. فهل مجرّد «48» ساعة كافية لحل إشكالات وقضايا خلافية, أخفقت مفاوضات فيينا الطويلة (توقّفتْ في آذار الماضي) في التجسير على خلافات طهران/واشنطن؟
الانتظار لن يطول.
kharroub@jpf.com.jo
توقيت العودة الأميركية/الإيرانية إلى مفاوضات «لا» تُشارِك فيها باقي أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة في 14/ 7/ 2015 كما احتضان الدوحة لها, لم يكن صدفة بالتأكيد, رغم أن استئنافها «ثنائياً» جاء بعد وساطة أوروبية تولاها مسؤول الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي/جوزيب بوريل, ما كان للأخير أن يتحرك بإتجاه طهران لولا تلقيه ضوءاً أخضر أميركياُ.
كذلك الحال بالنسبة لإدارة بايدن الواقعة تحت ضغوط شعبية وسياسية عديدة, ليس أقلها ارتفاع أسعار النفط والمتاعب التي بدأت تفرض نفسها على قطاعات مختلفة في أميركا كما الاتحاد الأوروبي، وبخاصة نسب التضخم المرتفعة واقتراب موعد الانتخابات النِصفية للكونغرس, حيث يلوح في الأفق شبح هزيمة للحزب الديمقراطي, والاحتمالات الماثلة لسيطرة الجمهوريين على مجلِسي النواب والشيوخ, وسط تراجع غير مسبوق في شعبية الرئيس الأميركي. زد على ذلك خصوصاً أنّ مفاوضات الدوحة تسبِق قمة جدة, المتوقع أن تؤسس لمعادلات إقليمية جديدة، ما يزال الغمو? يكتنف تفاصيلها وعديد الأطراف التي ستشارك فيها والهدف الرئيس من انعقادها.
من المفيد «مراجعة» التصريحات التي صدرت عن طرفي المفاوضات الأميركية/الإيرانية بهدف استخلاص أو توقّع النتائج المرجوّة منها. خاصة ما صدر عن الجانب الإيراني إذ يقول مسؤولون في الوفد المفاوض كما ناطق الخارجية الإيرانية, إضافة إلى شخصيات إعلامية مقربة من النظام، من قبيل أنّ «طهران لن تُوقع على أي شيء قبل الاتفاق على كل شيء، وأنّها لن «تفاوض» على ما تمّ الاتفاق عليه في فيينا، وأنّ موضوعات التفاوض محدودة ومحددة, تنحصر في أقل من 1%, إذا ما تمّ حلها سيذهب الجميع للتوقيع على إحياء الاتفاق النووي. بل ثمة من «جزم» بأنّ?واشنطن أرسلت ضمانات لطهران, وأنّ حرس الثورة سيُرفَع عن لائحة الإرهاب (عماد أب شناس/رئيس تحرير صحيفة إيران ديبلوماتيك).
هناك أيضاً في واشنطن مَن يُطالب طهران بعدم المطالبة بأي شيء يتجاوز بنود الاتفاق النووي الذي وقّعته مجموعة 5 +1 كما قال روبرت مالي, الذي أضاف أنّ فُرص نجاح مفاوضات الدوحة تبدو ضعيفة، ناهيك ما نقلته القناة «13» العبرية بأنّه و"خلال الأيام الأخيرة أرسل مسؤولون أميركيون «رسالة طمأنة» إلى إسرائيل, قبل استئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي، لافتة إلى أنّ الذين أرسلوا رسالة الطمأنة هذه هم «مسؤولون كبار في الخارجية الأميركية, إلى نظرائهم الإسرائيليين بمن فيهم المدير العام للخارجية الإسرائيلية». رغم أنّ القناة نفسه? قالت: أنّ وزير الخارجية الإسرائيلية الذي سيُصبح رئيساً للحكومة الانتقالية في إسرائيل بعد يومين, أرسل رسالة لمسؤول الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي/بوريل، جاء فيها.. «شعرتُ بخيبة أمل عند سماع قرار العودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران.. التي تحاول كسب الوقت».
يُضاف إلى المشهد المُعقّد والمُسربل بالغموض الذي يحيط بأجواء العودة الأميركية/الإيرانية للمفاوضات، ما تمّ الكشف عنه إسرائيلياً وأثار دهشة المراقبين في المنطقة والعالم, هو بروز خلافات داخل دولة العدو الصهيوني بين أكبر وأهم والأكثر تأثيراً في الدولة العنصرية, وهما مؤسسة الجيش والمؤسسة الأمنية وبخاصة جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجية الصهيونية), حيث المؤسسة العسكرية الصهيونية بأذرعها المختلفة ترى أنّ من «الأفضل تأييد اتفاق نووي سيّئ، على التخلي عن مثل هذا الاتفاق»، وذلك - تُضيف يديعوت أحرونوت اول أمس 27/6 - ?ي يتمكّن الجيش الإسرائيلي من كسب الوقت»، بغرض «إعداد إمكانيات هجومية مِصداقة في إيران»، فيما يُعارِض مسؤولو جهاز «الموساد» العودة إلى الاتفاق، ويعتقدون بأنّ كشف موقف مسؤولي شعبة الاستخبارات العسكرية/أمان في الجيش, بالذات في هذه الأيام تستهدف التأثير على موقف وزير الخارجية/يئير لبيد قبيل دخوله المتوقّع لمكتب رئيس الوزراء».
يصعب والحال هذه التنبؤ بالمسار الذي ستسلكه مفاوضات الدوحة الجارية الآن، وبخاصة بعد تسريبات تتحدث أنّ مدة المفاوضات هذه لن تستغرق سوى يومين. فهل مجرّد «48» ساعة كافية لحل إشكالات وقضايا خلافية, أخفقت مفاوضات فيينا الطويلة (توقّفتْ في آذار الماضي) في التجسير على خلافات طهران/واشنطن؟
الانتظار لن يطول.
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/29 الساعة 01:40