بوتين
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/27 الساعة 11:41
قصة الحرب على أوكرانيا لا ترتبط بالقوة ولا بالتسليح, لا ترتبط بالتقنية ولا بحجم العتاد هي ترتبط فقط بشخصية الرئيس (بوتين)..
هذا الرجل أعاد روسيا إلى الواجهة كقوة عظمى بعد يلتسين, أعاد بناء الجيش من جديد.. أعاد بناء الاستخبارات الروسية, جعل الاقتصاد مستقراً, بنى شبكة من التحالفات مع دول محورية مثل الصين.. والأهم أنه شطب من الذاكرة عهد (غورباتشوف), حين مشى في سياسة الانفتاح الإقتصادي (البروسترويكا), وقدم الروس كشعب يتهافت على طوابير المحلات التي تبيع (الجينز).. وعلى المطاعم التي تبيع (الهمبرغر)..
في نهاية الثمانينيات أكثر الصور بؤسا في العالم كانت صورة الروس وهم يتهافتون على المنتجات الغربية, وقد تفاخرت شبكة (السي أن أن) وقتها بعرض الصور، ما فعله بوتين هو أنه أعاد بناء الشخصية الروسية... أنتج شخصية وطنية حقيقية في مؤسسات الدولة, شخصية مستقلة عن السلوك والثقافة الغربية تماما.. شخصية معتدة بتاريخها وحضارتها وثقافتها..
الحرب في أوكرانيا, هي حرب الثقافة الغربية التي تريد أن تفرض ايقاعها.. على بلد يريد أن يعيش بشخصيته وليس بشخصية الاخر, بوتين مثلا منع المثلية الجنسية.. أعاد احياء الأوركسترا الروسية, أنتج ما نسميه في الثقافة (تحصين العقل), بمعنى أن الأطفال في روسيا... لم يعد يعنيهم (رامبو) ولا سلسة حلقات (الاكشن) التي تعرضها (هوليوود).. لأن لديهم (رامبو) الحقيقي, وليس بصناعة وخيال أميركي... بوتين يمثل في تاريخه الاستخباري وتطوره في السلطة يمثل هذه الشخصية فهو بطل في (الجودو), وبطل حرب الشيشان, وبطل تحرير (القرم)... لهذا النماذج المبتكرة لم تأخذ من انتباه الروس شيئا, فهم يملكون نموذجا حقيقيا للشخصية الخارقة.
في النهاية من سينتصر؟ هل سينتصر (زيلنسكي) الذي تحرر من ماضيه, وارتمى في حضن أوروبا... أراد الهروب من مشروع أوكرانيا الثقافي والحضاري, من ارتباط الناس بموسكو.. من تكوين العقل (الأوراسي).. الذي هزم النازية, أراد الهروب من زهد الحياة الذي انتجته الإشتراكية, ومن الماضي الشيوعي الذي كان يحدد انماط الحياة وأشكال التفكير, ويبني الفرد على طريقة مختلفة... التاريخ لم يخبرنا أبدا بأن عميلا انتصر في حرب, ولكن التاريخ أخبرنا أن حضارة سحقت حضارة أخرى وثقافة بالرغم من اشكال الهجوم عليها ومحاولة تلويثها إلا أنها صمدت.. التاريخ لم يخبرنا أبدا, بأن من يعتمدون على غيرهم, يستطيعون النهوض بالأمم..
صدقوني إنها حرب ثقافة وحضارة بالدرجة الأولى, لأن الجندي الروسي ذهب إلى أوكرانيا وهو يعرف لماذا ذهب, ولأن تأثير شخصية بوتين الطاغي على الجنود جعلهم يقاتلون بشراسة.. في حين أن كل السلاح الذي انتجته أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية, من طائرات (الرافال).. وحتى دبابات (التحدي) البريطانية, بقي رهين المخازن..
بعد هذه الحرب صدقوني إن العالم سينتقل من (الهمبرغر) للسلطة الروسية, صدقوني إن حرف (الزد) والذي تستعمله القوات الروسية على عرباتها, سيصبح ماركة عالمية للنصر والحياة, صدقوني إن قوانين المثلية الجنسية سيعاد النظر فيها, وسيعود المجتمع للفظ هذه الفئة, صدقوني إن (هوليوود) سيقل انتاجها, وستهمش المعاهد البريطانية.. وتنتشر معاهد تعليم اللغة الروسية..
في النهاية ستتغير السفارات, المشهد الوحيد الذي سيطغى هو: أن سفارات روسيا لاتحتاج لتحصين وقوات خاصة لحمايتها, ستبقى مفتوحة لكل الشعوب... في حين أن سفارات غربية كثيرة ستبقى محاطة بالخوف.. وبأجهزة كشف المتفجرات وبالكلاب البوليسية.. والمتاريس.
بوتين رجل فرض ايقاعه على العالم, ليس بالبندقية.. ولكنه يقاتل بالشخصية الروسية ذات الثقافة المستقلة والعمق الحضاري العظيم...
Abdelhadi18@yahoo.com
هذا الرجل أعاد روسيا إلى الواجهة كقوة عظمى بعد يلتسين, أعاد بناء الجيش من جديد.. أعاد بناء الاستخبارات الروسية, جعل الاقتصاد مستقراً, بنى شبكة من التحالفات مع دول محورية مثل الصين.. والأهم أنه شطب من الذاكرة عهد (غورباتشوف), حين مشى في سياسة الانفتاح الإقتصادي (البروسترويكا), وقدم الروس كشعب يتهافت على طوابير المحلات التي تبيع (الجينز).. وعلى المطاعم التي تبيع (الهمبرغر)..
في نهاية الثمانينيات أكثر الصور بؤسا في العالم كانت صورة الروس وهم يتهافتون على المنتجات الغربية, وقد تفاخرت شبكة (السي أن أن) وقتها بعرض الصور، ما فعله بوتين هو أنه أعاد بناء الشخصية الروسية... أنتج شخصية وطنية حقيقية في مؤسسات الدولة, شخصية مستقلة عن السلوك والثقافة الغربية تماما.. شخصية معتدة بتاريخها وحضارتها وثقافتها..
الحرب في أوكرانيا, هي حرب الثقافة الغربية التي تريد أن تفرض ايقاعها.. على بلد يريد أن يعيش بشخصيته وليس بشخصية الاخر, بوتين مثلا منع المثلية الجنسية.. أعاد احياء الأوركسترا الروسية, أنتج ما نسميه في الثقافة (تحصين العقل), بمعنى أن الأطفال في روسيا... لم يعد يعنيهم (رامبو) ولا سلسة حلقات (الاكشن) التي تعرضها (هوليوود).. لأن لديهم (رامبو) الحقيقي, وليس بصناعة وخيال أميركي... بوتين يمثل في تاريخه الاستخباري وتطوره في السلطة يمثل هذه الشخصية فهو بطل في (الجودو), وبطل حرب الشيشان, وبطل تحرير (القرم)... لهذا النماذج المبتكرة لم تأخذ من انتباه الروس شيئا, فهم يملكون نموذجا حقيقيا للشخصية الخارقة.
في النهاية من سينتصر؟ هل سينتصر (زيلنسكي) الذي تحرر من ماضيه, وارتمى في حضن أوروبا... أراد الهروب من مشروع أوكرانيا الثقافي والحضاري, من ارتباط الناس بموسكو.. من تكوين العقل (الأوراسي).. الذي هزم النازية, أراد الهروب من زهد الحياة الذي انتجته الإشتراكية, ومن الماضي الشيوعي الذي كان يحدد انماط الحياة وأشكال التفكير, ويبني الفرد على طريقة مختلفة... التاريخ لم يخبرنا أبدا بأن عميلا انتصر في حرب, ولكن التاريخ أخبرنا أن حضارة سحقت حضارة أخرى وثقافة بالرغم من اشكال الهجوم عليها ومحاولة تلويثها إلا أنها صمدت.. التاريخ لم يخبرنا أبدا, بأن من يعتمدون على غيرهم, يستطيعون النهوض بالأمم..
صدقوني إنها حرب ثقافة وحضارة بالدرجة الأولى, لأن الجندي الروسي ذهب إلى أوكرانيا وهو يعرف لماذا ذهب, ولأن تأثير شخصية بوتين الطاغي على الجنود جعلهم يقاتلون بشراسة.. في حين أن كل السلاح الذي انتجته أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية, من طائرات (الرافال).. وحتى دبابات (التحدي) البريطانية, بقي رهين المخازن..
بعد هذه الحرب صدقوني إن العالم سينتقل من (الهمبرغر) للسلطة الروسية, صدقوني إن حرف (الزد) والذي تستعمله القوات الروسية على عرباتها, سيصبح ماركة عالمية للنصر والحياة, صدقوني إن قوانين المثلية الجنسية سيعاد النظر فيها, وسيعود المجتمع للفظ هذه الفئة, صدقوني إن (هوليوود) سيقل انتاجها, وستهمش المعاهد البريطانية.. وتنتشر معاهد تعليم اللغة الروسية..
في النهاية ستتغير السفارات, المشهد الوحيد الذي سيطغى هو: أن سفارات روسيا لاتحتاج لتحصين وقوات خاصة لحمايتها, ستبقى مفتوحة لكل الشعوب... في حين أن سفارات غربية كثيرة ستبقى محاطة بالخوف.. وبأجهزة كشف المتفجرات وبالكلاب البوليسية.. والمتاريس.
بوتين رجل فرض ايقاعه على العالم, ليس بالبندقية.. ولكنه يقاتل بالشخصية الروسية ذات الثقافة المستقلة والعمق الحضاري العظيم...
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/27 الساعة 11:41