الفايز يكتب: هجمات مرتدة.. قطر وكأس العالم
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/20 الساعة 10:42
منذ بداية انشاء الاتحاد العالمي لكرة القدم وتنظيمه لكأس العالم، لم تحظ دولة عربية باستضافة هذا المهرجان الرياضي الأضخم عالميا، حتى أن كثيراً من الدول الكبرى في شرق آسيا أو الأميركيتين لم يحالفهم الحظ، وهذه هي المرة الأولى التي تكون فيها كأس العالم المزمع إقامتها قبيل نهاية العام الحالي، ومنذ تنافس دولة قطر على الفوز بتذكرة الإقامة الكروية الأكبر بدأت محركات الغمز واللمز تتصارع للنيل من ذلك الانجاز الرياضي، ورغم حصول الدوحة على شرف تمثيل العالمين العربي والعالمي، فإن النحس السياسي لم يفارقها.
منذ سنوات اشتغلت الماكينة الغربية خصوصا للقدح والاتهام للدوحة من باب النواحي العمالية، وأصدرت عدد من المنظمات الحقوقية بيانات تستنكر الإجراءات القطرية بحق العمالة المشاركة في عمليات البناء لذلك المشروع الضخم، وأكثر ما توصلوا له أن العمال يعيشيون في ظل بيئة لاهبة ويجب تأمين رعاية أكثر، وكأن العمالة المتخصصة بالبناء والتشغيل في قطر أو أي دولة من دول الخليج ينامون ليلا ويعملون نهارا، ولو نظروا لجنسيات العُمال لوجدوا أنهم من دول آسيوية لاهبة لا تؤثر عليهم حرارة الطقس، وهم يعيشون في بلادهم في ظروف بائسة واسوأ من الحرارة في شاطئ الخليج العربي، ولكن الهجمات المرتدة عن قطر تظهر اليوم بسوء معاملة الدول الغربية ضد اللاجئين العرب والأفارقة ومنعهم من أبسط الحقوق الإنسانية.
قطر هي حالة متميزة ونادرة منذ تسعينات الماضي وهي تتعملق بهدوء دون ضجيج حتى أصبحت على ما هي عليه اليوم، ورغم أن قنوات التلفزة الأميركية القديمة من إي بي سي وإن بي سي ومئات المحطات الأخرى فضلا عن القنوات الجديدة كـ سي أن أن وفوكس، فإن قطر أنتجت قناة خارج رحم النظام الإعلامي الوطني وهي قناة الجزيرة، رضينا عنها أم لم نرض، والتي أصبحت رقما صعبا في عالم الصحافة والتلفزة وقوة ضاربة في عالم الإعلام والسياسة، ووقفت مع العديد من القضايا العربية والإسلامية والقومية عند دول غير عربية، بل وشاركت الشعوب في حقوق الثورات على القادة الدكتاتوريين.
ليس ذلك فحسب، بل إن الدوحة لعبت أدوارا لم تستطعها دول عظمى في تقريب وجهات النظر بين الاحتلال الغربي لدول الشرق الإسلامي و الحكومات والمعارضة أدت في النهاية الى خروج أميركا العظمى تجر خيباتها من الشرق، وهذا لم يكن لولا المحركات التوربينية التي قادتها السياسة القطرية، وغير ذلك من خلال علاقاتها مع الأطراف غير التقليدية كحماس في قطاع غزة المحاصر وتقديم الدعم المالي واللوجستي للحكومة هناك و التدخل لمنع الاصطدام الكارثي بعد كل حرب تشنها دولة الاحتلال على المدنيين العزّل ، بل إن الدعم السريع والتغطية الإخبارية لصالح الرئاسة التركية كانت من أهم العوامل التي ساعدت الرئيس التركي رجب أردوغان على إعادة القبض على زمام الأمور عقب محاولة الإنقلاب الفاشلة هناك.
قطر ذات التاريخ القديم ومثلها دول شقيقة تشاطئ الخليج كالسعودية والكويت، قامت كدول عملاقة بعد الربع الأول من نشوئها، حيث أعلنت استقلالها عند نهاية عقد السبعين من القرن الماضي، لذلك هي دول بـِكرّ احتضنت بكل عبقرية واحترافية سياسية واقتصادية واجتماعية نخبة العقول النابغة والسواعد القوية، وهي اليوم تحتضن مايزيد عن مئتي ألف أردني، فضلا عن الأشقاء من الدول العربية الأخرى ، وباتت صناعتها من الطاقة النظيفة والمشتقات النفطية، والمؤسسات التعليمية التي تضاهي أكفأ جامعات ومدارس العالم الغربي والأنظمة التعليمية الحديثة، وتسجل المعايير التقييمية هذا العام أعلى معدلات التفوق العلمي لدول كقطر والسعودية والامارات.
لهذا وكله نرى أن التفكير خارج الصندوق التقليدي القديم كان ذا قيمة عالية لرفعة وتقدم دولنا الشقيقة، فخلال عقدين من الزمن باتت قطر على الخارطة العالمية، واليوم السعودية تجاوزت عقدة الرتابة في النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فباتت الحياة المنفتحة والمشاريع الضخمة والاستقرار المالي والندية مع دول العالم العظمى ذات التاريخ تميز تلك الدول الشقيقة، رغم كل التحديات التي تواجه العالم اليوم، ولهذا حرص الأردن على تقديم ما يستطيع من دعم وخبرات ذات كفاءة عالية لها لإنجاح مشروعها المستقبلي، وسيبقى الأردن داعما وجاهزا لأي متطلبات قد تحتاجها الدوحة لإنجاح كأس العالم، رغم نباح الحاقدين، فتاريخنا مشترك وشعوبنا ممتزجة بالدم والدين واللغة والتفوق الأخلاقي.
Royal430@hotmail.com
منذ سنوات اشتغلت الماكينة الغربية خصوصا للقدح والاتهام للدوحة من باب النواحي العمالية، وأصدرت عدد من المنظمات الحقوقية بيانات تستنكر الإجراءات القطرية بحق العمالة المشاركة في عمليات البناء لذلك المشروع الضخم، وأكثر ما توصلوا له أن العمال يعيشيون في ظل بيئة لاهبة ويجب تأمين رعاية أكثر، وكأن العمالة المتخصصة بالبناء والتشغيل في قطر أو أي دولة من دول الخليج ينامون ليلا ويعملون نهارا، ولو نظروا لجنسيات العُمال لوجدوا أنهم من دول آسيوية لاهبة لا تؤثر عليهم حرارة الطقس، وهم يعيشون في بلادهم في ظروف بائسة واسوأ من الحرارة في شاطئ الخليج العربي، ولكن الهجمات المرتدة عن قطر تظهر اليوم بسوء معاملة الدول الغربية ضد اللاجئين العرب والأفارقة ومنعهم من أبسط الحقوق الإنسانية.
قطر هي حالة متميزة ونادرة منذ تسعينات الماضي وهي تتعملق بهدوء دون ضجيج حتى أصبحت على ما هي عليه اليوم، ورغم أن قنوات التلفزة الأميركية القديمة من إي بي سي وإن بي سي ومئات المحطات الأخرى فضلا عن القنوات الجديدة كـ سي أن أن وفوكس، فإن قطر أنتجت قناة خارج رحم النظام الإعلامي الوطني وهي قناة الجزيرة، رضينا عنها أم لم نرض، والتي أصبحت رقما صعبا في عالم الصحافة والتلفزة وقوة ضاربة في عالم الإعلام والسياسة، ووقفت مع العديد من القضايا العربية والإسلامية والقومية عند دول غير عربية، بل وشاركت الشعوب في حقوق الثورات على القادة الدكتاتوريين.
ليس ذلك فحسب، بل إن الدوحة لعبت أدوارا لم تستطعها دول عظمى في تقريب وجهات النظر بين الاحتلال الغربي لدول الشرق الإسلامي و الحكومات والمعارضة أدت في النهاية الى خروج أميركا العظمى تجر خيباتها من الشرق، وهذا لم يكن لولا المحركات التوربينية التي قادتها السياسة القطرية، وغير ذلك من خلال علاقاتها مع الأطراف غير التقليدية كحماس في قطاع غزة المحاصر وتقديم الدعم المالي واللوجستي للحكومة هناك و التدخل لمنع الاصطدام الكارثي بعد كل حرب تشنها دولة الاحتلال على المدنيين العزّل ، بل إن الدعم السريع والتغطية الإخبارية لصالح الرئاسة التركية كانت من أهم العوامل التي ساعدت الرئيس التركي رجب أردوغان على إعادة القبض على زمام الأمور عقب محاولة الإنقلاب الفاشلة هناك.
قطر ذات التاريخ القديم ومثلها دول شقيقة تشاطئ الخليج كالسعودية والكويت، قامت كدول عملاقة بعد الربع الأول من نشوئها، حيث أعلنت استقلالها عند نهاية عقد السبعين من القرن الماضي، لذلك هي دول بـِكرّ احتضنت بكل عبقرية واحترافية سياسية واقتصادية واجتماعية نخبة العقول النابغة والسواعد القوية، وهي اليوم تحتضن مايزيد عن مئتي ألف أردني، فضلا عن الأشقاء من الدول العربية الأخرى ، وباتت صناعتها من الطاقة النظيفة والمشتقات النفطية، والمؤسسات التعليمية التي تضاهي أكفأ جامعات ومدارس العالم الغربي والأنظمة التعليمية الحديثة، وتسجل المعايير التقييمية هذا العام أعلى معدلات التفوق العلمي لدول كقطر والسعودية والامارات.
لهذا وكله نرى أن التفكير خارج الصندوق التقليدي القديم كان ذا قيمة عالية لرفعة وتقدم دولنا الشقيقة، فخلال عقدين من الزمن باتت قطر على الخارطة العالمية، واليوم السعودية تجاوزت عقدة الرتابة في النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فباتت الحياة المنفتحة والمشاريع الضخمة والاستقرار المالي والندية مع دول العالم العظمى ذات التاريخ تميز تلك الدول الشقيقة، رغم كل التحديات التي تواجه العالم اليوم، ولهذا حرص الأردن على تقديم ما يستطيع من دعم وخبرات ذات كفاءة عالية لها لإنجاح مشروعها المستقبلي، وسيبقى الأردن داعما وجاهزا لأي متطلبات قد تحتاجها الدوحة لإنجاح كأس العالم، رغم نباح الحاقدين، فتاريخنا مشترك وشعوبنا ممتزجة بالدم والدين واللغة والتفوق الأخلاقي.
Royal430@hotmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/20 الساعة 10:42