الحرب قادمة فلنستعد للأسوأ
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/20 الساعة 00:47
سأستذكر قصة من روائع الملك الراحل الحسين بن طلال، حيث وردته المعلومات المؤكدة أن شاه إيران محمد رضى بهلوي غاضب لسبب ما من دولة البحرين، وهو يجهز لغزوها بحريا وجوياً كما تم احتلال الجزر العربية في الخليج، وقبيل التحضيرات للغزو، أرسل الحسين رسالة للشاه الذي تربطه علاقة طيبة معه، مفادها أنه سيطير فورا الى طهران لمقابلة الشاه، وما هي إلا ساعات حتى وردت برقية من الشاه يرحب بالزيارة ولكنها ستكون في جزيرة على الخليج العربي، اعتقد أنها جزيرة قشمّ حيث يقيم في قصره هناك أحيانا.
بالفعل غادر الحسين مسرعا ووصل الى الجزيرة المحاذية لجزيرتي طنب الكبرى والصغرى، وبعد حديث طويل بين الزعيمين توصل الملك الى حل وسط يدفع من خلاله فكرة أي هجوم على دولة البحرين، حيث وافق الشاه على التراجع عن فكرة الغزو، ليطير الحسين من فوره نحو البحرين وينقل تحيات"السلامة» لأميرها الراحل..
إسرائيل اليوم ترتعد من التسارع الذي تنتهجه إيران في الوصول الى السلاح النووي، وقد نفذت العديد من عمليات الاغتيال بحق علماء وخبراء إيرانيين ومنشآت عسكرية، ولكنها لا تهدأ لأنها تعرف إنها المرض الدخيل على الشرق الأوسط، ولهذا تحاول جاهدة تدويل صراعها مع إيران وأذرعها في المنطقة، وبعلم الدولة العميقة في الولايات المتحدة فإنها تسابق الزمن للوصول الى جبهة حرب بغية إخضاع إيران، بعدما نفذت خلال أشهر مضت أكثر من خمس وخمسين هجوما على الأراضي السورية لتدمير قوافل لحزب الله ولمليشيات إيرانية ومستودعات عسكرية ودمرت مدار? مطار دمشق وهددت بقصف مراكز عليا للدولة السورية.
دولنا العربية بالطبع لا يسعها إلا أن تراقب المشهد بعين حذرة، ولكن ما يؤزه الإعلام الغربي ويحاول إيصال رسائله المشفرة كي لا يقع في الخطأ يشي بأن هناك توافقات بدأت تطفو على السطح في دول عربية مدعومة برغبة ملّحة من الكيان الإسرائيلي لشن حرب مباغتة ضد إيران خلافا لكل ما يقال من النفس الطويل للوكالة الدولية للطاقة الذرية والضامنين الأوروبيين، ومحاولات الأميركي تهدئة القلب الإسرائيلي، ولكن في النهاية فإن القوات الأميركية متواجدة على الأراضي العربية، ولا زالت تنفذ عمليات نوعية على الأراضي السورية، حتى بعد الهجمات?الصاروخية على قواعدها شرق سوريا.
هنا نرى بلا شك أن القواعد الجيوسياسية العربية القديمة قد انهارت أمام الغزو الإيراني بالوكالة، وأفضل ما عندنا هو اللجوء الى طرف ثالث ليدير دفة الحرب، والطرف جاهز ولكنه سيقود أي معركة من القُمرّة الخلفية، وأي طرف عربي يتورط في هكذا مغامرة غير محسوبة ستشعل حربا لا هوادة فيها، وسنعود الى حقبة الحرب العراقية الإيرانية، والحرب الدولية على العراق، وقد تتدخل حينها دول عظمى تريد إبراز قوتها الرادعة أمام العظمة الأميركية، خصوصا بعدما تكشفت المتغيرات الدولية التي نبش عشها الرئيس الروسي بوتين، وأظهرت سرعة تخلّي العالم?الغربي عن المشاركة في حرب الأوكراني الخاسر بأي حال.
إذا وقعت الحرب فعلاً سيكون العرب أول الخاسرين ولن نجد حينها أي غطاء دولي، وستزداد ظلمة الليل الطويل على اقتصادنا وتنميتنا السلحفائية وسنكون فرق حسابات بين عدوين لدودين أخبثين، بل وأكثر ستفترق طرق الدول العربية في غرب آسيا، وبالطبع الدول العربية في شمال أفريقيا ليست معنية، ولهذا يجب اختيار طريق ثالث فيها سلامة مستقبلنا وهو الابتعاد عن مساعدة المتحفزين للحرب وعدم الانجرار للغرق في مستنقع صراع ليس لنا فيه أي مصلحة.
لهذا من الطبيعي أن يتحسس المواطن رأسه، فهو لا يعلم ماذا يخبئ القدر له بعد يوم أو شهر، ولكن بعدما هدأت بلاد العالم من صراعاتها وتحولت ساحات القتال الى مصانع وأعمال، جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتعيد خلط أوراق الجغرافيا السياسية وتضرب العلاقات الدولية بقنبلة انفجارية، فيما ترك التحالف العربي الذي تقوده السعودية باباً واسعا لإعادة صياغة الصراع مع الحوثيين وداعميهم وعلى رأسهم إيران، ما أعطى إجازة مفتوحة للحرب التي أكلت ست سنوات، فيما سوريا لا تزال ترزح تحت احتلالين إيراني وروسي، والقوات الإيرانية على مشارفنا?
التاريخ شاهد إثبات، وأي مغامرة ستجر على بلادنا الأسوأ والمزيد من التقهقر وتردي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والخسائر الفادحة، فلنستعد للحقيقة التي يعرفها الجميع أننا تعبنا من صراعات الدول التي تؤزنا لتمتص أخيرا ما تبقى من استقرار وأمنّ ونحن في غنى عن تلك الصراعات غير المفيدة، فليقلعوا شوكهم بأيديهم.
ROYAL430@HOTMAIL.COM
بالفعل غادر الحسين مسرعا ووصل الى الجزيرة المحاذية لجزيرتي طنب الكبرى والصغرى، وبعد حديث طويل بين الزعيمين توصل الملك الى حل وسط يدفع من خلاله فكرة أي هجوم على دولة البحرين، حيث وافق الشاه على التراجع عن فكرة الغزو، ليطير الحسين من فوره نحو البحرين وينقل تحيات"السلامة» لأميرها الراحل..
إسرائيل اليوم ترتعد من التسارع الذي تنتهجه إيران في الوصول الى السلاح النووي، وقد نفذت العديد من عمليات الاغتيال بحق علماء وخبراء إيرانيين ومنشآت عسكرية، ولكنها لا تهدأ لأنها تعرف إنها المرض الدخيل على الشرق الأوسط، ولهذا تحاول جاهدة تدويل صراعها مع إيران وأذرعها في المنطقة، وبعلم الدولة العميقة في الولايات المتحدة فإنها تسابق الزمن للوصول الى جبهة حرب بغية إخضاع إيران، بعدما نفذت خلال أشهر مضت أكثر من خمس وخمسين هجوما على الأراضي السورية لتدمير قوافل لحزب الله ولمليشيات إيرانية ومستودعات عسكرية ودمرت مدار? مطار دمشق وهددت بقصف مراكز عليا للدولة السورية.
دولنا العربية بالطبع لا يسعها إلا أن تراقب المشهد بعين حذرة، ولكن ما يؤزه الإعلام الغربي ويحاول إيصال رسائله المشفرة كي لا يقع في الخطأ يشي بأن هناك توافقات بدأت تطفو على السطح في دول عربية مدعومة برغبة ملّحة من الكيان الإسرائيلي لشن حرب مباغتة ضد إيران خلافا لكل ما يقال من النفس الطويل للوكالة الدولية للطاقة الذرية والضامنين الأوروبيين، ومحاولات الأميركي تهدئة القلب الإسرائيلي، ولكن في النهاية فإن القوات الأميركية متواجدة على الأراضي العربية، ولا زالت تنفذ عمليات نوعية على الأراضي السورية، حتى بعد الهجمات?الصاروخية على قواعدها شرق سوريا.
هنا نرى بلا شك أن القواعد الجيوسياسية العربية القديمة قد انهارت أمام الغزو الإيراني بالوكالة، وأفضل ما عندنا هو اللجوء الى طرف ثالث ليدير دفة الحرب، والطرف جاهز ولكنه سيقود أي معركة من القُمرّة الخلفية، وأي طرف عربي يتورط في هكذا مغامرة غير محسوبة ستشعل حربا لا هوادة فيها، وسنعود الى حقبة الحرب العراقية الإيرانية، والحرب الدولية على العراق، وقد تتدخل حينها دول عظمى تريد إبراز قوتها الرادعة أمام العظمة الأميركية، خصوصا بعدما تكشفت المتغيرات الدولية التي نبش عشها الرئيس الروسي بوتين، وأظهرت سرعة تخلّي العالم?الغربي عن المشاركة في حرب الأوكراني الخاسر بأي حال.
إذا وقعت الحرب فعلاً سيكون العرب أول الخاسرين ولن نجد حينها أي غطاء دولي، وستزداد ظلمة الليل الطويل على اقتصادنا وتنميتنا السلحفائية وسنكون فرق حسابات بين عدوين لدودين أخبثين، بل وأكثر ستفترق طرق الدول العربية في غرب آسيا، وبالطبع الدول العربية في شمال أفريقيا ليست معنية، ولهذا يجب اختيار طريق ثالث فيها سلامة مستقبلنا وهو الابتعاد عن مساعدة المتحفزين للحرب وعدم الانجرار للغرق في مستنقع صراع ليس لنا فيه أي مصلحة.
لهذا من الطبيعي أن يتحسس المواطن رأسه، فهو لا يعلم ماذا يخبئ القدر له بعد يوم أو شهر، ولكن بعدما هدأت بلاد العالم من صراعاتها وتحولت ساحات القتال الى مصانع وأعمال، جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتعيد خلط أوراق الجغرافيا السياسية وتضرب العلاقات الدولية بقنبلة انفجارية، فيما ترك التحالف العربي الذي تقوده السعودية باباً واسعا لإعادة صياغة الصراع مع الحوثيين وداعميهم وعلى رأسهم إيران، ما أعطى إجازة مفتوحة للحرب التي أكلت ست سنوات، فيما سوريا لا تزال ترزح تحت احتلالين إيراني وروسي، والقوات الإيرانية على مشارفنا?
التاريخ شاهد إثبات، وأي مغامرة ستجر على بلادنا الأسوأ والمزيد من التقهقر وتردي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والخسائر الفادحة، فلنستعد للحقيقة التي يعرفها الجميع أننا تعبنا من صراعات الدول التي تؤزنا لتمتص أخيرا ما تبقى من استقرار وأمنّ ونحن في غنى عن تلك الصراعات غير المفيدة، فليقلعوا شوكهم بأيديهم.
ROYAL430@HOTMAIL.COM
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/20 الساعة 00:47