هيئة أجيال السلام تدعم مشاريع الحماية في ٨٠ مركزاً شبابياً تابعاً لوزارة الشباب بمختلف أنحاء المملكة
مدار الساعة -راشد فريحات - بدأ تهيئة أجيال السلام منذ شهر أيار الماضي بدعم تنفيذ مجموعة من المشاريع في ٨٠ مركزاً من المراكز الشبابية التابعة لوزارة الشباب الأردنية، وذلك بهدف تعزيز مفاهيم الحماية والتماسك المجتمعي بين الأطفال والشباب السوريين والأردنيين. وتأتي هذه الخطوة كمرحلة نهائية لبرنامج "تطوير المساحات والممارسات المعززة لحماية الأردنيين والسوريين في المجتمعات المستضيفة"، المستمر منذ عامين والذي تنفذههيئة أجيال السلام بدعم مادي من البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم لبنان، الأردن والعراق (RDPP II)، وبشراكة استراتيجية مع وزارة الشباب.
وكجزء من هذه الخطوة، اختارت هيئة أجيال السلام بالتعاون مع الوزارة ١٠ مراكز شبابية من ضمن ٨٠ مركزاً لإنشاء مشاريع سريعة الأثر، وهي مساحات آمنة مجهزة بالكامل لتنفيذ أنشطة وفعاليات تبني المهارات الحياتية لدى روّاد المراكز، وترفع الوعي حول مواضيع الحماية والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعالج المشكلات المجتمعية، بناء على الخطة السنوية لكل مركز. وتتواجد المراكز العشرفي محافظات عمّان، والزرقاء، وإربد، والمفرق، التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين، حيث تشمل مركز شابات دير أبي سعيد النموذجي، مركز شباب وشابات المزار الشمالي،مركز شباب ماركا، مركز شابات ناعور، مركز شباب الأمير محمد،مركز شابات الزرقاء،مركز شباب سما السرحان،مركز شباب المفرق،مركز شابات سهل حوران، ومركز شابات منشية بني حسن.وبقيادة ٦٠ متطوعاً ومتطوعة من الشباب السوري والأردني، تم إجراء تقييمات لاحتياجات المجتمعكجزء من البرنامج خلال شهر نيسان ٢٠٢١، وبناءً على نتائجها، تم تحديد نوعية المشاريع التي سيتم إنشاؤها لضمان سد الفجوات ومعالجة التحديات في كل منطقة من مناطق تواجد المراكز.وتضمّنت المشاريع إنشاء حدائق خارجية، وقاعات مجهزة لتدريبات ريادة الأعمال، ومساحات آمنة للنساء والأطفال، خاصة الأطفالمن ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها.
وعلى الجانب الآخر، ستزوّد هيئة أجيال السلام المراكز الشبابية الثمانين- والتي تشكّل حوالي ٤٠٪ من المراكز الشبابيةالنشطة التابعة للوزارة في جميع أنحاء المملكة – بمشاريع صغيرة. ويشمل ذلك تخصيص زوايا تضم شاشات وأدوات، وتنفيذ أنشطة بقيادة موظفي المراكز بهدف رفع مستويات الوعي حول مفاهيم الحماية والعنف القائم على النوع الاجتماعي، مستهدفةً الشباب والأطفال بعمر ١٠-٣٠ عاماً.
و قال رئيس هيئة أجيال السلام الدكتور مهند عربيات: "إن بناء السلام في المجتمعات التي تشهد نزاعات يبدأ من توفير الحماية للأفراد والحد من العنف. نحننسعى لتحقيق هذا الهدف بالبناء على شراكتنا الاستراتيجية الراسخة مع وزارة الشباب كونها نقطة الوصل بيننا وبين فئات المجتمع الأكثر تأثّراً وتأثيراً بالنزاعات القائمة في ضوء أزمة اللاجئين السوريين؛ وهم الشباب والأطفال، سوريين وأردنيين". وأضاف: "نشكر البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم لبنان، الأردن والعراق (RDPP II)، لدعمه هذا البرنامج خطوة بخطوة، إذ إنه بتقديمه منح دعم المشاريع، سيتيح الفرصة أمام الشباب ليواجهوا العنف، والتنمر، والإقصاء بشكل أكثر وعياً، ويكونوا سبباً في حماية أنفسهم ومجتمعاتهم".
من جانبه قال بيتر كوستوهريز، مدير الارتباط والمشروع في البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم لبنان، الأردن والعراق (RDPP II): "تهدف العديد من المبادرات المهمة في الأردن اليوم، بما في ذلك العديد من المبادرات التييدعمها برنامج "RDPP II" إلى تحسين انتقال الشباب من التعليم إلى التوظيف. من المهم في الوقت ذاتهالتركيز على أنواع أخرى من المبادرات التي من شأنها إشراك وتمكين الشباب في الأردن، سواء كانوا أردنيين أو سوريين أو من جنسيات أخرى، حتى يتمكن هؤلاء من المساهمة بشكل كامل في زيادة تنمية مجتمعاتهم المحيطةوالمجتمع العام ككل. يهدف الدعم المقدم لمراكز وزارة الشباب إلى تسهيل مثل هذه المساهمات في القضايا التي حددها الشباب أنفسهم على أنها الأكثر أهمية في مجتمعاتهم".
ويشار ان هيئة أجيال السلام هي منظمة غير ربحية، أسسها سمو الأمير فيصل بن الحسين، وتعمل على ترسيخ ثقافة السلام في العالم على مستوى القاعدة الشعبية وتحويل الصراعات والنزاعات إلى سلم مستدام. تعمل هيئة أجيال السلام على توسيع نطاق أنشطتها في المجتمعات المحلية لتشمل جميع المحافظات الأردنية، كما تؤسس برامج على النطاق الدولي لدعم الشباب من جميع الخلفيات الثقافية، إذ تستخدم الرياضة، والفنون، والحوار، وكسب التأييد، والتمكين، والإعلام كمدخل لإشراك الشباب، ولتمكينهم من تحويل الصراع في مجتمعاتهم المحلية لخلق فرص للتغيير، بما يتفق مع القيم الأردنية المتمثلة في القبول والتسامح والوحدة. شهدت هيئة أجيال السلام منذ انطلاقتها عام ٢٠٠٧، نمواً سريعاً، إذ قامت بتدريب وإرشاد ودعم أكثر من ١٩،٤٥٠ متطوعاً ومتطوعة من القادة الشباب بشكل مباشر، وتركتْ بصمة إيجابية في حياة حوالي ١،٥٠٠،٠٠٠ إنسان، من ٥٢ دولة حول العالم، حتى اليوم.
وانطلق البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية (RDPP) عام 2014 كمبادرة أوروبية مشتركة تجمع بين المساهمات الإنسانية والإنمائية لدعم لبنان والأردن والعراق، هدفها إدراك وتخطيط أفضل من أجل تخفيف تأثير النزوح القسري للاجئين السوريين في المجتمعات المضيفة. بعد المرحلة الأولى من البرنامج التي تم تنفيذها من خلال 45 شراكة استراتيجية ومبتكرة في المنطقة، تم إطلاق المرحلة الثانية (RDPP II) بدءاً من تشرين الأول 2018 حتى كانون 2022، ويتم دعمها من قبل جمهورية التشيك، الدنمارك، الاتحاد الأوروبي، إيرلندا وسويسرا، بميزانية إجمالية تبلغ 54.1 مليون يورو.