أمير قطر يحذر من ركود تضخمي لم يشهد العالم مثله
مدار الساعة -قال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن جائحة كورونا كشفت عن حجم الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة وأسهمت في توسيعها، سيما من خلال تعثر الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية والحد من الفقر.
وطالب أمير قطر في كلمة خاطب بها اليوم المشاركين في منتدى قطر الاقتصادي 2022 المجتمع الدولي بانتهاج مقاربة تترجم الأقوال والنوايا الحسنة إلى خطوات عملية تحقق المساواة في التعافي الاقتصادي بين الدول، وإنقاذ أهداف التنمية المستدامة بما يدعم الشعوب الفقيرة وتلك التي تعاني من اضطرابات وحروب، محذرا من ركود تضخمي لم يشهد العالم مثله.
وأشار بهذا الخصوص إلى أن الاضطراب الذي طرأ على سلاسل التوريد، ما زال من أهم عوامل ارتفاع الأسعار، وأضيفت إليه الآثار المدمرة للحرب الجارية حالياً في القارة الأوروبية على أرض أوكرانيا.
وأوضح آل ثاني أن من آثار الأزمة الأوكرانية، ارتفاع أسعار الطاقة والحبوب وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي، مشيرا الى أن ثمة قضايا لا حل اقتصاديا لها، ومنها الحرب وآثارها المدمرة على أوكرانيا وعلى دول وشعوب كثيرة أخرى، فالحل في هذه الحالة لا يمكن أن يكون سوى سياسي، كما لا يجوز ترك أزمة الغذاء في ظروف الحرب لقانون العرض والطلب، ولا يجوز ترك قضية الفقر الشديد للدول الفقيرة كي تواجهها وحدها.
وأكد أن نجاحنا في تجاوز هذه التحديات يبقى رهين قدرة دولنا كافة على الالتزام بمجموعة من المبادئ، وأولها تكريس العدل والمساواة والتضامن ورفض ازدواجية المعايير.
وقال أمير قطر إن التوقعات تشير إلى تراجع نمو الاقتصاد العالمي بحوالي الثلث في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، وذلك على وقع ارتفاع معدلات التضخم على المدى الطويل، مضيفا أن ذلك قد يكون مقدمة لركود تضخمي لم يشهد العالم مثله منذ الفترة الواقعة بين عامي 1976 و1979 وفق تقارير البنك الدولي، حين أدت الزيادات الحادة في أسعار الفائدة لغرض مكافحة التضخم إلى ركود اقتصادي في بداية الثمانينيات.
وأضاف، كانت قطر من الدول السباقة والرائدة على المستوى العالمي لتأسيس "منتدى الحياد الصفري للمنتجين"، والذي يعد مبادرة دولية تهدف لترسيخ المبادئ التي بنيت عليها اتفاقية باريس للتغير المناخي سيما في مجال تطوير استراتيجيات عملية للوصول بالانبعاثات الكربونية إلى الحياد الصفري، وتعزيز نهج الاقتصاد الدائري، وتطوير تقنيات الطاقة.