بناء الثقة مع العدو 'دربٌ من المستحيل'
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/24 الساعة 06:42
مدار الساعة -قال كتاب ومحللون مختصون بالشأن الفلسطيني إن حديث الرئيس محمود عباس بشأن "خطوات لبناء الثقة مع إسرائيل تمهيدًا للحل السياسي" مضيعة للوقت، وأصبحت "دربًا من المستحيل" ولن تجلب للفلسطينيين أي نفع.
ورأى هؤلاء المختصون، خلال أحاديث منفصلة مع "صفا"، أن حديث الرئيس يأتي في سياقين؛ أولهما محاولة لاستدعاء الضغط الدولي ولاسيما الأوروبي والأمريكي على قيادة الاحتلال خاصة في ظلال زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة لتحريك الملف السياسي.
أما السياق الثاني، فهو محاولة الرئيس جلب بعض الضوء له ولقيادة السلطة على المستوى الدولي والإقليمي بعد فترة من التهميش الإسرائيلي والدولي.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال خلال توقيع اتفاقية تمويل الاتحاد الأوروبي برام الله الثلاثاء الماضي:" إن إسرائيل وخاصةً حكومتها التي أقيلت والتي قبلها وقبلها لا تريد الحل السياسي، لكن على الأقل نريد خطوات بناء ثقة تمهيدًا للحل السياسي".
وأضاف عباس: "نريد السلام القائم على الشرعية الدولية، نعيش بسلام واستقرار إلى جانب إسرائيل".
الكاتب والمختص بالشأن الفلسطيني تيسير محيسن، قال لـ "صفا": "إن الرئيس عباس يعلم أكثر من غيره أن الواقع الحالي للاحتلال لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يذهب لمستوى مقبول من بناء الثقة".
ولفت الكاتب محيسن، إلى أن إجراءات بناء الثقة التي يتحدث عنها الرئيس عباس لم يعد لها واقع عملي في سياق العلاقة التي باتت تربط السلطة بالكيان الإسرائيلي، "حيث تحولت العلاقة من طرفيين رئيسيين إلى علاقة طرف يتحكم في طرف آخر ويستولي على قراره وبات في السنوات الأخيرة لا يعتد بأي مطلب من مطالبه السياسية التي بنيت عليها العلاقة وفق اتفاق أوسلو".
ورأى أن الظلم ومساحة التغول الإسرائيلي على الحقوق الفلسطينية ليست السبب الجوهري لعدم إمكانية الذهاب لبناء الثقة بين السلطة والاحتلال؛ "فالاحتلال من حيث المبدأ لا يرى أن هناك حقوقا للشعب الفلسطيني يجب أن تحترم، ويضرب بعرض الحائط كل الاتفاقات حتى الدولية منها، ولا يترجم إلا ما يراه هو يصلح لواقعه السياسي".
واعتبر محيسن أن حديث الرئيس عباس "يأتي كنوع من المناشدة والمطالبة الفارغة التي يعلم جيدا أنها لن تجد أي قبول من قيادة الاحتلال التي ترفض الجلوس سياسيا مع قيادات السلطة وتتمحور لقاءاتها فقط في الجانب الـأمني الذي يخدم الاحتلال".
وتابع "لم يعد هناك أملا بأن يتراجع الاحتلال عن مساره الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني، وكل يوم يظهر وجه الاحتلال الإجرامي المتعنت سياسيا وميدانيا".
وعُقد الأمل على ظهور وجه جديد لقيادة الاحتلال يتعاطى مع متطلبات سياسية أساسية تعيد الأوضاع لما قبل انتفاضة الأقصى أمراً أصبح مستحيلا، فالسمة السياسية الإسرائيلية يحكمها التطرف، وفق حديث الكاتب محيسن.
وبين أن حديث الرئيس عباس يأتي في سياقين، أولهما على صعيد رئيس السلطة الشخصي الذي يعاني من التهميش الإسرائيلي والدولي وموقعه السياسي المهدد.
وتابع "كذلك يريد رئيس السلطة من خلال هذه التصريحات استعادة عافيته السياسية وحضوره في الساحة العالمية استباقا لزيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، لعله يحظى بلقاء والحصول على تقدم فيما وعد به الرئيس جو بايدن، ولا أعتقد أن الإدارة الأمريكية الحالية أن تذهيب إلى تنفيذ قرارات سياسية فعلية متعلقة بالقضية الفلسطينية، ولا توجد فرصة بأي حال من الأحوال أن تعود قيادة الاحتلال الحالية لمسار التسوية السياسية".
بدوره تساءل الكاتب والمحلل طلال أبو عوكل، خلال حديثة لـ "صفا" عن جدوى الحديث عن بناء الثقة.
وقال:" بناء الثقة على أساس ماذا؟ الاستيطان والتغول على القدس والضفة والشهداء والأسرى والإجراءات على الأرض؟، ومن يجرؤ في "إسرائيل" على بناء الثقة؟".
وأضاف "هذه عملية تحايل ومضيعة للوقت لأن الكل في "إسرائيل" بما في ذلك الوسط واليسار داعم ومتواطئ ومرتاح للسياسات العنصرية الإسرائيلية العدوانية والتوسعية في الأراضي الفلسطينية".
واعتبر الكاتب عوكل أن سيطرة اليمين الإسرائيلي على الواقع والمشهد السياسي في "إسرائيل" هو انعكاس لتطرف المجتمع الإسرائيلي، مشيرا أن كل الإسرائيليين الأن أصبحوا في مربع التطرف إزاء الحقوق الفلسطينية.
ولفت إلى أن ما جرى على مدار 30 سنةً منذ توقيع اتفاق أوسلو يعطينا جوابًا قاطعًا بأن موضوع بناء الثقة أصبح دربًا من المستحيل".
وأشار إلى أن الحديث عباس "قد يكون في مجال التكتيك السياسي ومحاولة لاستدعاء الدعم الدولي، لكن على الأرض لا يمكن للأمور أن تتحرك بهذه الوجهة".
وشدد على أن هذا الحديث لا يمكن أن يجلب شيء للفلسطينيين، "وقد يكون موجهٌ للأمريكان وللأوروبيين بأن السلطة لم تفقد الأمل حول إمكانية فتح مسار سياسي من جديد، وأنها مستعدة للذهاب باتجاه إعادة بناء الثقة مجددًا".
ورجح الكاتب أن الحديث يأتي في سياق زيارة بايدن للمنطقة "بأن على الإدارة الأمريكية أن تقوم بدورها بالضغط على قيادة الكيان وتنفذ وعودها التي قطعتها".
واختتم: "لا مراهنة على فتح مفاوضات مع سلطات الاحتلال من جديد، وأستبعد فرصة تسوية سياسية في ظل ما سبق بعد أن قطعت إسرائيل الطريق على الجميع من خلال مشروع لا يرى حقوقًا للفلسطينيين لا في الـ 48 ولا في الـ "67.
ورأى هؤلاء المختصون، خلال أحاديث منفصلة مع "صفا"، أن حديث الرئيس يأتي في سياقين؛ أولهما محاولة لاستدعاء الضغط الدولي ولاسيما الأوروبي والأمريكي على قيادة الاحتلال خاصة في ظلال زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة لتحريك الملف السياسي.
أما السياق الثاني، فهو محاولة الرئيس جلب بعض الضوء له ولقيادة السلطة على المستوى الدولي والإقليمي بعد فترة من التهميش الإسرائيلي والدولي.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال خلال توقيع اتفاقية تمويل الاتحاد الأوروبي برام الله الثلاثاء الماضي:" إن إسرائيل وخاصةً حكومتها التي أقيلت والتي قبلها وقبلها لا تريد الحل السياسي، لكن على الأقل نريد خطوات بناء ثقة تمهيدًا للحل السياسي".
وأضاف عباس: "نريد السلام القائم على الشرعية الدولية، نعيش بسلام واستقرار إلى جانب إسرائيل".
الكاتب والمختص بالشأن الفلسطيني تيسير محيسن، قال لـ "صفا": "إن الرئيس عباس يعلم أكثر من غيره أن الواقع الحالي للاحتلال لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يذهب لمستوى مقبول من بناء الثقة".
ولفت الكاتب محيسن، إلى أن إجراءات بناء الثقة التي يتحدث عنها الرئيس عباس لم يعد لها واقع عملي في سياق العلاقة التي باتت تربط السلطة بالكيان الإسرائيلي، "حيث تحولت العلاقة من طرفيين رئيسيين إلى علاقة طرف يتحكم في طرف آخر ويستولي على قراره وبات في السنوات الأخيرة لا يعتد بأي مطلب من مطالبه السياسية التي بنيت عليها العلاقة وفق اتفاق أوسلو".
ورأى أن الظلم ومساحة التغول الإسرائيلي على الحقوق الفلسطينية ليست السبب الجوهري لعدم إمكانية الذهاب لبناء الثقة بين السلطة والاحتلال؛ "فالاحتلال من حيث المبدأ لا يرى أن هناك حقوقا للشعب الفلسطيني يجب أن تحترم، ويضرب بعرض الحائط كل الاتفاقات حتى الدولية منها، ولا يترجم إلا ما يراه هو يصلح لواقعه السياسي".
واعتبر محيسن أن حديث الرئيس عباس "يأتي كنوع من المناشدة والمطالبة الفارغة التي يعلم جيدا أنها لن تجد أي قبول من قيادة الاحتلال التي ترفض الجلوس سياسيا مع قيادات السلطة وتتمحور لقاءاتها فقط في الجانب الـأمني الذي يخدم الاحتلال".
وتابع "لم يعد هناك أملا بأن يتراجع الاحتلال عن مساره الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني، وكل يوم يظهر وجه الاحتلال الإجرامي المتعنت سياسيا وميدانيا".
وعُقد الأمل على ظهور وجه جديد لقيادة الاحتلال يتعاطى مع متطلبات سياسية أساسية تعيد الأوضاع لما قبل انتفاضة الأقصى أمراً أصبح مستحيلا، فالسمة السياسية الإسرائيلية يحكمها التطرف، وفق حديث الكاتب محيسن.
وبين أن حديث الرئيس عباس يأتي في سياقين، أولهما على صعيد رئيس السلطة الشخصي الذي يعاني من التهميش الإسرائيلي والدولي وموقعه السياسي المهدد.
وتابع "كذلك يريد رئيس السلطة من خلال هذه التصريحات استعادة عافيته السياسية وحضوره في الساحة العالمية استباقا لزيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، لعله يحظى بلقاء والحصول على تقدم فيما وعد به الرئيس جو بايدن، ولا أعتقد أن الإدارة الأمريكية الحالية أن تذهيب إلى تنفيذ قرارات سياسية فعلية متعلقة بالقضية الفلسطينية، ولا توجد فرصة بأي حال من الأحوال أن تعود قيادة الاحتلال الحالية لمسار التسوية السياسية".
بدوره تساءل الكاتب والمحلل طلال أبو عوكل، خلال حديثة لـ "صفا" عن جدوى الحديث عن بناء الثقة.
وقال:" بناء الثقة على أساس ماذا؟ الاستيطان والتغول على القدس والضفة والشهداء والأسرى والإجراءات على الأرض؟، ومن يجرؤ في "إسرائيل" على بناء الثقة؟".
وأضاف "هذه عملية تحايل ومضيعة للوقت لأن الكل في "إسرائيل" بما في ذلك الوسط واليسار داعم ومتواطئ ومرتاح للسياسات العنصرية الإسرائيلية العدوانية والتوسعية في الأراضي الفلسطينية".
واعتبر الكاتب عوكل أن سيطرة اليمين الإسرائيلي على الواقع والمشهد السياسي في "إسرائيل" هو انعكاس لتطرف المجتمع الإسرائيلي، مشيرا أن كل الإسرائيليين الأن أصبحوا في مربع التطرف إزاء الحقوق الفلسطينية.
ولفت إلى أن ما جرى على مدار 30 سنةً منذ توقيع اتفاق أوسلو يعطينا جوابًا قاطعًا بأن موضوع بناء الثقة أصبح دربًا من المستحيل".
وأشار إلى أن الحديث عباس "قد يكون في مجال التكتيك السياسي ومحاولة لاستدعاء الدعم الدولي، لكن على الأرض لا يمكن للأمور أن تتحرك بهذه الوجهة".
وشدد على أن هذا الحديث لا يمكن أن يجلب شيء للفلسطينيين، "وقد يكون موجهٌ للأمريكان وللأوروبيين بأن السلطة لم تفقد الأمل حول إمكانية فتح مسار سياسي من جديد، وأنها مستعدة للذهاب باتجاه إعادة بناء الثقة مجددًا".
ورجح الكاتب أن الحديث يأتي في سياق زيارة بايدن للمنطقة "بأن على الإدارة الأمريكية أن تقوم بدورها بالضغط على قيادة الكيان وتنفذ وعودها التي قطعتها".
واختتم: "لا مراهنة على فتح مفاوضات مع سلطات الاحتلال من جديد، وأستبعد فرصة تسوية سياسية في ظل ما سبق بعد أن قطعت إسرائيل الطريق على الجميع من خلال مشروع لا يرى حقوقًا للفلسطينيين لا في الـ 48 ولا في الـ "67.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/24 الساعة 06:42