الطفل حمودي عماش .. دققوا في الصورة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/15 الساعة 01:38
لو افترضنا مشهداً غارقاً في الخيال والسريالية, وكانت الصورة, رجال شرطة فلسطينيون يعتقلون طفلاً إسرائيلياً, ماذا ستكون ردة الفعل العالمية وخصوصاً الدول المتحضرة, والعربية على شدة تخلفها؟ أعرف أن الخيال قاصر عن رسم الصورة, ولأن اعتقال طفل هو عمل وحشي ومدان بصرف النظر عن هويته, لكن هذا حدث فعلاً في دولة الفصل العنصري, وجميعنا شاهدنا صورة الطفل حمودي عماش, وهو بالكاد قادر على الكلام وتفسير الحروف.
لكن الصورة تحمل على شدة القهر, إشارة لا بد من ملاحظتها والوقوف عندها, حتى في المعتقل, لم يفرط بلعبته, وبقي ممسكاً بها, فهل تعتقدون أنه سيفرط بوطنه؟ لعبة بلاستيكية بقي محافظ عليها, ولم ترتجف قبضته الصغيرة من السجان, رغم أن القمع الإسرائيلي دخل مرحلة جنون هذياني, فهل سيتخلى هذا الطفل عن حقه في وطنه, وخلفه شهداء وجرحى وأسرى تجاوزوا المليون ونصف؟ وهل من قام بتربية هذا الطفل ومليون ونصف شهيد وجريح وأسير, سيفرط بوطنه؟ أو سيقرأ أو يلتفت لمشاريع وهمية يجترحها عقل هنا أو هناك, واستغرب من الاصدقاء الذين طالبوا بالرد على منشور صحفي على موقع عربي, يحمل وهماً وهرطقة لم تقرأ الواقع الفلسطيني ولا حتى الواقع العربي الشعبي ولا المواقف الأردنية الرسمية والشعبية.
الفلسطينيون لن يستبدلوا شبراً من فلسطين بعاصمة الرفاه العالمية, سويسرا, الذي يتمنى مختل صهيوني نفي الفلسطينيين إليها, فحتى هذه الدولة الغارقة في الرفاه حتى التخمة, ليست بديلاً عن شبر من أرض فلسطين, رغم حجيج المال العربي إليها.
هذا لا يعني أبداً الصمت على هذه الهرطقات, التي نراها تظهر بين الفينة والاخرى, ونعرف أن معظمها مصنوع في دوائر صنع الاعتقاد الصهيوني والغرب الأمبريالي, لكننا نؤمن بيقين, أن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والقوى الحية في فلسطين والاقطار العربية, لديها من الممكنات العملية ومن تجارب تراكمية في المواجهة والمقاومة, ما يكفي لدحر كل هذه الهرطقات واسكاتها, كما نؤمن أن أي مشروع لا يضمن دولة فلسطينية على أرض فلسطين, هو مجرد أحلام يقظة يدحضها الواقع الفلسطيني كل دقيقة وليس كل يوم.
أما الواقع الأردني فهو لا يقل صلابة وتماسكاً في الموضوع الفلسطيني, عن أي مقاوم فلسطيني, والدولة الأردنية ليست رخوة إلى حد هضمها لتصبح بديلاً أو طرفاً, في تصفية القضية الفلسطينية, فمهر هذه الدولة, دما وشهادة ومقاومة, منذ فجر التأسيس حتى يرث الله الأرض وما عليها, ولديها من العزيمة والإرادة الشعبية المحروسة بسواعد القوات المسلحة – الجيش العربي- ما يسند هذه العزيمة ويشحذها كل لحظة, والإرادة السياسية واضحة دون لبس, فاللاءات الملكية صارمة وحاسمة, وتصريحات رئيس الوزراء تحت قبة البرلمان ما زالت ساخنة ولن تبرد, فهذا موقف تتماهى فيه الإرادة الأردنية الشاملة بأبهى صورها.
نعلم ان مختبرات صنع الاعتقاد مشغولة بتزييف الوعي وتشويه الوجدان وتخريب الزرع والضرع والنسل, ونعلم ان ثمة خطوات على الارض لسحق الهوية القومية وادماج الكيان العنصري الصهيوني في الاقليم العربي علنا وتسللا, لكننا نوقن ولا نعلم فقط, ان ثمة ارادة على ضفتي النهر, مسنودة بقوى حية في الوطن العربي والفضاء الانساني, حكمت على هذه المشاريع بالسقوط, حتى وان تبدى للعين المؤقتة غير ذلك, ومن يشكك فليدقق في صورة الطفل حمودي عياش مجدداً, ويرى كيف امسك بلعبته رغم الاعتقال, ومن يمسك بما يملك على شدة بساطته, لن يفرط بأغلى ما يملك.
omarkallab@yahoo.com
لكن الصورة تحمل على شدة القهر, إشارة لا بد من ملاحظتها والوقوف عندها, حتى في المعتقل, لم يفرط بلعبته, وبقي ممسكاً بها, فهل تعتقدون أنه سيفرط بوطنه؟ لعبة بلاستيكية بقي محافظ عليها, ولم ترتجف قبضته الصغيرة من السجان, رغم أن القمع الإسرائيلي دخل مرحلة جنون هذياني, فهل سيتخلى هذا الطفل عن حقه في وطنه, وخلفه شهداء وجرحى وأسرى تجاوزوا المليون ونصف؟ وهل من قام بتربية هذا الطفل ومليون ونصف شهيد وجريح وأسير, سيفرط بوطنه؟ أو سيقرأ أو يلتفت لمشاريع وهمية يجترحها عقل هنا أو هناك, واستغرب من الاصدقاء الذين طالبوا بالرد على منشور صحفي على موقع عربي, يحمل وهماً وهرطقة لم تقرأ الواقع الفلسطيني ولا حتى الواقع العربي الشعبي ولا المواقف الأردنية الرسمية والشعبية.
الفلسطينيون لن يستبدلوا شبراً من فلسطين بعاصمة الرفاه العالمية, سويسرا, الذي يتمنى مختل صهيوني نفي الفلسطينيين إليها, فحتى هذه الدولة الغارقة في الرفاه حتى التخمة, ليست بديلاً عن شبر من أرض فلسطين, رغم حجيج المال العربي إليها.
هذا لا يعني أبداً الصمت على هذه الهرطقات, التي نراها تظهر بين الفينة والاخرى, ونعرف أن معظمها مصنوع في دوائر صنع الاعتقاد الصهيوني والغرب الأمبريالي, لكننا نؤمن بيقين, أن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والقوى الحية في فلسطين والاقطار العربية, لديها من الممكنات العملية ومن تجارب تراكمية في المواجهة والمقاومة, ما يكفي لدحر كل هذه الهرطقات واسكاتها, كما نؤمن أن أي مشروع لا يضمن دولة فلسطينية على أرض فلسطين, هو مجرد أحلام يقظة يدحضها الواقع الفلسطيني كل دقيقة وليس كل يوم.
أما الواقع الأردني فهو لا يقل صلابة وتماسكاً في الموضوع الفلسطيني, عن أي مقاوم فلسطيني, والدولة الأردنية ليست رخوة إلى حد هضمها لتصبح بديلاً أو طرفاً, في تصفية القضية الفلسطينية, فمهر هذه الدولة, دما وشهادة ومقاومة, منذ فجر التأسيس حتى يرث الله الأرض وما عليها, ولديها من العزيمة والإرادة الشعبية المحروسة بسواعد القوات المسلحة – الجيش العربي- ما يسند هذه العزيمة ويشحذها كل لحظة, والإرادة السياسية واضحة دون لبس, فاللاءات الملكية صارمة وحاسمة, وتصريحات رئيس الوزراء تحت قبة البرلمان ما زالت ساخنة ولن تبرد, فهذا موقف تتماهى فيه الإرادة الأردنية الشاملة بأبهى صورها.
نعلم ان مختبرات صنع الاعتقاد مشغولة بتزييف الوعي وتشويه الوجدان وتخريب الزرع والضرع والنسل, ونعلم ان ثمة خطوات على الارض لسحق الهوية القومية وادماج الكيان العنصري الصهيوني في الاقليم العربي علنا وتسللا, لكننا نوقن ولا نعلم فقط, ان ثمة ارادة على ضفتي النهر, مسنودة بقوى حية في الوطن العربي والفضاء الانساني, حكمت على هذه المشاريع بالسقوط, حتى وان تبدى للعين المؤقتة غير ذلك, ومن يشكك فليدقق في صورة الطفل حمودي عياش مجدداً, ويرى كيف امسك بلعبته رغم الاعتقال, ومن يمسك بما يملك على شدة بساطته, لن يفرط بأغلى ما يملك.
omarkallab@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/15 الساعة 01:38