عندما يَصل بايدن: مَن سيكون رئيس حكومة إسرائيل؟
سؤال أخذ يفرض نفسه على المشهدين الإسرائيلي/والأميركي, بعد ان لم يعد ثمة شكوك بأن الإئتلاف العنصري/الإستيطاني في دولة العدو دخل طور التفكك والإنهيار. وهو ما عالجته صحيفة جيروسالم بوست/الصهيونية أمس الأول, في وقت كان ذاته محور «مقابلة» مُطولة مع اليهودي الأميركي/الإسرائيلي حاييم سابان(أو«صبّان» كما كانت عائلته تُعرَف في مصر قبل ذهابها الى إسرائيل عام 1956). ومحرّر صحيفة معاريف/بن كسبيت, علما ان سابان هو صاحب مقولة: «أنا رجل القضية الواحدة, وقضيتي هي إسرائيل».
وإذ راحت جيروسالم بوست تتحّدث عن سيناريوهات ثلاثة في شأن «هوية» رئيس الحكومة الذي سيقابله الرئيس الأميركي عند وصوله في 17 تموز الوشيك, وما إذا كان سيُواصل نفتالي بينيت رئاسة حكومة انتقالية حال تسبب حلفاء لبيد في سقوط الإئتلاف الحالي؟ أم ان الأخير/لبيد سيكون هو قائد حكومة انتقالية حال تسبّب حلفاء بينيت في انهيار الإئتلاف؟ ويبقى السيناريو الأخير حيث برز «نتنياهو» كرئيس لحكومة تحظى بالرقم السحري/61 نائباً حال انضم المنشقون عن حزب يمينا/حزب بينيت, والتحق ثلاثي المتمردين بالليكود وقام جدعون ساعر/حزب تكفا حداشا بتوفير مظلة لحكومة يرأسها نتنياهو.
هنا.. وبصرف النظر عمّا ذهبت اليه الصحيفة/جيروسالم بوست, فإن المثير في هذا الموضوع هو ما قاله حاييم سابان, فضلاً عما كشفه من معلومات أكثر اثارة عن لقاء «تشاوري» طويل استمر لـ 45 دقيقة مع الرئيس الأميركي/بايدن, الذي ذهب الى بيت/سابان بما هو «أكبر المُتبرعين» للحزب الديمقراطي، بمناسبة تجنيد تبرعات أولى لبايدن.
هنا يلفت محرر معاريف/بن كسيت الى ملاحظة مهمة, وهي ان سابان «أعدّ» في واقع الأمر بايدن لزيارته المُرتقبة الى اسرائيل، وهو ما برز بوضوح في إجابته غير المسبوقة بالغة الوضوح في دلالاتها, الى أسئلة كاسبيت «الصريحة", وخصوصاً عندما يقول سابان ردّاً على سؤال ما الذي اراده منك بايدن عندما جاء اليك؟..أراد يجيب سابان أن يسمع رأيِيّ، عمّا «ينبغي» ان يقوله للشعب الإسرائيلي وعلى ماذا يريد ان يركّز, مُضيفاً.. إن بايدن «ضليع» في ما يجري في إسرائيل بتفاصيل التفاصيل. ثم يكشف عن رأيه/سابان في شأن ما يُكتب في إسرائيل, بأن بايدن يُفضّل الإئتلاف اليميني الهش الحالي بقيادة بنيت على عودة نتنياهو، عندما يقول سابان إنه يعتقد أن عودة نتنياهو ستكون مُصيبة إسرائيل, كاشفاً أنه أعرب عن رأيه هذا في الحديث مع بايدن.
كيف ردّ؟ سأله بن كاسبيت:كان لدى الرئيس أجاب سابان...حركة رأس وكذا عينان..هيا نقول – أضاف – بأن ليس له خلافات كثيرة معي ولنُبقي هذا هكذا", ثم باستفاضة يمضي قائلاً «بايدن لن يُلغي الزيارة إلاّ إذا حدث شيء دراماتيكي حقّاً....في اسرائيل هو (أي بايدن) يريد أساساً أن يُعرب عن محبته لدولة اسرائيل ولشعب اسرائيل...على هذا تحدثنا...على ما ينبغي له أن ينشغل به, وعلى ما لا ينبغي أن ينشغل به.
ما الذي أوصيته به؟
هنا تصل إجابات الميلياردير الصهيوني/المتعصب ذروتها, خاصة في «الكيفية» التي يتحدّث بها عن بايدن, وعن التأثير الذي يُمارسه يهود أميركا/وصهاينتها على النخبة السياسية والحزبية في الدولة الأقوى في العالم. يجيب سابان على النحو التالي: لست واثقاً أن عليه حين يكون في اسرائيل أن ينشغل بالمستوطنات، لم ندخل الى تفاصيل التفاصيل في هذا الموضوع, «طلبَ/أي بايدن.. ان نلتقي مرّة أخرى «قبل» ان يُسافر. قلت له – أضاف سابان – ان عليه ان يُبدي المحبة الحقيقية... محبته الأصيلة لدولة اسرائيل... مُستطرداً انا اعرِف بايدن 30 سنة وهذه محبة حقيقية, فقد قال ذات مرّة: إنه لا حاجة لك لأن تكون يهوديّاً كي تكون صهيونيّاً....قُلتُ واصلَ سابان – قُل للإسرائيليين هكذا.. بحيث » يَشعروا » بأنك تتحدّث من القلب, وأن هذه مشاعرك «الحقيقية الأصلية والغريزية».
إذن ماذا بالنسبة للمستوطنات؟..سألَ كسبيت
لا أدري... «لكن» أضاف سابان فليكن واضحاً بأن الرئيس سيزور رام الله أيضاً, وهناك سيقول ل"أبو مازن» أن الولايات المتحدّة تواصِل تأييد حل الدولتين، لأن هذا هو الحل المُمكن الوحيد...السؤال – يُقاطِعه كسبيت ــ هو إذا كان سيقول هذا للإسرائيليين أيضاً؟. لننتظِر ونرى – ردّ سابان باقتضاب.
في الخلاصة..المُقابلة طويلة وشاملة, وأخذ الملف النووي الإيراني حيّزاً مهماً منها، ما يدعو للتساؤل عمّا إذا كانت جولة بايدن ستحمل خيراً للمنطقة؟ أم ستُسهم في عملية استقطاب وتصعيد مُتدحرج تصب عوائدها في النهاية لصالح المشروع الإستيطاني/الإحلالي, مُكرسة الهيمنة الصهيونية ومُدشّنة عصر الأسرلة.
kharroub@jpf.com.jo