مأزق.. من أزمة الطاقة للتضخم
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/27 الساعة 05:52
مدار الساعة -هل تتعرض مجموعة الدول الصناعية السبع للهزيمة على يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن حقق حتى الآن مراده في وضعها بحالة من الارتباك، وجعلها تتحمل التداعيات الاقتصادية للحرب الأوكرانية أكثر من موسكو نفسها.
خلال الأيام القليلة المقبلة، سيجتمع قادة اليابان وكندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وألمانيا المضيفة، بفندق شلوس إلماو الفاخر المعزول في بافاريا، بهدف مواجهة الأزمات التي تحيق بالاقتصاد العالمي، حيث تعاني الدول المتقدمة من تصخم غير مسبوق منذ سنوات، فيما تواجه بعض دول العالم الثالث خطر المجاعة أو الإفلاس.
سلسلة من الأزمات تواجه مجموعة الدول الصناعية السبع
ومن الواضح أن اجتماع قادة الدول الصناعية السبع لن يقدم الكثير للمشكلات التي تواجههم ومعهم بقية العالم.
إذ يلوّح المسؤولون الروس باستخدام الأسلحة النووية، والصين تزداد نفوذاً، وأزمة غذاء عالمية قادمة في الطريق، وأسعار النفط آخذة في الارتفاع، وتلوح في الأفق أزمة اقتصادية عالمية وأزمة معيشية. وتراجعت بعض الدول الأوروبية عن التزاماتها المتعلقة بتغير المناخ، كما أحبطت مشكلات سلسلة التوريد الآمال في العودة إلى الحياة الطبيعية بعد جائحة كورونا.
وفوق كل ذلك، تهدد المملكة المتحدة، التي استضافت القمة العام الماضي، بخرق القوانين الدولية المتعلقة باتفاقية خروجها من الاتحاد الأوروبي التي أبرمتها مع الاتحاد- فضلاً عن خطتها المثيرة للجدل لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا- رغم خطر تدمير النظام العالمي الذي ساعدت في بنائه، وإضعاف نفوذ مجموعة السبع المحدود أصلاً.
ولا يتحمل بوتين المسؤولية كاملةً عن هذه العاصفة القادمة، لكن حربه غير المبررة في أوكرانيا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعديد من هذه الأزمات المختمرة. فلو أنها لم تشتعل، لكانت الإصلاحات المطلوبة أقل عدداً وصعوبة، حسب الشبكة الأمريكية.
أزمة الغذاء تتفاقم
أزمة الغذاء العالمية أحد الأمثلة على ذلك. ويمكن القول إن المتسبب فيها جزئياً مشكلات سلسلة التوريد العالمية بعد الجائحة، لكنها تفاقمت جراء ما تصفه المصادر الغربية بسرقة روسيا للقمح الأوكراني وحصارها للشحنات الأوكرانية في البحر الأسود، والذي يمنع القمح والمنتجات الزراعية الأخرى من الوصول إلى الأسواق الدولية.
وتصدّر أوكرانيا للعالم 40% من قمحها، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP)، وتقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إن أوكرانيا توفر 16% من احتياجات العالم من الذرة وأكثر من 40% من احتياجات العالم من زيت دوار الشمس.
مجموعة الدول الصناعية السبع
و"98% من صادرات الحبوب والقمح في أوكرانيا لا تزال تحت الحصار"، وأسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 41% على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يعاني 47 مليون شخص آخر من الجوع الشديد هذا العام"، حسبما قالت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، وهي منظمة غير حكومية عالمية.
وعادةً ما تذهب صادرات القمح والحبوب الأوكرانية إلى بعض أشد دول العالم احتياجاً للغذاء: ليبيا ولبنان واليمن والصومال وكينيا وإريتريا وإثيوبيا.
وللحد من سوء الوضع، سيتعين على دول مجموعة السبع إقناع بوتين بالتراجع عن بعض أهدافه الحربية، بإنهاء الحرب على سبيل المثال، أو استعادة سيطرة كييف على دونباس، ولكن حتى الآن لا إشارة واحدة إلى أنه قد يفعل ذلك.
الغرب يراهن على دول الخليج لحل أزمة الطاقة
ارتفاع أسعار النفط أثر جانبي آخر لحرب أوكرانيا، وإن فاقمته حقيقة أن إنتاج النفط لا يتناسب مع الزيادات في الاستهلاك بعد الجائحة. ولإصلاح ذلك، سيتعين على مجموعة السبع إقناع شركاء روسيا في أوبك +، مثل السعودية، بتجاهل بوتين وزيادة إنتاج النفط.
وتشير رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى جدة، المقررة في منتصف يوليو/تموز 2022، ورحلة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى الرياض والتي جرت في مارس/آذار الماضي، إلى أن مجموعة السبع قد تحرز بعض التقدم في هذا الشأن، ولكن لا تتوافر ضمانات حتى الآن لتحقيق ذلك.
فالسعودية- مثل روسيا- تستفيد بشكل كبير من ارتفاع أسعار النفط؛ لكن هذه المكاسب تحول دون وصول الطعام إلى الأسواق الدولية.
ولا عزاء للمناخ
وكان لقاء مجموعة الدول الصناعية السبع، العام الماضي، يتركز حول صافي انبعاثات صفري وتعافٍ نظيف من الجائحة، لكن محاولات الدول الغربية الحثيثة لمنع نفسها من استهلاك النفط والغاز الروسيَّين أعطى دفعة للمساهم الأكبر في الأزمة: الفحم.
إذ تواجه ألمانيا المضيفة لمجموعة الدول الصناعية السبع أزمة في الوقت الحالي بعد أن قلصت روسيا إمداداتها من الغاز إلى البلاد، وقررت برلين أن تعيد تشغيل مزيد من محطات الفحم.
وهذا تحوُّل جذري عن قرارها، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تقديم الموعد النهائي للتخلص التدريجي من الفحم لعام 2030، أي قبل ثماني سنوات من الموعد الذي كانت تخطط له. وحتى بعد الغزو الروسي، قدّمت أيضاً خطط تحويل قطاع الطاقة إلى مصادر متجددة بنسبة 100% خمس سنوات.
وجونسون- الذي قال العام الماضي إن العالم وصل إلى نقطة اللاعودة في التخلص التدريجي من الفحم- اقترح الأسبوع الماضي أن تعود المملكة المتحدة إلى تعدين الوقود الأحفوري لصناعة الصلب. وستؤجل حكومته خطة إغلاق مزيد من محطات الفحم الحالية قبل الشتاء.
ويقترح بايدن إعفاءً ضريبياً على الوقود مع هذا الارتفاع الكبير في الأسعار لحل أزمة النفط.
الصين تصر على صفر كوفيد رغم أضراره على الغرب
إصرار الصين على الاستمرار في تطبيق استراتيجية "صفر كوفيد" لا يؤثر سلباً على عودتها إلى نشاطها المعتاد فقط، بل يمتد أيضاً إلى سلاسل التوريد العالمية، إذ يحول الإغلاق دون وصول العمال إلى المصانع وفي أسوأ الحالات يوقف الإنتاج. ولا يبدو أن الصين تعتزم الامتثال لمعايير دول مجموعة السبع في مرحلة ما بعد كوفيد الجديدة.
وفي دول مجموعة السبع وخارجها، يرتفع التضخم، وترفع البنوك المركزية معدلات الإقراض، ويبدو أن التدهور الاقتصادي العالمي سيتفاقم هذا العام عن العام الماضي. ويتوقع أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، أن ركوداً اقتصادياً في الولايات المتحدة "لا مفر منه".
وهكذا، تتراكم المشكلات بطريقة تُذكِّرنا إلى حد ما بالانكماش الاقتصادي العالمي عام 2008.
ولن يكون مستحيلاً أن تؤدي أزمة اقتصادية عالمية أخرى إلى موجة أكبر من الاضطرابات. ففي الأشهر الأخيرة، عانت سريلانكا تداعيات الاضطرابات الاقتصادية في الشوارع. وأثار ارتفاع الأسعار اضطرابات شعبية في باكستان وبيرو كذلك.
تنسيق روسي صيني
ما يمكن أن يفعله قادة مجموعة الدول الصناعية السبع لتفادي موسم يسوده اليأس، قد يكون محدوداً بسبب الانقسامات العالمية التي تستغلها روسيا عن قصد، حسب تعبير شبكة CNN الأمريكية.
فقبل أسابيع فقط من غزو روسيا لأوكرانيا، ذهب بوتين إلى الصين والتقى نظيره الصيني شي جين بينغ. وتعهد الاثنان بزيادة حجم التعاون بين بلديهما، ورغم تحذيرات مجموعة الدول الصناعية السبع وغيرها، أكد شي هذا الالتزام وأصبح أكثر حزماً في موقفه من مستقبل تايوان باعتبارها جزءاً من الصين.
والإجماع في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين في حالة يرثى لها. إذ تُظهر الأصوات في المجلس أن روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض ستمنعان تحميل غزو بوتين لأوكرانيا أي مسؤولية؛ وفي الوقت نفسه، أشارت الولايات المتحدة إلى أنها لن تشارك في قمة قادة مجموعة العشرين بإندونيسيا في نوفمبر/تشرين الثاني لو شاركت روسيا، وفعلت المملكة المتحدة الشيء نفسه.
ورفضت الصين إدانة روسيا بعد غزوها لأوكرانيا واتخذت كلتاهما موقفاً عدوانياً مما تعتبرانه المصالح الخفية لدول مجموعة السبع، التي تضر بمصالحهما.
وهما يدركان أن مشكلات العالم النامي تؤثر على دول مجموعة السبع أكثر منهما، حيث يفضّل معظم المهاجرين الذهاب إلى البلدان المتقدمة، ويبدو أنهما على استعداد لاستغلال أزمات العالم لصالحهما، وترك مجموعة السبع في وجه العاصفة القادمة وحدها.
خلال الأيام القليلة المقبلة، سيجتمع قادة اليابان وكندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وألمانيا المضيفة، بفندق شلوس إلماو الفاخر المعزول في بافاريا، بهدف مواجهة الأزمات التي تحيق بالاقتصاد العالمي، حيث تعاني الدول المتقدمة من تصخم غير مسبوق منذ سنوات، فيما تواجه بعض دول العالم الثالث خطر المجاعة أو الإفلاس.
سلسلة من الأزمات تواجه مجموعة الدول الصناعية السبع
ومن الواضح أن اجتماع قادة الدول الصناعية السبع لن يقدم الكثير للمشكلات التي تواجههم ومعهم بقية العالم.
إذ يلوّح المسؤولون الروس باستخدام الأسلحة النووية، والصين تزداد نفوذاً، وأزمة غذاء عالمية قادمة في الطريق، وأسعار النفط آخذة في الارتفاع، وتلوح في الأفق أزمة اقتصادية عالمية وأزمة معيشية. وتراجعت بعض الدول الأوروبية عن التزاماتها المتعلقة بتغير المناخ، كما أحبطت مشكلات سلسلة التوريد الآمال في العودة إلى الحياة الطبيعية بعد جائحة كورونا.
وفوق كل ذلك، تهدد المملكة المتحدة، التي استضافت القمة العام الماضي، بخرق القوانين الدولية المتعلقة باتفاقية خروجها من الاتحاد الأوروبي التي أبرمتها مع الاتحاد- فضلاً عن خطتها المثيرة للجدل لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا- رغم خطر تدمير النظام العالمي الذي ساعدت في بنائه، وإضعاف نفوذ مجموعة السبع المحدود أصلاً.
ولا يتحمل بوتين المسؤولية كاملةً عن هذه العاصفة القادمة، لكن حربه غير المبررة في أوكرانيا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعديد من هذه الأزمات المختمرة. فلو أنها لم تشتعل، لكانت الإصلاحات المطلوبة أقل عدداً وصعوبة، حسب الشبكة الأمريكية.
أزمة الغذاء تتفاقم
أزمة الغذاء العالمية أحد الأمثلة على ذلك. ويمكن القول إن المتسبب فيها جزئياً مشكلات سلسلة التوريد العالمية بعد الجائحة، لكنها تفاقمت جراء ما تصفه المصادر الغربية بسرقة روسيا للقمح الأوكراني وحصارها للشحنات الأوكرانية في البحر الأسود، والذي يمنع القمح والمنتجات الزراعية الأخرى من الوصول إلى الأسواق الدولية.
وتصدّر أوكرانيا للعالم 40% من قمحها، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP)، وتقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إن أوكرانيا توفر 16% من احتياجات العالم من الذرة وأكثر من 40% من احتياجات العالم من زيت دوار الشمس.
مجموعة الدول الصناعية السبع
و"98% من صادرات الحبوب والقمح في أوكرانيا لا تزال تحت الحصار"، وأسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 41% على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يعاني 47 مليون شخص آخر من الجوع الشديد هذا العام"، حسبما قالت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، وهي منظمة غير حكومية عالمية.
وعادةً ما تذهب صادرات القمح والحبوب الأوكرانية إلى بعض أشد دول العالم احتياجاً للغذاء: ليبيا ولبنان واليمن والصومال وكينيا وإريتريا وإثيوبيا.
وللحد من سوء الوضع، سيتعين على دول مجموعة السبع إقناع بوتين بالتراجع عن بعض أهدافه الحربية، بإنهاء الحرب على سبيل المثال، أو استعادة سيطرة كييف على دونباس، ولكن حتى الآن لا إشارة واحدة إلى أنه قد يفعل ذلك.
الغرب يراهن على دول الخليج لحل أزمة الطاقة
ارتفاع أسعار النفط أثر جانبي آخر لحرب أوكرانيا، وإن فاقمته حقيقة أن إنتاج النفط لا يتناسب مع الزيادات في الاستهلاك بعد الجائحة. ولإصلاح ذلك، سيتعين على مجموعة السبع إقناع شركاء روسيا في أوبك +، مثل السعودية، بتجاهل بوتين وزيادة إنتاج النفط.
وتشير رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى جدة، المقررة في منتصف يوليو/تموز 2022، ورحلة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى الرياض والتي جرت في مارس/آذار الماضي، إلى أن مجموعة السبع قد تحرز بعض التقدم في هذا الشأن، ولكن لا تتوافر ضمانات حتى الآن لتحقيق ذلك.
فالسعودية- مثل روسيا- تستفيد بشكل كبير من ارتفاع أسعار النفط؛ لكن هذه المكاسب تحول دون وصول الطعام إلى الأسواق الدولية.
ولا عزاء للمناخ
وكان لقاء مجموعة الدول الصناعية السبع، العام الماضي، يتركز حول صافي انبعاثات صفري وتعافٍ نظيف من الجائحة، لكن محاولات الدول الغربية الحثيثة لمنع نفسها من استهلاك النفط والغاز الروسيَّين أعطى دفعة للمساهم الأكبر في الأزمة: الفحم.
إذ تواجه ألمانيا المضيفة لمجموعة الدول الصناعية السبع أزمة في الوقت الحالي بعد أن قلصت روسيا إمداداتها من الغاز إلى البلاد، وقررت برلين أن تعيد تشغيل مزيد من محطات الفحم.
وهذا تحوُّل جذري عن قرارها، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تقديم الموعد النهائي للتخلص التدريجي من الفحم لعام 2030، أي قبل ثماني سنوات من الموعد الذي كانت تخطط له. وحتى بعد الغزو الروسي، قدّمت أيضاً خطط تحويل قطاع الطاقة إلى مصادر متجددة بنسبة 100% خمس سنوات.
وجونسون- الذي قال العام الماضي إن العالم وصل إلى نقطة اللاعودة في التخلص التدريجي من الفحم- اقترح الأسبوع الماضي أن تعود المملكة المتحدة إلى تعدين الوقود الأحفوري لصناعة الصلب. وستؤجل حكومته خطة إغلاق مزيد من محطات الفحم الحالية قبل الشتاء.
ويقترح بايدن إعفاءً ضريبياً على الوقود مع هذا الارتفاع الكبير في الأسعار لحل أزمة النفط.
الصين تصر على صفر كوفيد رغم أضراره على الغرب
إصرار الصين على الاستمرار في تطبيق استراتيجية "صفر كوفيد" لا يؤثر سلباً على عودتها إلى نشاطها المعتاد فقط، بل يمتد أيضاً إلى سلاسل التوريد العالمية، إذ يحول الإغلاق دون وصول العمال إلى المصانع وفي أسوأ الحالات يوقف الإنتاج. ولا يبدو أن الصين تعتزم الامتثال لمعايير دول مجموعة السبع في مرحلة ما بعد كوفيد الجديدة.
وفي دول مجموعة السبع وخارجها، يرتفع التضخم، وترفع البنوك المركزية معدلات الإقراض، ويبدو أن التدهور الاقتصادي العالمي سيتفاقم هذا العام عن العام الماضي. ويتوقع أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، أن ركوداً اقتصادياً في الولايات المتحدة "لا مفر منه".
وهكذا، تتراكم المشكلات بطريقة تُذكِّرنا إلى حد ما بالانكماش الاقتصادي العالمي عام 2008.
ولن يكون مستحيلاً أن تؤدي أزمة اقتصادية عالمية أخرى إلى موجة أكبر من الاضطرابات. ففي الأشهر الأخيرة، عانت سريلانكا تداعيات الاضطرابات الاقتصادية في الشوارع. وأثار ارتفاع الأسعار اضطرابات شعبية في باكستان وبيرو كذلك.
تنسيق روسي صيني
ما يمكن أن يفعله قادة مجموعة الدول الصناعية السبع لتفادي موسم يسوده اليأس، قد يكون محدوداً بسبب الانقسامات العالمية التي تستغلها روسيا عن قصد، حسب تعبير شبكة CNN الأمريكية.
فقبل أسابيع فقط من غزو روسيا لأوكرانيا، ذهب بوتين إلى الصين والتقى نظيره الصيني شي جين بينغ. وتعهد الاثنان بزيادة حجم التعاون بين بلديهما، ورغم تحذيرات مجموعة الدول الصناعية السبع وغيرها، أكد شي هذا الالتزام وأصبح أكثر حزماً في موقفه من مستقبل تايوان باعتبارها جزءاً من الصين.
والإجماع في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين في حالة يرثى لها. إذ تُظهر الأصوات في المجلس أن روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض ستمنعان تحميل غزو بوتين لأوكرانيا أي مسؤولية؛ وفي الوقت نفسه، أشارت الولايات المتحدة إلى أنها لن تشارك في قمة قادة مجموعة العشرين بإندونيسيا في نوفمبر/تشرين الثاني لو شاركت روسيا، وفعلت المملكة المتحدة الشيء نفسه.
ورفضت الصين إدانة روسيا بعد غزوها لأوكرانيا واتخذت كلتاهما موقفاً عدوانياً مما تعتبرانه المصالح الخفية لدول مجموعة السبع، التي تضر بمصالحهما.
وهما يدركان أن مشكلات العالم النامي تؤثر على دول مجموعة السبع أكثر منهما، حيث يفضّل معظم المهاجرين الذهاب إلى البلدان المتقدمة، ويبدو أنهما على استعداد لاستغلال أزمات العالم لصالحهما، وترك مجموعة السبع في وجه العاصفة القادمة وحدها.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/27 الساعة 05:52