العطلة الصيفية ٣ أشهر.. حتى لا يصاب المراهقون والاطفال بضمور العضلات والخمول
ودع تلاميذنا الأطفال والمراهقون المدارس بعطلة تمتد إلى منتصف أيلول تقريبا، والمشهد العام ومع غياب نشاطات وزارة الشباب ووزارة الثقافة ووزارة التنمية الإجتماعية بالأخص (والتي حصرت دورها بالمعونات)، ومع عدم وجود رؤية ولا إستراتيجية واضحة ولا خطط والتي وإن وجدت لا تنفذ ولا تتابع، فإننا نتحدث في العطلة الطويلة جسديا عن أطفال ومراهقين يصيبهم ضمور العضلات وهشاشة العظام والخمول ونقص فيتامينات الشمس والحركة، بجانب هدر الوقت والطاقات، وعن جيل تضيع أجمل أيامه هدرا، فلا نستغل كل لحظة في بناء عقله أمام عالم يتصارع ويتنافس علميا، والغلبة فيه لمن يبتكر ويطور ويمتاز بالفكر المنتج.
لن نتحدث عن مهندسين في البلديات والسلطات في مختلف أنحاء المملكة، سلمناهم منذ عقود تخطيط المدن والقرى وتصنيف إستعمالات الأراضي، فنشأ عنها بنى هزيلة تتحدث عن شوارع ضيقة مزدحمة بالسيارات وضجيجها وغازات عوادمها، تراها في كل مكان وأمام كل بيت وزقة ودخلة وعلى كل رصيف وفي الأسواق، فلا ممرات مشاة تحترم ولا ساحات إصطفاف، ولا ملاعب أطفال ولا حدائق، وآثار بقايا الأنقاض والتلوث البصري تسود المشهد.
الأطفال والمراهقون الذين نحرمهم التربية التي يجب أن تكون في العطلة الصيفية، نجدهم في باقي دول العالم يحظون بكل إهتمام ورعاية؛ ملاعب كرة قدم وسلة وطائرة وصالات رياضية ومسابح في الأحياء، مع برامج جاذبة معدة مسبقا، ومراكز تعليمية من لغات وهوايات مختلفة وورشات فنية وتقنية ومختبرات علمية.
الجيل الذي في عطلة الصيف ينام للواحدة ظهرا ويسهر على التابلت والموبايل للفجر، هو ذاته بعد عقدين سيحملون اللواء، ويقودون مسيرة الوطن وبنائه، ونحن مسؤولون عن النتائج.
القادم ليس سهلا في منطقتنا؛ شح مائي ونقص غذاء وحروب ووباء وغلاء... وعالم لا مكان فيه للضعفاء، يتسلحون بجسم صحي وعقل سليم وفكر ناضج ووطن منتج.
لا يعني حديثي أعلاه إغفال التنشئة الروحانية والدور المناط بدور الوعظ والإرشاد وجمعيات المحافظة على القرآن الكريم، فهي كذلك مطلوب منها الكثير في بناء شخصية أمينة صادقة إيجابية منتجة محبة للعمل عند هذا الجيل، تتمتع بالعمق والإتزان والوسطية والإعتدال.
ولو قدر لهذا المقال أن يصل صانع القرار، فأقول له عليكم بصقل طلاب الجامعات الذكور وتخصيص شهر فقط من أحد الفصول الصيفية في حرم معاهدهم وكلياتهم وجامعاتهم، وذلك بدورات المشاة العسكرية المكثفة، لعلنا نزرع فيهم بعضا من أسباب القوة والإصرار على النجاح بجانب المثابرة وحب العمل.