لماذا بول الابل الآن؟

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/12 الساعة 12:26
لقد قامت الدنيا ولم تقعد بعد المحاضرة التي القاها الدكتور (زغلول النجار) في مجمع النقابات المهنية والتي كان محور موضوعها حول التداوي ببول البعير (الابل) والتي ساد فيها الهرج والفوضى بين معارض ومؤيد لهذا الطرح حتى وصل بهم الامر الى التدافع والتراشق بالالفاظ المسيئة ووصف المحاضر بالدجال علما ان الحضور كان يمثل نسبة كبيرة من المثقفين والاكاديميين في مجتمعنا والذين يؤخذ عليهم تصرفاتهم اخطائهم وكان منها عدم التزامهم بقواعد الحوار والمناقشة الموضوعية والمجردة في مثل هذه الندوات والتجمعات حتى تعم الفائدة للجميع ويخرج الحضور راضياً بعد ان عبر عن رأيه ووجهة نظره للامانة العلمية لا ان تفرض عليه الأمورعنوة وان تعلوا البلطجة على الثقافة والحجة والمنطق. ونحن بهذا الصدد لا ننحاز الى فئة دون الاخرى ولا ندافع عن احد حيث ان موضوع التداوي ببول الابل شائك ومعقد وقتل بحثا منذ عشرات السنين وخاض فيه علماء الدين والفقه وكل أدلى بدلوه في هذا الامر بين معارض ومؤيد معتمدين على مراجع واحاديث من التراث, بعضهم يعزونه الى الرسول وآخرون يرجعونه الى الاسرائيليات والمندسين في الاسلام ليفسدوا الامر ويشككوا في الدين, ولحق باذيالهم من يدعي انهم علمانيون في هذه الايام, حتى اختلط علينا الامر برمته واصبحنا في حيص بيص, ومن منطلق ان لا تترك الامور على عواهنها بحثت في الامر فوجدت تناقضا في الاحاديث حيث ان احدهما لم يذكر البول بل ذكر الحليب وهذا منطقي, والاخر ذكر البول فقط واخر ذكر الاثنين معا وتسليما باي حديث منهما الا انه ما قد اخذ به قديما قد لايصلح به حديثا في عصر الدواء والطب المتقدم والذي كان يفتقده الاولين. ومن جانب آخر اعتقد ان هذا الوقت ليس مناسبا لاثارة مثل هذه الامور المثيرة للجدل وامتنا تعيش اياما عصيبة تعاني فيها من شبح الفرقة والتقسيم والتدمير والقتل والتهجير ويلفها مصير مظلم وغامض وندير لها ظهورنا ونغمض اعيننا هروبا وضعغا وجبنا او انه كما يقول المثل (قصر ذيل). والانكى من ذلك ان البعض قد اتخذ منها حجة ومبررا للهجوم على الدبن ورموزه وتراثه والهب صفحات التواصل لاجتماعي والمنابر الاخرى بالانتقادات اللاذعة والشتائم والقدح وخاصة من المزمرين والمطبلين للفتنة والتشكيك متخذين منه منفسا ليعبروا به عن حقدهم وكرههم لهذا الدين, لذلك من واجب علماء الدين والفقه في هذه الامة ان يعوا لهذا الامر وان يقوموا بتنقيح التراث الاسلامي مما ورد فيه من شوائب ومغالطات واسرائيليات حتى يقطعوا الطريق على العامة من الشك والوقوع في المحظور , وفي النهاية ان هو الا كلام بشر يخطىء ويصيب, ولا نقصد ما علم بالدين من الضرورة حتى لا يختلط الامر على البعض.
  • ثقافة
  • الدين
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/12 الساعة 12:26