وزير الثقافة القطري الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني.. في الأردن بلا حواجز أو مسافات
مدار الساعة - إبراهيم السواعير - حين يشيع البحر نوعاً من رومانسيّة الحلم الوطني وتمنح الصحراء أبناءها عراقة الانتماء وأصالته، فإنّ كلّ هذا يجعل من الانطلاق إلى رحابة الحداثة وهدف المواكبة أمراً سهلاً وموثوقاً ومكللاً بالنجاح.
كلّ هذا بدا بوضوح على ملامح الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة القطري وأحاديثه النابعة من القلب، وهو يشيد بالعلاقات الأردنية القطرية التي وصلت إلى درجة عالية من الأخوّة المتينة والانسجام العالي في الرؤية والفكر بين قيادتي البلدين الحكيمتين: جلال الملك عبدالله الثاني وأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
يمتلك الشيخ عبدالرحمن آل ثاني حضوراً إنسانياً دافئاً، في اهتمامه بنجاح فعاليات مدينة إربد عاصمة الثقافة العربية للعام 2022 التي حلّ ضيفاً على الأردن لحضور حفل الافتتاح الرئيسي لفعالياتها، الذي يجري اليوم في إربد بحضور عربي مميز من وزراء الثقافة العرب، تحت الرعاية الملكية السامية.
لم تكن هناك من حواجز أو مسافات بين الشيخ عبدالرحمن بن حمد والحضور، من خلال كلّ هذه الأريحيّة التي كانت بالفعل تعبّر عن إنسان مُحبّ ومغرم بهوى الأردن وناسها وفضائها الإنساني، مستشرفاً ما للثقافة من آفاق واسعة وما لمناسبة عاصمة الثقافة العربية من أثر طيّب في فعاليات يومية تتنوّع في كلّ حقول الفكر والأدب والفنون والمعارف والمحاضرات والندوات طيلة العام.
فازت الدوحة فيما مضى بلقب عاصمة الثقافة العربية، ونجحت بامتياز في فعالياتها واستضافاتها وأثرها الثقافي، ولدينا فازت عَمَّان أيضاً عاصمةً للثقافة العربية، وكلّ ذلك يجعل من البلدين أرضاً ثقافيةً خصبة من خلال البنية التحتيّة في المؤسسة الثقافية والعمل المنظّم في هذا المجال.
ومنذ تسلّم الشيخ عبدالرحمن بن حمد وزارة الثقافة، كان الأداء واضحاً وكذلك الانطلاق إلى رؤية قوية في الامتداد الثقافي القطري وترسيخ الوعي الثقافي، خصوصاً وأنّ قطر لديها تراث عربي مشترك بعامّة، وتراث خليجي متماسك مع دول مجلس التعاون الخليجي في الثقافة المنطلقة من ذلك البناء الأصيل.
يؤمن الشيخ عبدالرحمن بأهميّة الإعلام وتطويره وانطلاقه، وقد ظهر ذلك بوضوح حين تسلّم منصب الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، أمّا في الجانب الثقافي فرؤيته في التنوّع الثقافي وتعزيزه لمكانة اللغة العربية والمؤسسة الثقافية القطرية والاهتمام الكبير بثمار الأثر الثقافي المجتمعي، يجعل من الثقافة فعلاً لا يقف عند التعريف الإجرائي البسيط، بل في الثقافة أسلوب حياة واعتزاز بمستقبل زاهر يُضاء بكلّ قناديل الماضي الأصيل التي لا تنطفئ شموعها على الدوام.