نجاح طالب توجيهي لديه 30 حفيداً في غزة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/12 الساعة 20:49

مدار الساعة - تمكن طالب الثانوية العامة ناصر أبو عودة من خان يونس من تحقيق معدل 72.7% في الفرع الشرعي، رغم أنه انقطع عن الدراسة منذ 40 سنة.

أبو عودة ذو الثلاثين حفيدًا، والذي كان بعضهم يعانقه ويغرقونه بالقُبلات خلال المقابلة يقول إنه كان يعُد نفسه طالب ثانوي حقيقي، فقد استعان بمعلمين خصوصيين لشرح بعض المساقات كالرياضيات واللغة الإنجليزية، عدا عن الدراسة المنزلية بشكلٍ شبه يومي.

الطالب الكبير، لم يكن كذلك فحسب، بل هو حاليًا ضابط في الشرطة البحرية، ويقضي طوال ساعات المساء في دراسة منهجه، حتى الدقائق الأولى من صباح اليوم التالي.

وكبقية طلاب الثانوية العامة في غزة، اهتم الأبناء العشرة لهذا الطالب الضابط بتوفير جوٍ هادئ وطاقة مستمرة من خلال تركيب أنظمة الإنارة البديلة الزهيدة الثمن لتضمن له إضاءة ساعات الظلام.

وحول قرار الجد ناصر بالعودة لدراسة "التوجيهي" مع 72 ألف طالبٍ آخرين تقدموا هذا العام، قال إن متابعته ثمانية من أبنائه الذين يدرسون في الجامعات، حفّزه لمواصلة التعلم، قائلاً: "لا يكبر الإنسان على العِلم".

فكبرى بناته المتزوجات كانت أيضًا من الجنود المجهولين الذين قدموا العون لهذا الطالب الأب. قائلاً إن ابنتي ساعدتني لأيامٍ طويلة في شرح بعض الدروس.. كنت عازمًا جدًا على نيل شهادة الثانوية، والآن هي بين يدايّ وأنا جدُ ولدي أحفاد كُثر".

وكما يخمّن طلاب الثانوية عادةَ معدلاتهم فور قرب النتيجة، أبو عودة أشار إلى أنه توقع أكثر قليلاً مما حققه بواقع 77%.

ويذكر بعضًا من تفاصيل أجواء قاعات الاختبارات، فقد كان بالطبع بمثابة والد أو جد هؤلاء الطلبة، ولم يكن يرى منهم سوى كل التقدير لسِنه واحترامه للعلم".

أما لحظة إعلان النتائج اليوم، فلم يُخفِ ناصر بعضًا من مشاعر القلق كأي طالب مماثل. يقول: "لم أكن أشعر بشيء غريب حتى قبيل إعلان النتائج، إلى أن دفعني زميلي لتعليق العمل ومتابعة المؤتمر المتلفز، وبعد دقائق لم يتوقف هاتفي عن تلقي مكالمات المُهنئين.. كان ذلك شعورًا لا يوصف".

وحول شعوره اليوم يقول ناصر: "أعتقد أنني أحرزت نجاحًا جيدًا، فلم يكن تقدم السن يومًا عقبة أمام التعلم ولن ينتهي عند سنِ مُحدد، وآملُ أن أكون مثالاً جيدًا لكل من يود التقدم والإعادة لمن تقدم بهم العُمر".

أما طموح ناصر فلم يقف عند نيل تلك النتيجة، فهو اليوم يرغب بالالتحاق بالجامعة لدراسة علوم الشريعة الإسلامية ليكون مُعلمًا.

واليوم، يُهدي الطالب "الكبير" نجاحه لكل من ساهم في تحقيقه، خصوصًا مُعلميه، ولزملائه في العمل، الذين شجعوه على الدراسة، وأسرته "التي قدمت له كل الدعم".(صفا)

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/12 الساعة 20:49